ارشيف من :آراء وتحليلات
الخطط البديلة لـ’داعش’
لم يصب كبد الحقيقة من ظن أن الضربة القوية التي تلقاها "داعش" في العراق وسوريا سوف تؤدي الى نهاية التنظيم، اذ إن "داعش"، ومنذ أن ظهرت علامات أن أيامه في العراق وسوريا باتت معدودة، عمد الى تنفيذ ما يشبه "استراتيجية التضليل"، محاولاً السيطرة على مناطق عراقية وسورية مرة أخرى، وهذا ما أكده مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، في تقرير صدر منذ يومين.
وأضاف المرصد في تقريره، إن
وأشار المرصد، إلى أن عناصر "داعش" الفارين من سوريا والعراق اندمجوا في كيانات إرهابية بديلة في بعض الدول، التي يكثر بها الإرهاب، محاولين تأسيس تنظيمات أخرى تشبه التنظيم الأم وتندرج بعد ذلك تحت رايته.
وأكد مرصد الإفتاء، أن
وأوضح المرصد، أن العناصر الداعشية الفارة شكلت عقب خسارتها في سوريا والعراق تنظيمات تحت أسماء مختلفة منها: "الرايات البيضاء"، و"أنصار البخاري"، و"أنصار الفرقان"، ومن المتوقع أن تكون هذه التنظيمات الوريث "الشرعي" لتنظيم "داعش".
يمكن للمراقب أن يلحظ ظهور تلك التنظيمات في نهايات العام الماضي (2017) في أعقاب الخسائر التي لحقت بالتنظيم؛ ف"الرايات البيضاء" نشطت في العراق على خلفية الأزمة حدثت بين "بغداد" و"أربيل"، و هزيمة "داعش"، حيث اتخذت تلك الجماعة العلم الأبيض المطبوع عليه صورة الأسد كرمز لها.
أما تنظيم "أنصار البخاري"، فقد تشكل من عناصر عربية وأجنبية عام 2014 ورغم أنه لم يعلن عن نفسه بشكل رسمي، لكنه بدأ يظهر وينشط من خلال مجموعة من العمليات الإرهابية التي قام بها جاء في نهايات العام الماضي، كما نشط التنظيم أيضًا في بعض الدول الأفريقية مثل: ليبيا والصومال.
وبحسب تقرير مرصد الإفتاء، فإن
ومهما يكن من أمر، فقد أشار المرصد في تقريره، إلى أن التنظيم توسع في استخدام الإنترنت؛ لتوظيف القيادات وتوزيع المهام والمسؤوليات عليهم، وذلك وفقًا لما سُمي بـ"الخلافة الافتراضية".
خطوات تنظيم "داعش" هذه كانت متوقعة، اذ ظهر واضحا منذ مدة أن التنظيم يقوم يزرع خلايا نائمة في بلاد الشام والرافدين وبعض البلدان، لا سيما تلك التي تُعاني من اضطرابات وأزمات سياسية خاصة الدول الأفريقية.
وقد
ورغم الضربات الكبيرة التي تلقاها الا أن التنظيم أثبت أنه يتمتع بمرونة جدية وبدعم كبير، ما يثبت أن دولا كبرى، على رأسها الولايات المتحدة، تقوم بدعمه وبتغطية تحركاته المالية والتنظيمية، ما مكّنه من العودة مرة أخرى بأسماء وأشكال مختلفة، وهذا ما نراه اليوم، حيث أكثر من تنظيم خرج من رحم "داعش" خلال الشهور السابقة.