ارشيف من :أخبار لبنانية
في الصحف: حلحلة العقد الأخيرة قبل التشكيل
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على ولادة العقبات الجديدة أمام تشكيل الحكومة متفاءلة بحلها اليوم مع زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون. كما تناولت بعض الصحف تراجع القوات عن مطالبه بعد عودة الحريري من السعودية.
بالون القوات «نفّس»... والحريري ينقلب على نتائج الانتخابات
بداية مع الأخبار حيث قالت أنه الرئيس المكلّف سعد الحريري لم يكد يعود من السعودية، حتى تحوّل سعيه لتشكيل الحكومة إلى سعيٍ جدّي، بعد أشهر من التعطيل بحجج الصراع على الحقائب بين القوى السياسية.
وأوضحت أن مجريات الأيام الأخيرة، من قبول حزب القوات اللبنانية، مرغماً، بالتخلي عن حقيبة العدل، وحل عقدة الحقائب، لا سيّما الأشغال، تؤكّد أن قرار التعطيل كان خارجياً، وبالتحديد سعوديّاً. وما لم يعد خافياً في بيروت، أن لحظة الانكفاء السعودي عن ملفات المنطقة وانشغال حكام الرياض في لملمة أزمة قتلهم الصحافي جمال الخاشقجي، استدعت تحرّكاً سريعاً لدفع الحريري إلى تشكيل الحكومة، مع رغبة أميركية في الحد من نفوذ حزب الله وحلفائه في الحكومة الموعودة.
وأضافت إن تراجع القوات اللبنانية عن سقوفها المرتفعة، التي كان من الممكن أن تدفع بها خارج الحكومة، سببه أيضاً التشجيع الأميركي -الغربي-السعودي، بالانضمام إلى الحكومة بأي ثمن ممكن، خوفاً من خروج تشكيلة حكومية يكون لحزب الله اليد المطلقة فيها. وفي الإشارة أن هذه الأحداث المتسارعة لا تعني أن الحكومة قيد التشكيل. فمع حلحلة غالبية العقد، وآخرها عقدة تمثيل القوات، يبقى إعلان الحكومة عالقاً أمام رفض الحريري تمثيل النواب السنّة من خارج تيار المستقبل، والذين أثبتت الانتخابات النيابية حجمهم التمثيلي ونيلهم أرقاماً تفوق أرقام المستقبل في بعض الدوائر.
ولفتت الأخبار أن الحريري يتصرّف برفضه تمثيل معارضيه ومنحهم حصّة عادلة إسوة بغيرهم من القوى السياسية، كأنه صبيحة اليوم التالي لانتخابات عام 2009، وليس انتخابات 2018 التي أكدت أنه لم يعد لديه ترف الادعاء باحتكار تمثيل الشارع السنّي. وأزمة الحريري اليوم، هي محاولته الانقلاب على نتائج الانتخابات الأخيرة، ورفض الاعتراف بمعارضيه، مفضّلاً الدفاع عن القوات اللبنانية، التي تآمرت عليه في لحظة ضعفه، بينما انبرى خصومه، من السنّة وغيرهم في الداخل اللبناني، إلى الدفاع عنه والوقوف بوجه السعودية، لحظة اعتقاله في 4 تشرين الثاني 2017.
كما أن عقدة التمثيل السنّي باتت العقبة الوحيدة اليوم أمام تشكيل الحكومة. وفيما أبلغ ثنائي حزب الله وحركة أمل الحريري، أمس، عبر الوزير علي حسن خليل، تمسّكهما بتوزير أحد نواب سنة 8 آذار (الذين سيستقبلهم اليوم كل من الرئيس نبيه بري والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله، الحاج حسين الخليل)، ردّ الحريري بأنه لا يمكن أن يحتمل هذا الأمر، وأنه لن يشكّل الحكومة إذا ما فُرض عليه توزير أحد نواب سنة 8 آذار من حصّته. أكثر من مصدر متابع أكد أن تهويل الرئيس المكلف بالاعتذار أمر غير منطقي، لأن الخاسر الأكبر فيه سيكون الحريري شخصياً، وأن خطته التالية ستكون وقف التأليف ومحاولة تأليب الرأي العام اللبناني ضدّ الثنائي وتحميله مسؤولية التعطيل.
