ارشيف من :أخبار لبنانية

أصداء خطاب السيد نصر الله تتردد.. وجلسة تشريعية اليوم

أصداء خطاب السيد نصر الله تتردد.. وجلسة تشريعية اليوم

اهتمت الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم بمواقف الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، والتي تنوعت وجهاتها إلى الداخل والخارج، لا سيما في الملف الحكومي مع التلويح بإعادة خلط الأوراق من جديد في حال عدم الاستجابة لمطالب النواب السنة المستقلين في "اللقاء التشاوري".
على صعيد آخر، يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية اليوم وغدا وعلى جدول أعماله 39 بندا، وذلك على وقع التأخر في تشكيل الحكومة.

 

"الأخبار": رسائل نصر الله بين مواجهة الضغوط وتعزيز ردع لبنان

قالت صحيفة "الأخبار" ان التحذير الذي وجّهه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى كيان العدو، يبدو موقفاً مدروساً بدقة في المضمون والتوقيت. ورسائلة باتت أكثر حضوراً لدى مؤسسة القرار السياسي والأمني في تل أبيب، وأيضاً لدى أصدقاء حزب الله وحلفائه وخصومه في الساحة اللبنانية.

في خطابه بمناسبة يوم الشهيد، أول من أمس، ربطَ تكرارَ التزامه بالرد الحتمي على أي اعتداء إسرائيلي ضد لبنان، بالضغوط الإسرائيلية والأميركية وبعض الأوروبية، التي تهدف الى تجريد المقاومة من أهم عنصر قوة، الصواريخ، في معادلة الردع التي تمنع العدو من استباحة لبنان. بالموازاة، يواصل العدو سياسة التهويل التي تهدف الى الإيحاء بأن لبنان أمام خيارين: إما التخلي عن هذه القدرات التي وفرت له مظلة حماية في أخطر مرحلة مصيرية مرت بها المنطقة، وهي ضمانة أمنه على مستوى المستقبل أيضاً؛ أو أن كيان العدو سينتقل الى مرحلة شن اعتداءات مدروسة وهادفة على الأراضي اللبنانية.
وتراهن تل أبيب، ومعها العديد من الأبواق الدولية والإقليمية والمحلية، على أن يساهم هذا التهويل بإعادة فرض القدرات الصاروخية ــــ التي حمت لبنان على مدى 12 عاماً ــــ على جدول الاشتباك الداخلي، على وقع «التهويل ومن خلال الضغوط الدبلوماسية ومن خلال استخدام الأميركيين وحتى بعض الدول الأوروبية ومن خلال إيجاد حالة من التخويف والتهديد بأنه إن لم تتم معالجة هذا الأمر فهو سيعالجه»، بحسب ما أوضح السيد نصر الله.
في المقابل، أتى موقف السيد نصر الله، على مستوى المضمون، لتأكيد قرار حزب الله: «لا أقول جديداً إذا قلت للإسرائيلي... أي اعتداء على لبنان، أي غارة جوية على لبنان، أي قصف على لبنان، سنرد عليه حتماً، حتماً، حتماً». وعلى مستوى التوقيت، أتى هذا الموقف في ذروة حاجة لبنان للتأكيد على تمسكه بقدرته، وقراره بالرد الحتمي، وهو ما يمثل عناصر القوة المضادة التي يستطيع المستوى الرسمي اللبناني الاستناد إليها لمواجهة الضغوط الإسرائيلية والأميركية والأوروبية.
وتنبع أهمية موقف السيد نصر الله، أيضاً، في المضمون والسياق والرسائل، من كونها تؤكد حقيقة أن خيارات لبنان ليست محصورة بين القبول بالإملاءات الخارجية التي تجرده من عناصر قوته، أو استباحة لبنان أمام الاعتداءات الإسرائيلية. بل إن تجريد لبنان من قدراته الصاروخية هو المقدمة المؤكدة التي تُمكِّن العدو من هذه الاستباحة التي ستؤسس لوطن يختلف جذرياً، في أمنه ومعادلاته وخياراته... عما نشهده الآن.
أن يأتي هذا الالتزام بالرد على لسان السيد نصر الله بنفسه، يعني الكثير لدى قادة العدو. وهو بالتأكيد سيلغي مجدداً من مروحة السيناريوات والخيارات التي قد تطرح على طاولة القرار السياسي الأمني في تل أبيب، إمكانية أن يتسلل أي وهم لدى قادة العدو حول رد حزب الله على أي خيار عدواني. وهنا ينبغي تأكيد حقيقة أخرى، وهي أن القضية لا تتعلق بنشوب حرب ــــ في المدى المنظور ــــ تتخوف إسرائيل من تداعياتها. ولكنها تسعى الى محاولة فرض معادلة تسمح لها بالعودة الى استباحة لبنان.
وهكذا تكون قيادة العدو قد وجدت نفسها مرة أخرى، بعد رسالة السيد نصر الله، أمام حقيقة ثابتة وهي أن أي تجاوز للخطوط التي رسمها حزب الله، يعني أنها ستتلقى ردوداً مؤلمة تستوجب منها، منذ الآن، دراسة خياراتها العملانية، في ضوء نتائجها وكلفتها وتداعياتها:
1 - الامتناع عن أصل الاعتداء الذي يستوجب الرد الذي التزم به حزب الله.
2 - المبادرة إلى الاعتداء وتلقي الرد الذي توعد به الحزب ثم الانكفاء.
3 - المبادرة إلى الاعتداء والرد على الرد.
في السيناريو الأول، يكون العدو قد امتنع عن أي مغامرة عسكرية، ويكون حزب الله قد حقق هدفه الردعي.
في السيناريو الثاني، يكون العدو قد ارتدع في نهاية المطاف، لكن بعد اختبار جدية حزب الله. ويكون الحزب قد حقق هدفه الردعي، وربما مع تضحيات ما وثمن مؤلم للعدو.

