ارشيف من :نقاط على الحروف
واجب الأمة تجاه إيران...
الذين رفعوا شعار فلسطين وجعلوها هي بوصلتهم، والذين رفعوا شعار الأمن القومي العربي وجعلوا الوحدة العربية وعزة الامة ووحدتها في صلب اهتمامهم اليوم عليهم الاختيار بين فسطاطين، إما الوقوف الى جانب الحصار القاسي وغير المسبوق الذي تفرضه الولايات المتحدة على الجمهورية الاسلامية الايرانية من اجل سواد عيون الكيان الصهيوني وخصوم الدولة الايرانية في المنطقة وبين ايران التي وهبت كل ما تملك من قوة من اجل قضايا الامة وفي المقدمة فلسطين وخيار المقاومة..
لقد كشف الرئيس الامريكي المتصهين عن نياته الشريرة تجاه ايران، وأظهر حقده وكراهيته لها ولثورتها الاسلامية لا لشيء سوى ان هذه الثورة اعلنت رفضها التفاوض او المساومة على ثوابتها المتعلقة بفلسطين ونهج المقاومة، كما لم تفتح المجال للتفاوض مطلقا في شأن منظومتها الدفاعية التي هي فخر الشعب الايراني وكل احرار العالم والتي تؤرق مضاجع الكيان الصهيوني ..
اليوم يقع على عاتق كل الخيرين في الأمة مسؤولية مجابهة هذا الحصار الامريكي الجائر.. عليهم القيام بتعريته وفضحه وإظهار حقيقة النيات الامريكية من ورائه... فليس الاتفاق النووي هو السبب، وليست الدعوة لإعادة التفاوض حولة مرة اخرى او ملف حقوق الانسان الذي ترفعه الولايات المتحدة كشماعة ضد خصومها هو الهدف، وانما الهدف الحقيقي هو محاولة قص اجنحة ايران وتعطيل نشاطها الداعم للمقاومة في فلسطين وجنوب لبنان والعراق وسوريا وخنق اقتصادها الوطني حتى يتسنى للكيان الصهيوني بسط نفوذه وفرض سيطرته على المنطقة، وتحقيق اجندته التي هي في حقيقة الامر اجندة الولايات المتحدة وهدفها الاسمى..
هذه هي الاهداف غير المعلنة للحظر الاقتصادي الامريكي على الجمهورية الاسلامية الايرانية، وهو نسخة جديدة ومطورة من الفوضى الخلاقة التي اجتاحت المنطقة في السنوات الماضية، وكان لايران دور مشهود في اسقاطها وإفشالها في الميدان، لهذا ها هي الذهنية الامريكية المريضة تفرخ مؤامرات اخرى، وها هم قادة البيت الاشهب في واشنطن ينتظرون مشاهد الفوضى والاضطراب في شوارع طهران ظنا منهم ان مفعول خطلطاتهم السحرية سيظهر على الفور.. وحتى تنكفئ ايران على نفسها وتنشغل بأوضاعها الداخلية.
هذه هي الاستراتيجية الامريكية تجاه ايران وإن لم تعلن على الملأ، وهي مكشوفة وواضحة، لكن ما لا تدركه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني هو ان الشعب الايراني ببنيته السياسية والاجتماعية القوية، وبكل ما يملك من قوة روحية وثقافية وحضارية، بل ومن وعي وطني قادر على إحباط هذه المشاريع العبثية، وهو وبما لديه من رصيد كبير في المنطقة سوف يفشل هذه الخطط، وسينتصر الايرانيون على هذه الحرب الاقتصادية التي تُشن على وطنهم ظلماً وعدواناً لمجرد انهم امتلكوا سيادتهم، ورفضوا ان يكونوا ذيلا تابعا للولايات المتحدة وكيانها يتلقون أوامرهما ونواهيهما كما يفعل الآخرون في منطقتنا وللأسف الشديد..