الحريري في بعبدا اليوم: التغلّب على العقدة السنية المُفتَعَلة
بدورها تساءلت اللواء تعقيد أم عقدة؟، موضحة أن هذا السؤال يجري البحث عن أجوبة له، بعد جواب «القوات اللبنانية» ايجاباً، على المشاركة في الحكومة، على خلفية عرض الرئيس المكلف سعد الحريري بحيث توضحت حقائبها، وسمت وزراءها، وأزاحت عن كاهلها تبعات اللامشاركة، والكلفة التي ستنجم عن الخيار السلبي، فاتحة الباب، امام جولة صغيرة أو كبيرة، من التعقيدات تتمثل بمطالبة «حزب الله» بقوة بتمثيل سنة 8 آذار حلفاء الحزب، بوزير على الأقل، في الحكومة الثلاثينية، من حصة الرئيس الحريري..
وأضافت أن الاحتكام إلى منطق المواقف يوحي بأزمة تتعلق بتمثيل لقاء «النواب السنة المستقلين»، تكشفت عبر الأضلاع التالية:
1- الرئيس المكلف يتحدث عن إمكانية معالجة العقدة، ولكن كيف؟ ليس من حصة تيّار المستقبل فمن يريد ان يكون لهؤلاء تمثيل، فلتكن من حصة من يريد توزيرهم، والرئيس المكلف ليس معنياً بهم، ولن يقدم أي تنازل. وخلاف ذلك مرفوض ولا لبس في موقف الرئيس المكلف فهو لا يُشكّل حكومة تحت مطالب من هذا النوع..ووصفت أوساط بيت الوسط كتلة «جمع نواب واربح وزارة» بأنها محاولة ابتزاز في اللحظات الأخيرة، وهي محاولات محكومة بالفشل، فهؤلاء النواب ينضوون في كتل بالاساس ممثلة في الحكومة، بالاشارة إلى كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير..
2- الرئيس برّي يرفض ان يتمثل «السنة المستقلين» من حصة الشيعة.
3- حزب الله، المعني مباشرة بالموضوع أكثر من سواه، يعتبر ان «المشكلين للحكومة يعقدون على أنفسهم المهمة»، والتمثل للسنة المستقلين حق، وهم أي الحزب يقفون إلى جانب النواب السنة، وعلى الرئيس المكلف احترام المعايير، ولا بأس بأيام قليلة لإيجاد حل لعقدة تمثيل «السنة المستقلين»..
4- النائب فيصل كرامي قال: مرتاحون لموقف رئيس الجمهورية، الذي يُشدّد على وحدة المعايير في تشكيل الحكومة..
على ان كلام الرئيس الحريري في حفل عشاء أقامه على شرفه رجل الأعمال الياس ضومط مساء أمس أوحى ان المشكلة الطارئة قيد المعالجة، معرباً عن أمله ان نكون حللنا كل الأمور التي تعيق تشكيل الحكومة خلال الأيام القليلة المقبلة.
أما بالنسبة للتشكيلة فقد تحدثت معلومات اللواء عن ان أسماء السنة المحسومين حتى الآن هم:
1- الرئيس الحريري، رئيس غرفة الصناعة والتجارة محمّد شقير (للاتصالات) وفادي عسلي (من حصة رئيس الجمهورية) للاقتصاد محل الوزير في حكومة تصريف الاعمال رائد خوري، وشيعياً فالثابت الوحيد وزير المال علي حسن خليل، في حين تحدثت مصادر عن توزير حسن اللقيس لوزارة الزراعة والسيدة مليحة موسى الصدر وزيرة بيئة.
ولكتلة حزب الله: الدكتور جمال الطقش لحقيبة الصحة، ومحمد فنيش للشباب والرياضة ومحمود قماطي وزير دولة، درزياً، يُسمّي النائب السابق وليد جنبلاط الوزيرين وائل أبو فاعور للتربية، والنائب اكرم شهيب، على ان يسمي الرئيس عون الدرزي الثالث.
