ارشيف من :أخبار لبنانية

الحريري في إجازة من التشكيل هي أشبه بالاعتكاف

الحريري في إجازة من التشكيل هي أشبه بالاعتكاف

سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على التأليف الحكومي، مشيرةً أنه ان توقف المشاورات الحكومية دفع بالرئيس المكلّف سعد الحريري لمغادرة بيروت في إجازة من التشكيل هي أشبه بالاعتكاف، على رغم نيته العودة قريباً.


162 يوماً والحكومة لم تُبصر النور

بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت انه "مع اليوم الاول من السنة الثالثة من عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس، طوت أزمة تأليف الحكومة الجديدة التي بات مصطلحاً على اعتبارها حكومة العهد الاولى كما يريده لها الرئيس عون نفسه اليوم الـ 162 من عمرها و"الحبل على الجرار". بدأت السنة الثالثة من العهد بلا أفق واضح حيال امكان اعادة أزمة التأليف المزمنة والمتمادية الى سكة الانتظام ضمن المعايير التي اتبعت في فكفكة العقد المتعاقبة التي اعترضت تأليف الحكومة وأخرت ولادتها الى ان لاحت الفرصة الذهبية قبل أيام مع ازالة آخر هذه العقد أو التي كان يفترض ان تكون الأخيرة، فإذا بعقدة مفخخة تفرخ فجأة وتجمد كل المسار وتكاد تعيد عملية التأليف الى مربع البدايات".

واضافت "غير ان العامل اللافت الذي برز غداة كلام الرئيس عون في الذكرى الثانية لانتخابه واتخاذه موقفاً سلبياً من هذه العقدة التي وصفها بأنها "تكتيك يضرب استراتيجيتنا الكبيرة"، تمثل في اتساع الانطباعات والمخاوف من ان تكون آخر الأزمات المفتعلة في طريق انجاز الرئيس المكلف سعد الحريري مهمته وفرملتها قد اكتست لباساً داخلياً سمي عقدة تمثيل النواب السنة لفريق 8 آذار، فيما يخبئ هذا التطور بتوقيته وظروفه امتداداً أوسع يذهب في اتجاه ربط عملية تأليف الحكومة بالصراع الاميركي – الايراني عشية اطلاق الادارة الاميركية رزمة عقوبات اقتصادية صارمة على ايران".

وتابعت "يبدو طبيعياً ان تتنامى المخاوف من ان تغدو الولادة الحكومية اكثر صعوبة وتعقيداً في حال اعادة ربط الاستحقاق الحكومي بالصراعات والحسابات العابرة للحدود اللبنانية بما يعني ان الحكومة العتيدة ومعها مجمل الوضع اللبناني سيصيران بمثابة رهينتين مخطوفتين تحت رحمة التطورات الخارجية وتداعياتها الخطيرة. كل ذلك يجري وسط تصاعد التحذيرات من التكاليف الاقتصادية والمالية والخدماتية والانمائية والبيئية والصحية التي تضع اللبنانيين أمام أفق غامض مشوب بقلق تصاعدي، فيما لا يشفع الارتفاع التصاعدي لاخطار تأخير تأليف الحكومة لدى الممسكين بحسابات الضغوط واستعمال لبنان ساحة لاطلاق الرسائل في اتجاه الدول المؤثرة".

الحريري «يعتكف» في باريس... وانقطاع اتصالات التأليف

بدورها، ذكرت صحيفة "الاخبار" أنه "لأن لا حكومة ولا مشاورات حكومية، فلا حاجة لأن يبقى الرئيس المكلّف سعد الحريري في بيروت. طائرته حملته أمس إلى باريس، في إجازة من التشكيل هي أشبه بالاعتكاف، على رغم نيته العودة قريباً. ويعوّل فريق الحريري على غيابه، لخفض «السقوف العالية» التي لا تزال تحول دون البدء بالبحث عن مخارج جدية للعقبة الأخيرة التي تمنع تأليف الحكومة: سنّة 8 آذار. هؤلاء النواب لم يكونوا ليتوقعوا أن الحكومة يمكن أن تقف على تمثيلهم".