 

"البناء": السيد نصر الله: سنقف مع حلفائنا في سنّة 8 آذار حتى قيام الساعة
وبحسب مصادر مطلعة، قالت صحيفة "البناء" أن السيد نصر الله حقق أهدافاً عدة تتلخص بـ:

1 ـ بقطع الطريق على محاولة إحياء الثنائية المارونية السنية.

2 ـ رسم معالم عهد جديد في السياسة الداخلية بعيداً عن التنازلات، فزمن التساهل للتسهيل ولّى.

3 ـ حصر الخلاف بالسني السني، جعل حزب الله بتصرف اللقاء التشاوري للنواب الستة وليس المفاوض باسمهم.

4 ـ إبلاغ مَن يعنيه الأمر أنّ الرهان على العقوبات الأميركية وظنّ البعض أنها ستضعف حزب الله، رهان خاطئ في غير محله.

واذا كان البعض يرى أنّ إطلالة السيد نصر الله قد أعادت الأمور الى الوراء وان لا حكومة قريبة، فإنّ الترقب سيد الموقف لإطلالة الرئيس المكلف يوم غد الثلاثاء عند الواحدة والنصف من بيت الوسط للحديث عن مستجدات تشكيل الحكومة، علماً انّ مصادر بيت الوسط أكدت لـ البناء مساء أمس، أنّ الحريري متمسك بموقفه حيال رفض تمثيل سنة 8 آذار ولن يتراجع عن ذلك مع تشديدها في الوقت عينه على أنه لن يعتذر. فهو ليس مضطراً لذلك، مع إشارة المصادر نفسها الى انّ السيد نصر الله لم يضع المشكلة في ملعب الرئيس الحريري وحدَه، فسهامه طالت غالبية الفرقاء بدءاً من رئيس الجمهورية مروراً بالحزب التقدمي الاشتراكي وحزب القوات وصولاً الى المفتين والمطارنة والمشايخ، مع اعتبار المصادر ذاتها انّ مشكلة السيد هي مع الجميع وهو الذي يتحمّل عودة الأمور الى المربع الأول، علماً أنّ حزب الله قد يتراجع عن موقفه في حال طرأت تطورات إقليمية دفعته الى تسهيل عملية التأليف.

وعلى خط معراب، فإنّ الردّ جاء أمس، من رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي كتب في تغريدة على حسابه عبر تويتر: بما يتعلق بحديث السيّد حسن نصرالله في الأمس فهو غير مقبول شكلاً وغير منطقي مضموناً . وإذ رفضت مصادر القوات الغوص في التعليق على مواقف السيد نصر الله اكتفت بالقول لـ البناء إنّ مفاوضاتها التي استمرت خمسة أشهر كانت تدور حول حجمها التمثيلي وليس على تمثيلها، بتأكيدها انّ ما يُسمّى بــ اللقاء التشاوري ليس كتلة إنما تجميع لنواب سنة، أربعة منهم ينتمون الى كتل مختلفة وأتوا الى الاستشارات مع كتلهم الوفاء للمقاومة، التحرير والتنمية، والتكتل الوطني .

