"طوبى لأرباب الزمن الجميل.. زمن التلاوات الدافئة في زوايا المساجد.. زمن عدّ الطلقات القليلة"، عبارةٌ تختصر كل الشوق إلى زمن البدايات، ولعلَّ اكثر الرموز لذاك الزمان روضة الرادوف.

تُعتبر روضة الرادوف من أقدم المدافن في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتتميز ايضًا بمقام "مُحمد الرادوف" أحد أولياء الله الصالحين، ونسبةً إلى مقامه عُرفت باسم "الرادوف".
وبالعودة إلى الموضوع الأساس، يجد الداخل إلى روضة الرادوف أنهُ يتجول في تلك الحقبة الزمنية الذهبية لإشراقة المقاومة الإسلامية في لبنان، فقد إحتضنت هذه الروضة جثامين الطلائع الاولى من شُهداء المقاومة وعلى رأسهم الإستشهادي السيّد عبدالله عطوي (الحرّ العاملي)، بطلُ عملية "الوحدة الإسلاميّة" الإستشهادية على بوابة فاطمة، وإعتُبرت هذه العملية من أقوى العمليات وأشدها مرارة على جيش الإحتلال.

جُغرافيًا ، كان الصهاينة يعتبرون ان هذه المنطقة آمنة نسبةً إلى وقوعها في قلب الحزام الأمني لقوات الإحتلال وعملائه.

أمّا في الزمان، فجاءت العملية كدليلٍ على مساندة ومؤازرة المقاومة الإسلامية في لبنان للإنتفاضة في فلسطين المحتلة، حيث أهدى الإستشهاديُّ البطل العملية لإخوته في الإنتفاضة الإسلامية في فلسطين. حيثُ إستطاع الحُرّ كسر حواجز العدو وأمنه الدقيق ببأس مستمد من الإيمان المطلق بالله (عز وجل) وبالقضية التي آمن بها. وتحتضن روضة الرادوف ضريح شهيد إنتفاضة معتقل الخيام "بلال السلمان" عام ١٩٨٩ والشهداء القادة صالح حرب وعدنان قشمر، والشهيد "أبو جعفر البدري" الذي جاء من الحجاز ليدافع عن كرامة أمتّه، ليستشهد في عملية "بئر كلّاب" البطولية عام ١٩٩٤، وبعض شهداء الوعد الصادق والدفاع المقدس.

في يوم شهيد حزب الله، تحيةٌ إلى صنّاع المجد وكَتبة التاريخ وأُمراء أهل الجنّة، معاهدين الله على أن تبقى بندقية المقاومة الاسلامية وحدها الرّد، وقوافل الشهداء تصنع النصر.

ح.خ