واضافت "مع ذلك، فهذا أمر يحسبونه لحزب الله، الذي يجدونه متمسكاً بحقهم في التمثيل. حتى اللحظة، يبدو أن الحزب «ارتكب خطأ تكتيكياً». فسياسة التفاوض «السري» التي سبق أن جرّبها مع وسطاء إطلاق الأسرى من معتقلات العدو، تبدو غير ذات فاعلية في الداخل اللبناني. فالعلنية جزء من أسلحة المعركة".

وتابعت "طوال الأشهر الخمسة الماضية، كان أطراف التفاوض يتراشقون التهم بالتعطيل، محيدين حزب الله وحركة أمل. ساهم الثنائي في حلحلة الكثير من العقد (عقدة التمثيل الدرزي، عقدة تمثيل المردة، فضلاً عن مشاركة حزب الله في تذليل مشكلة وزارة المالية)، وكان رئيس الحكومة المكلف يكيل المديح لخصومه في الضاحية، بسبب عدم مساهمتهم في العرقلة. ارتكب الحزب خطأ بعدم إعلان مطالبه على الملأ، مستنداً إلى قاعدة «سرية المفاوضات» التي طالب باعتمادها أمينه العام السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير (19 تشرين الأول). لكن هذا الأمر انقلب عليه. فحتى حلفاؤه الذي يخوض معركة توزيرهم الآن، سبق أن سلموا أنهم لن يكونوا جزءاً من الحكومة. في 15 تشرين الأول الماضي، كان النائب فيصل كرامي صريحاً إلى أبعد الحدود في حديثه عن «حرماننا من حقنا الطبيعي في التمثل حكومياً على مرأى ومسمع من فريقنا السياسي»".


مساعٍ هادئة لاحتواء التباين بين رئيس الجمهورية وحزب الله حول الحكومة

الى ذلك، قالت صحيفة "البناء" إنه "بدت العطلة الحكومية ممتدّة حتى مطلع الأسبوع المقبل، بعدما أظهر موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تناغماً بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري حول قضية التمثيل السني في الحكومة، وهو ما قاله الرئيس عون بوضوح لجهة اختلافه مع حزب الله حول هذه القضية، بحيث تقدّم هذا الاختلاف وسبل معالجته على القضية الخاصة بالحكومة".

وقالت مصادر متابعة لعلاقة رئيس الجمهورية وحزب الله إن الحرص المتبادل على العلاقة كان محور الرسائل التي أراد الفريقان تأكيدها في ظل هذا الاختلاف من جهة، والحرص على حل القضية والخلاف حولها بروح التفاهم، حرصاً على عدم عرقلة وتأخير ولادة الحكومة، وعدم وقوع إجحاف بحق فريق يستحق التمثيل، والحرص الأكبر على تحصين العلاقة الاستراتيجية التي يؤكد رئيس الجمهورية وتؤكد قيادة حزب الله أنها لن تهتز بتأثير هذا الاختلاف، ولن يعدم الحليفان اكتشاف طرق إدارة الاختلاف إذا بدا التفاهم معقداً.

وتوقعت المصادر أن يترجم السعي المتبادل للبحث عن حلول، ولقطع الطريق على أي محاولات لتضخيم الخلاف والاستثمار عليه، واللعب بمشاعر بعض القواعد الشعبية لتعميقه، بلقاءات غير بعيدة، ربما تتمثل بزيارة وفد قيادي من حزب الله إلى القصر الجمهوري، على طريقة ما حصل خلال مناقشة قانون الانتخابات النيابية والخلاف الذي ظهر حينها بين رؤية كل من رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر من جهة، وحزب الله من جهة مقابلة.

2018-11-02