أما على خط كليمنصو، فإنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الذي ردّ أول أمس، بطريقة أقرب الى التوازن على كلام السيد بالقول «يا سيد حسن، في هذه اللحظة في فرنسا يؤكد الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية على تأكيد المصالحة بعد مئة عام من اندلاع الحرب العالمية الأولى». وتوجّه اليه «كمواطن عادي من أجل تأكيد الحوار على نقطة واحدة فقط في منع الانهيار الاقتصادي والجوع بعيداً عن الصواريخ وإيران وسورية»، حاول أمس تبرير ما قاله قائلاً: «بالأمس كان هدفي في الردّ تسليط الضوء على خطورة الوضع الاقتصادي ولن أدخل في سجال سياسي جانبي. لذلك أدعو الحزبيين والمناصرين ان لا ينجرّوا الى السجالات العقيمة مع أيّ طرف. البطالة والجوع لن يوفرا أحداً. فليكن الهدوء سيد الموقف مع التأكيد على الحوار». وعقدت كتلة اللقاء الديمقراطي اجتماعاً استثنائياً في مقرّها في كليمنصو بحضور جنبلاط، حيث تمّ البحث في مختلف المواضيع الوطنية المطروحة. وقال النائب هادي أبو الحسن إننا ملتزمون بالتهدئة ونواكب شؤون الناس التي هي الأهمّ بالنسبة لنا، مشدّداً على أنّ المطلوب الإسراع فوراً والقيام بخطوة إلى الخلف من أجل أن تتقدّم عملية تشكيل الحكومة. وهذه مسؤولية برسم الجميع ولن ندخل في سجالات.


"الجمهورية": "السنّة المستقلّون" بعد "الخطاب": ثابتون

في صحيفة "الجمهورية"، كتب عماد مرمل.. صحيح أنّ النواب السنّة المستقلّين كانوا يتوقعون، عشية خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، أن يعلن عن دعمه التام لمطلبهم بالحصول على مقعد وزاري، لكنّ الأرجح أنّ "السيد" ذهب في مؤازرته لهم الى أبعد ممّا كانوا يفترضون.

ليس بسيطاً أن يؤكد نصرالله أنّ "الحزب" سيظلّ واقفاً الى جانب المطلب المحقّ للنواب الستة "حتى قيام الساعة"، إذا اقتضى الامر. هذا الالتزام قطعه "السيد" قبلاً لشخص واحد هو العماد ميشال عون بعد حرب تموز 2006، وترجمه عملياً في السياسة عبر الثبات على دعم ترشيح عون لرئاسة الجمهورية نحو عامين ونصف عام، الى أن اصبح الجنرال سيد قصر بعبدا.

وعندما كان نصرالله يُسأل عن إمكان موافقة "الحزب" على البحث في خيار آخر للرئاسة، كان يجيب: "القرار عند عون، ونحن نقبل بما يقبل به، وما دام هو مرشح فإننا ماضون في دعمه".

بهذا المعنى، يبدو كأنّ السيناريو نفسه يتكرّر مع "اللقاء التشاوري" للنواب السنة، وبالتالي تصبح الرسالة الكامنة في خطاب "يوم الشهيد" واضحة: "ما يقرره اللقاء التشاوري نوافق عليه، وما دام مصراً على نيل مقعد وزاري مشروع، فسنبقى الى جانبه حتى.. القيامة".

ونصرالله الذي بدا متأسّفاً على افراطه في التواضع الوزاري خلال المفاوضات الحكومية، كشف عن بعض ملامح "الوجه الآخر"، وقدّم "عيّنة" عمّا يمكن أن يكون عليه "حزب الله" إذا قرر أن يعلق العمل بـ"نظام الريجيم" على مستوى السلطة، ويخوض بكل ثقله في الشأن الداخلي استناداً الى حجمه الموضوعي ووزنه الصافي، فيما يعتبر خصومه أنه قدّم نفسه عبر الاطلالة الاخيرة لأمينه العام بصورة "الآمر الناهي" الذي يختزل الرئاسات والسلطات على حساب الدستور والأصول.

