ارشيف من :تحقيقات

معرض بغداد الدولي.. تعزيز الانتصار وتفعيل البناء

معرض بغداد الدولي.. تعزيز الانتصار وتفعيل البناء

في بلد مثل العراق، يواجه الكثير من التحديات والمخاطر الامنية، ويعيش في ظل اوضاع سياسية مازالت غير مستقرة  بما فيه الكفاية، ويتطلع الى تجاوز عقبات ومصاعب كثيرة وكبيرة على مختلف الصعد والمستويات، يعد معرض بغداد الدولي، بنسخته التجارية، رسالة متعددة الجوانب والابعاد، وتنطوي على اهمية بالغة، في ذات الوقت الذي يمثل مؤشرا من بين عدة مؤشرات على ان الامور في هذا البلد، الذي طحنته الحروب الداخلية والخارجية، والمؤامرات والمخططات العدوانية، تتجه وتتحرك بالمسارات والاتجاهات الصحيحة.  

العراق يسعى الى استثمار وتوظيف هذا الملتقى الدولي الكبير
وفي الدورة الخامسة والاربعين لمعرض بغداد الدولي، التي انطلقت في العاشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، لتستمر حتى التاسع عشر منه، كان واضحا من خلال شعارها (عازمون على البناء والاعمار كما التحرير والانتصار)، ان العراق يسعى الى استثمار وتوظيف هذا الملتقى الدولي الكبير، من اجل دفع وتسريع وتيرة عجلة البناء والاعمار بعدما تم القضاء على تنظيم داعش الارهابي، وتنشيط مجمل الوضع الاقتصادي من خلال جذب الشركات المختلفة ورؤوس الاموال، لاسيما وان الحكومة العراقية الجديدة، اكدت على لسان رئيسها عادل عبد المهدي، ان النهوض بالملف الاقتصادي سيكون احد ابرز اولوياتها للاعوام الاربعة المقبلة.

وفي كلمته بافتتاح فعاليات المعرض، قال عبد المهدي "ان من اولويات الحكومة الاساسية هو العمل على تطوير الاقتصاد العراقي، بوجوب توفير بيئة استثمارية مناسبة لاطلاق المشاريع"، مشددا على "ضرورة توفير بيئة استثمارية مناسبة للمشاريع، والاسهام في اعادة الاعمار لتحقيق الفائدة للجميع لاسيما وإن الحروب قد دمرت البنى التحتية".

وقد شاركت في المعرض اكثر من سبعمائة شركة بتخصصات وقطاعات مختلفة تمثل ثماني عشرة دولة، من بينها ايران والكويت ومصر وسوريا والامارات والمانيا وفرنسا واسبانيا وهنغاريا وباكستان والهند والاردن وفلسطين وتونس ولبنان، الى جانب مشاركة وزارات الـتجارة والـنـفـط والكهرباء والصناعة والمعادن والزراعة والنقل وامانة بغداد ومحافظة بغداد.

وتصدرت الجمهورية الاسلامية الحجم الاكبر للمشاركة في معرض بغداد الدولي، وهو مايعني ايلائها الاهتمام الاستثنائي الواسع بالسوق العراقية، وحرصها على تفعيل وتعزيز العلاقات الاقتصادية بمختلف اشكالها وعناوينها مع العراق، والاستفادة من القواسم المشتركة الكثيرة بين البلدين-لاسيما التجاور الجغرافي-في ذلك.

وبحسب الملحق التجاري الايراني في العراق ناصر بهزاد، شاركت ثلاث وخمسين شركة ايرانية في المعرض، وتضمنت نشاطاتها مجالات مختلفة، بما في ذلك الصناعة والخدمات الهندسیة والسجاد والمنسوجات والأغذیة والأثاث المنزلي والإكسسوارات والملابس وانتاج السیارات.

وكذلك فأن حجم المشاركة الالمانية كان هو الاخر متميزا ولافتا، وفق ما اكد مسؤولون عراقيون.

السعودية تخلفت عن المشاركة دون سابق انذار
في مقابل تخلفت السعودية عن المشاركة دون سابق انذار، علما انها كانت قد شاركت في دورة العام الماضي عبر ستين شركة سعودية، ولم تتضح الاسباب وراء مقاطعة الرياض للمعرض، رغم تأكيد عدد من كبار المسؤولين فيها خلال الاشهر القلائل الماضية، حرص حكومة بلادهم على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع العراق.

وتجدر الاشارة الى ان أول معرض زراعي وصناعي أقيم على أرض معرض بغداد الدولي كان في عام 1957، وفي عام 1959 تأسست مصلحة المعارض العراقية، وأقيم معرض للأحتفال بثورة 14 تموز 1958، التي اسقطت النظام الملكي في العراق، واسست نظام الحكم الجمهوري بزعامة عدد من كبار ضباط الجيش العراقي حينذاك، وفي عام 1964  تغير أسم المعرض إلى معرض بغداد الدولي، حيث اقيمت دورته الاولى بمشاركة اربع دول عربية فقط.

وتوقفت دورات المعرض خلال بعض فترات عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وخلال العقد الاول من القرن الحالي، جراء الحروب والعقوبات الدولية التي فرضت على العراق بعد غزو نظامه السابق لدولة الكويت في عام 1990.

2018-11-17