ارشيف من :أخبار العدو

’إسرائيل’ و’حماس’ إلى حافة الحرب‎

 ’إسرائيل’ و’حماس’ إلى حافة الحرب‎

هآرتس- عاموس هرئيل

تفاجأت "اسرائيل" بالردّ اللاذع والواسع لحركة "حماس" على العملية التي نفذتها قوة خاصة إسرائيلية في عمق قطاع غزة. السؤال الفوري الذي يُطرح في ضوء عملية القوة الخاصة بالأمس هو: لماذا الآن؟ العملية، في عمق منطقة القطاع، جاءت في ذروة مساعٍ متواصلة للوصول إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد في القطاع، أي بينما كان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يشارك في مؤتمر سياسي مهمّ في فرنسا وبعد ساعات معدودة من خطاب كان يتحدث فيه عن أسباب بذل كل مسعى للوصول
إلى تسوية في غزة وعدم الإنجرار للحرب.

التقارير الأولية من الجانب الفلسطيني أظهرت أن العملية هي عملية إغتيال أو محاولة خطف قائد كبير في الذراع العسكري لـ"حماس". "إسرائيل" الرسمية تأخرت في الرد لساعات طويلة، لكن صباح اليوم إتضحت الصورة تدريجيًا: لم تكن عملية إغتيال، إنما عملية سرية أخرى. هناك شكٌّ في أن إستهداف قائد كتيبة في حماس هو هدف يبرر العودة إلى سياسة الإغتيالات.

نتنياهو كان غارقًا في مساعي التسوية مع حماس أكثر من المصادقة حاليًا على إغتيال كهذا. الجيش "الإسرائيلي" لا يقدم الكثير من التفاصيل، لكن يمكن أن يكون هدف العملية جمع معلومات، إذ أنه يحتمل أن تكون مرتبطة ببنية تحتية عسكرية لحماس (شبكة أنفاق أو منظومة تطوير السلاح). في السنوات الأخيرة، في فترة المعركة بين الحروب، تستغل "إسرائيل" الفوضى في العالم العربي لتنفيذ عدة عمليات مشابهة خلف الحدود. الأغلبية القاطعة من هذه العمليات لا تكشف ولا يعرف عنها الجمهور.

أصل كشف المقاتلين هو خطأ عملاني، يستلزم الآن تحقيقًا داخليًا معمقًا في الجيش "الإسرائيلي". هل هناك شيء ما في أداء القوة، أو في التحضيرات للعملية، أدى إلى كشف هوية المقاتلين؟

بحسب التفاصيل التي وصلت إلى صحيفة "هآرتس"، فإن الجنود، وهم من وحدة خاصة، تم إكتشافهم من قبل قوة حراسة تابعة لحركة حماس في منطقة قرية عبسان، شرقي خان يونس. المتحدث بإسم الجيش، رونن منليس قال إن "عناصر الوحدة كانوا في أوج عملية متواصلة". وقد قتل في العملية قائد الوحدة خلال تبادل إطلاق النار الأولي، وأصيب نائبه بالرصاص، إلا أنه تمكن من الوصول إلى قوات الإنقاذ.

عناصر الوحدة الخاصة أطلقوا النار، وتمكنوا من إصابة عدد من عناصر حماس، وبعد ذلك تم إخراجهم من المكان بمساعدة الطيران الحربي الذي قصف أهدافا كثيرة في المنطقة.

العملية انتهت دون أن يتم اختطاف أحد من عناصر الوحدة الخاصة، ولو انتهت العملية بقتلى أكثر ومختطفين لكان سينظر إليها على أنها حدث إستراتيجي يؤدي إلى تصعيد خطير. "إسرائيل" انجرت إلى وضع كهذا في السابق، مرتين خلال أقل من شهر في صيف عام 2006، في قضية أسر الجندي غلعاد شاليط، وبعد ذلك في خطف جنديين قبيل حرب لبنان الثانية. وبالتالي فإن عملية اختطاف جندي في وحدة خاصة كان من شأنها أن تضاعف تداعيات الحدث، في ظل المخاطر الاستخباراتية التي تنطوي عليها العملية.

أيضًا استهداف حافلة الجنود بصاروخ مضاد للدبابات، يجب أن يطرح عدة إشارات تحذير. "حماس" إستخدمت مرتين في السابق كمائن مماثلة لاستهداف جيب عسكري أو حافلة قرب السياج الحدودي.

ليس كل ما يحصل مرتبط بالتحقيقات مع نتنياهو. مثل هذه العمليات يجري التخطيط لها لوقت طويل قبل تنفيذها، كما أنها لا تهدف لإشعال حرب، أو تحويل الأنظار عن مشهد نتنياهو وهو في حالة ضغط شديد لدى سؤاله، قبل أيام، عن قضية الغواصات.

2018-11-13