ارشيف من :أخبار لبنانية

كواليس لقاء الساعتين بين باسيل و’اللقاء التشاوري’

كواليس لقاء الساعتين بين باسيل و’اللقاء التشاوري’

لم يعد خافياً على أحد حجم التعنت الذي يبديه رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري في مسألة تمثيل نواب "اللقاء التشاوري" في الحكومة. والأعظم من تعنته يكمن ربما في اعترافه بأنّ زمن احتكار "المستقبل" للصوت السني ولى الى غير رجعة، ومع ذلك يُكابر. ولم يعد خافياً على أحد أيضاً الأسباب الحقيقية لهذا العناد الحريري، الذي يتخطى بأشواط قضية مقعد وزاري هنا أو هناك. المعركة لدى الحريري هي معركة بين نهجين في الطائفة السنية، وخطين مستقيمين لا يلتقيان أبداً. نهج يمثله الحريري وحزبه، ونهج يمثله "اللقاء التشاوري" الذي يُصر على المشاركة في الحكومة كحق مكتسب كرّسته الأرقام الانتخابية الأخيرة.

وما بين تعنت الحريري، وتمسك "اللقاء التشاوري" بحقه، تتواصل حركة وزير الخارجية جبران باسيل المكوكية، عسى ولعلّ تؤتي أكلها، فتولد الحكومة. "رئيس التيار الوطني الحر" استهلّ الأسبوع الطالع بلقاء جمعه وأعضاء "اللقاء التشاوري" في دارة رئيس حزب "الاتحاد" النائب عبدالرحيم مراد. لقاء وصفته مصادر المجتمعين بالإيجابي الهادف لإيجاد حل يسمح بتمثيل أعضاء "اللقاء التشاوري" في الحكومة. مصادر الأخير تكشف في حديث لـ"موقع العهد الإخباري" كواليس اللقاء، فتلفت الى أنّ الإجتماع الذي استمرّ قرابة الساعتين، وتخلله مأدبة غداء، استمع فيه باسيل الى النواب الستة ووجهات نظرهم، طارحاً فكرة قد تشكل طريقا للحل لكنها غير واضحة الأفق حتى اللحظة. فحوى الفكرة "إيقاف المبادلة في المقاعد الوزارية بين رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلّف سعد الحريري؛ فمن المعلوم أن الرئيس عون كان سيأخذ المقعد السني السادس من حصة الرئيس الحريري، ليعطيه مقابله وزيراً مسيحياً. إيقاف هذه المبادلة، يأخذ وفق المصادر الذريعة من الحريري الذي يقول بأنه لم يعد باستطاعته التخلي عن أي مقعد وزاري بعدما قدم للرئيس السابق نجيب ميقاتي وزيرا، وقايض الرئيس عون بوزير آخر. هذا المقترح إذا ما تم وفق المصادر، يسحب الحجة الحريرية، ولا يدع لرئيس الحكومة المكلف ذريعة تمنعه من  إعطاء اللقاء التشاوري المقعد السني السادس، إلا إذا عرقل مجددا بذريعة خسارته وزيرا مسيحيا.

أحد أعضاء "اللقاء التشاوري" النائب الوليد سكرية يصف في حديث لـ"موقع العهد الاخباري" الاجتماع بالايجابي، فيشدد على أن وزير الخارجية كان متفهما جدا لمطالب اللقاء التشاوري، وأحقية تمثيل فريق سني آخر لا يمثله تيار "المستقبل" في الحكومة، التزاما بنتائج الانتخابات النيابية الواضحة في هذا الصدد. وقد كرر  أعضاء اللقاء على مسمع باسيل موقفهم الثابت لجهة عدم تخليهم عن حقهم المكتسب، فهم يمثلون شريجة لا بأس بها من الشارع السني –وفق سكرية- لا تلتقي في مبادئها وأدبياتها مع تيار "المستقبل" الذي احتكر التمثيل الوزاري لعقود، ويصر على مواصلة احتكاره، ويرفض الاعتراف بالآخرين. وهنا يشدد سكرية على أن الاجتماع لم يبحث مطلقا امكانية توزير مقربين من أعضاء اللقاء، فالفكرة غير واردة والنواب الستة يصرون على ضرورة الاختيار من بينهم" يختم المتحدّث.

من جهته، عضو "اللقاء التشاوري" النائب قاسم هاشم يكرر ما قاله سكرية، فيلفت الى أن اللقاء ايجابي، والوزير باسيل كان متفهما لوجهة نظرنا، وأكد ما قاله سابقا لجهة الحيثية السياسية للقاء التشاوري التي يجب الاعتراف بها حتى ولو كان هناك اعتلال في الشكل. وزير الخارجية شدد حسب قاسم على أن هؤلاء النواب الستة هم مجموعة سياسية تمثل رأيا عاما لا يمكن لأحد إنكاره، لافتا الى أن الأهم يكمن في إيجاد مخرج سريع، وهنا يستطرد قاسم ردا على سؤال بأن ما طرح حول ايقاف المبادلة يؤكد جدية المسعى الباسيلي وايجابيته بحيث يوفر هذا المخرج ظروفا ملائمة للحل.

2018-11-19