هنا، تتكشّف الهوّة بين منطقين: الحزب يفترض أنّ الوقت قد حان ليطالب بما "يستحق"، ومعارضوه يشعرون بأنه يسعى الى "السحق".

اما "اللقاء التشاوري"، فقد اشتدّ عودُه وساعدُه بعد الهجوم المضاد الذي شنّه نصرالله، مستجرّاً الطاقة السياسية من "معمل الإنتاج" في حارة حريك، استعداداً للآتي، خصوصاً انّ "الحزب" أكّد انّ صلاحية التفاوض والقرار في شأن تمثيل السنة المستقلين تعود اليهم حصراً.

ولعلّ هؤلاء يشعرون أنهم أمام فرصة ذهبية لتكريس الاعتراف بهم، كخط سياسي متمايز عن تيار"المستقبل" داخل الطائفة السنية، في مواجهة محاولات الإنكار من الرئيس سعد الحريري الذي يحاول منع تمدّد مفاعيل الانتخابات النيابية نحو الحكومة، مفترضاً انه بذلك يمنع "شرعنة" اختراق "حزب الله" للطائفة عبر "دفرسوار" وزاري.

 

"اللواء": التشريع اليوم ينجو من تصعيد الحزب

من جانبها رأت "اللواء" ان الترقب ينتقل من اسبوبع إلى آخر..
ولكن الأسبوع الطالع، يبدو انه حافل بمتغيرات من شأنها ان تزيد المشهد السياسي غموضاً وتشاؤماً، في ضوء عناصر اربعة:
1- المسار التشريعي، الذي ستسلكه الجلسات التشريعية اليوم، والمسبوقة «بتحالفات نيابية» موضوعية تتعلق بجدول الأعمال، والتمييز بين ما هو ضروري وما هو غير ضروري، إلى جانب التنسيق بين الكتل المتوافقة على صيغة الحكومة، التي تستبعد توزير نائب من سنة 8 آذار..
وإعلان كتلة «اللقاء الديمقراطي» التي اجتمعت برئاسة وليد جنبلاط انها ترفض التصويت لصالح إعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة بـ64 مليار ليرة.. في حين ان كتلة المستقبل، التي اجتمعت برئاسة النائب بهية الحريري، امتنعت عن إصدار بيان، وتحدثت المعلومات عن دعم فقط «مشاريع الضرورة» وليس كل جدول الأعمال ببنوده الـ38..
2- ما سيعلن الرئيس المكلف سعد الحريري الذي عاد ليل أمس من باريس، في مؤتمره الصحفي الذي سيعقده عند الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر غدٍ الثلاثاء مؤتمراً صحفياً في بيت الوسط، يعرض خلاله للتطورات السياسية ومستجدات تشكيل الحكومة..
وسيراً بالتفصيل على المفاصل التي وردت في خطاب السيّد نصر الله، واضعاً النقاط على الحروف في ما يتعلق بتوزير نائب سني من 8 آذار، ومهلة الـ4 أشهر أو 5 أشهر، والخلفيات والخفايا المحيطة بعملية تشكيل الحكومة..
3- التداعيات التي وصفتها أوساط الرئيس المكلف «بالسلبية»، الناجمة عن سلسلة المواقف التي أطلقها، وكشف عنها الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، والتي أرخت بظلال قاتمة على المشهد السياسي في «تصعيد غير مسبوق» أعادت البلاد إلى أجواء شبيهة بـ7 أيّار 2008، وبما سبقها من توترات بعد زلزال 2005، الذي تمثل باغتيال الرئيس رفيق الحريري..
4- النقزة لدى تيّار «المستقبل» مما وصفته اوساطه «بانعطافة غير منطقية» لبعض نواب التيار الوطني الحر، والتي تتناقض مع الموقف الذي أعلنه الرئيس ميشال عون، في قضية توزير سنة حزب الله..
مع العلم، ان مصادر معنية تحدثت عن وصول الموقف في ضوء ما عبّر عنه السيّد نصر الله، إلى الدرك الأسفل مع بعبدا والتيار الوطني الحر..

2018-11-12