الفستان الأبيض، وملابس الفرح، وغرفة النوم، باتت تحت الركام. خمسة أيام كان فادي الغزالي يستعد لإتمام مراسم فرحه, ولكن صواريخ الاحتلال الاسرائيلي أحالت الفرح لغصة من الوجع بقلب فادي وعروسه.

قصة حب جمعت بين فادي وخطيبته لمدة خمس سنوات

قصة حب جمعت بين فادي وخطيبته لمدة خمس سنوات، ارتبط بها عبر شبكات التواصل الاجتماعي فهي تعيش بمدينة خان شيخون السورية، وكان ينتظر الأيام والثواني ليلتقي بها ويجمعهم سقف بيت واحد، لكن الصواريخ الاسرائيلية باغتت منزلاً مجاوراً لبيت فادي أحالت الحلم لدمار خلال ثواني معدودة.

"الساعة 11مساءً أبلغنا بضرورة اخلاء البيت بأقصى سرعة، تركنا المنزل دون أن نأخذ منه شيئاً، وبعد القصف بثوان معدودة كانت الصاعقة، المنزل أصبح كومة ركام، وفرحي مقرر بتاريخ 18 تشرين الثاني / نوفمبر..  كيف سيتم الفرح الآن! وانا لاأمتلك بيتاً؟" بهذه الأسئلة عقّب فادي اثر ما حل بمنزله مساء الاثنين الماضي.

"هناك غصة بقلبي ومن الممكن أن لا يتم الفرح، فأي فرح سيكون بالقلب بعد هذا الدمار؟ خمس سنوات وأنا أرتب لفرحتي هذه، جهزت غرفة النوم والستائر والسجاد، وبعد معاناة طويلة حضرت العروس من سوريا الخميس الماضي، والآن منهارة جداً فقد جاءت من بلد الحرب لتجد أمامها حرباً أخرى" يقول قادي.

والدة فادي التي لم تستفق بعد من هول الصدمة قالت "حزن كبير خيم في قلوبنا، فرحتنا كلها دّمرت لا يوجد شي بالبيت لماذا يتم قصف بيوت المدنيين، والبيت الذي قصف يقع بمنطقة سكنية كبيرة وتضررت أغلب المنازل المجاورة، على العرب أن يقفوا وقفة جادة للدفاع عن الفلسطينيين ولجم العدوان الإسرائيلي على المدنيين".

وخلال جولة التصعيد الأخيرة، فإن التقديرات الأولية تشير إلى هدم 80 وحدة سكنية بشكل كلي و تضرر 50 وحدة سكنية بشكل بالغ، و750 وحدة سكنية طالتها جزئية طفيفة ومتوسطة، وأن 80 % من الأضرار تركزت في محافظة غزة وفقاً لوزارة الأشغال العامة.

من ناحيته أدان تجمع المؤسسات الحقوقية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واستهدافه للأحياء المدنية، والمشمولة بحماية خاصة بموجب قواعد القانون الدولي، حيث يشكل جريمة واضحه وفقا لنظام روما، ومخالفة صريحه وفقاً لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، خاصة المتعلقة منها بحماية ممتلكات المواطنين في الأراضي المحتلة، حيث نصت المادة 53 من اتفاقية جنيف الرابعة: "يحظر على دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات، إلا إذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتماً هذا التدمير".

وطالب التجمع المجتمع الدولي بالتدخل العاجل من أجل وضع حد للعدوان الإسرائيلي تجاه قطاع غزة، ووقف قصف منازل المدنيين، مشدداً على  ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة من قبل مجلس الأمن الدولي التي من شأنها توفر الحماية والأمن للمواطنين في غزة، والوقوف عند مسؤولياتهم القانونية، والعمل على محاسبة قادة الاحتلال الإسرائيلي لاستهدافهم المدنيين والأعيان المدنية في قطاع غزة.