مسيحياً، يحتفظ الوزير باسيل بوزارة غير الخارجية، وقد يبقى الوزير سليم جريصاتي في العدل، فضلاً توزير كريمة الرئيس ميراي عون الهاشم، وكانت القوات أعلنت أسماء وزرائها: غسّان حاصباني (يحتفظ بمنصبه نائباً لرئيس مجلس الوزراء)، والأسماء الثلاثة الأخرى هي: مي شدياق (للثقافة)، والعمل والشؤون الاجتماعية كميل أبو سليمان ووزير أرمني كاثوليك هو ريشار قيومجيان بالإضافة إلى وزير تسميه المردة.
هديّة الحريري لعون عشية سنته الثالثة... قبول تمثيل منصف في طائفته؟
من جهتها عنونت "البناء" أن عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يطفئ شمعته الثانية وسط آمال بولادة الحكومة الجديدة مع بدء السنة الثالثة من العهد، فبعد تسليم حزب القوات اللبنانية بأن مطالبه كانت مضخّمة وتتخطّى حجم ما يستحقّ من تمثيل في الحكومة، بقبول المشاركة، وفقاً للصيغة التي عرضت على القوات من الأيام الأولى للمشاورات حول تشكيل الحكومة، بقيت عقدة تمثيل النواب السنة المنتمين لقوى الثامن من آذار، وهو تمثيل يرفضه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، مصراً على ما أصرّت عليه القوات في الشهور الماضية بالحصول على تمثيل مضخم.
وأضافت أن الحريري لا يستطيع إنكار حقيقة أنه يمثل ثلثي ناخبي ونواب طائفته، وأن الثلث الآخر يستحق التمثيل بلا منة ولا تربيح جميل، وأن الإنصاف يقتضي تقاسم مقاعد طائفته في الحكومة بقياس وتناسب التقاسم النيابي، أي ثلثين بثلث، وأن المقعدين المستحقين لهؤلاء النواب وقد قبلوا بمقعد واحد حق لا يقبل الاجتهاد ولا يسقطه التذاكي في الحساب والحديث عن الكتل الممثلة، ليصير السؤال مشروعاً، هل سيكون تواضع الحريري قبولاً بما قبلته القوات بعد طول انتظار هديته لرئيس الجمهورية عشية سنته الثالثة، وهديته لبلد معلق على حبال الانتظارات؟ أم سيستهلك كما فعلت القوات المزيد من الوقت والمعاناة لقبول الإقرار بالإنصاف في التمثيل أملاً بابتزاز رئيس الجمهورية الذي يريد للحكومة أن تولد سريعاً وقد حلت عقدة التمثيل المسيحي، عله يمنح المقعد المنشود من حصته، والرئيس مدرك أن إنجازات سنتين من عهده يمكن حصرها بالتحضير لما هو آتٍ، فلا الانتخابات النيابية وإقرار الموازنات أكثر من تحضير لقيام الدولة ومؤسساتها، والحكومة الجديدة هي التي ستترك المجال للحديث عن نجاح أو إخفاق، والوقت سيف قاطع، فهل يلعب الحريري مع عون لعبة الوقت أم يقدم بشجاعة النية على تحقيق الإنجاز فيريح ويستريح؟
كما أشارت إلى أن ساعات قليلة تفصل اللبنانيين عن ولادة الحكومة الحريرية الثانية في عهد الرئيس العماد ميشال عون، فالرئيس المكلف سعد الحريري سوف يزور قصر بعبدا اليوم حاملاً معه الصيغة الحكومية النهائية بعدما واصل أمس اتصالاته مع المكوّنات السياسية المعنية بالتأليف من أجل إيداعه أسماء وزرائها، وأجرى اتصالاً بالرئيس عون تمّ خلاله تقييم ما جرى على صعيد ما أسفرت اليه المفاوضات الحكومية.
لكن اللافت بحسب المعلومات الصادرة عن مقرّبين من حزب الله لـ»البناء» أنّ الأخير رفض تسليم الرئيس المكلف أسماء وزرائه قبل الاتفاق على تمثيل السنة المستقلين في الحكومة، بمعزل عن وزراء حزب الله باتوا معروفين وهم الدكتور جمال الطقش لوزارة الصحة، الحاج محمود قماطي لوزارة الشباب والرياضة والوزير محمد فنيش لوزارة الدولة لشؤون مجلس النواب.