ارشيف من :نقاط على الحروف
.. والله وشفتك يا علمي
نشيدٌ لطالما ردده أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان ودول اللجوء في الاحتفالات، احتفاءاً بالراية التي شاركت أعلام الدول العربية ألوانها وفق منظومة فلسفية واحدة، طبعاً شذ عن لبنان عن القاعدة وبعض المشيخات النفطية حديثة النشوء ـ .ووحدة ألوان تتكون من الاسود والأخضر والاحمر والأبيض.
أما كلمات لازمة النشيد فتقول:
والله وشفتك يا علمي.. زينة رايات الأمم
اسود اسود فالو صعب.. أبيض أبيض لون القلب
أخضر أخضر لون الأرض.. أحمر متلون بدمي..!
نشيدٌ لطالما سمعناه، واختفى مع أصداء "أوسلو" وأخواتها، وعاد ليصدح من جديد مع رفعه في الـ 30 أيلول/ سبتمبر من العام 2015 إلى جانب أعلام الدول أمام مقر الأمم المتحدة، بعد أن كان قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ذو الرقم 67/19 والصادر في اجتماعها السابع والستين في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، قد أعلن فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة وتحمل صفة مراقب، ومنذ ذاك اليوم بات 30 أيلول/ سبتمبر يوماً للعلم الفلسطيني.
كمين العلم
في شباط/ فبراير من العام 2018 كان ما بات يسمى "كمين العلم"، يومها أنجزت وحدة الهندسة في لجان المقاومة الشعبية تفخيخ صارية علم فلسطيني، وبعد عملية استطلاع مدروسة، قامت بها وإجراءات معقدة بتثبيت العلم على السياج الشائك في خان يونس بالقرب من نقطة متقدمة للعدو الصهيوني.
يومها، أثبت العقل الفلسطيني أنه مبدع، وأنه تجاوز التقنيات التي تمتلكها قوات الاحتلال، فبعد كشف من قبل عنصر من وحدة الهندسة الصهيونية، وتأكده من سلامة العلم والصارية، قام بانتزاعه من مكانه، مزهواً بالإنجاز، بظنه أن نكّس علم فلسطين.
دقائق فاصلة، ويدوي الإنفجار، ستة جنود مدججين بالسلاح، وعنصر هندسة مدرع، سقطوا بين قتيل وجريح.
جمعة مسيرات العودة
مع انطلاقة مسيرات العودة، كان العلم الفلسطيني السلاح الأمضى في يد بواسل غزة، يرفعونه طوال الحراك الأسبوعي، على السواتر الترابية في حدود الـ 300 متر، أعمدة الاتصال، عربات بيع البارد، خيم الإسعاف، وصولاً إلى النقطة صفر على الشريط الشائك...
يوم الكمين، لم يكشف المجاهدون أي تفاصيل عن العملية، لكن مع إنكسار جبروت العدوان أمام قدرة المقاومة الفلسطينية قبل أيام، وبالتزامن مع كمين الباص، خرج التسجيل المصور للعملية ليؤكد وبدون أي التباس، أنها لم تكن عبوة مزروعة تحت العلم، بل عملية مركبة ومعقدة ومخطط لها بأعلى الإجراءات الاستخبارية والهندسية.
اليوم كان العلم مرفوعاً مجدداً، صور ولقطات رائعة تظهر افتخار الشباب الغزاوي بعلمه، وتذكر العدو بالكمين.
هي لعبة "كي الوعي" يمارسها أبناء غزة بجدارة، وعلى الصهيوني ان يفهم أن الكبار يورثون مفاتيح الدور، والصغار مصممون على العودة إليها، وأما المحتل فإلى زوال.. حتماً.