ارشيف من :أخبار لبنانية
انطلاق فعاليات مؤتمر جامعة المعارف ’التأصيل الثقافي للعلوم الإنسانية’ بمشاركة عربية ودولية
انطلقت أعمال المؤتمر الدوليّ "التأصيل الثقافي للعلوم الإنسانية: رؤى وتجارب"، بحضور حشود غفيرة يتقدمها معالي وزير الدفاع الوطني اللبناني المهندس يعقوب الصراف، عضو مجلس أمناء جامعة المعارف، ممثل وزير الخارجية اللبنانية، رئيس جامعة حلب، ممثل رئيس الجامعة اللبنانية وعدد من ممثلي الجامعات الخاصة، السفير الإسباني، ممثل سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، ممثل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، وعدد من النواب بالإضافة إلى عددٍ كبير من الشخصيات الدينية الإسلامية والمسيحية من العالمين العربيّ والإسلامي، وحشد من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية والأمنية والاجتماعيّة وعدد كبير من الباحثين العرب والأجانب. المؤتمر الذي تنظمه "جامعة المعارف" يستمر على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء 20 و21 تشرين الثاني 2018، في قرية الساحة التراثية.
واعتبر رئيس جامعة المعارف، البروفسور علي علاء الدين، أن " العلوم الإنسانيّة قدمت، ومنذُ زمنٍ بعيد، كمًا هائلًا من الأدبيات النظريّة والمعرفيّة والتطبيقيّة في المجالات الإنسانيّة والاجتماعيّة كافّةً،" سائلاً عن "المساهمة التي قدّمها هذا الكمُّ الهائلُ من الأدبياتِ والنظرياتِ التي أنتجتْها تلك العلوم، لجعل حياةِ البشرِ أفضلَ،" لافتاً إلى أن "المشكلاتِ الاجتماعيّةَ والاقتصاديّةَ والأخلاقيّةَ والنفسيّةَ لا زالت تتفاقم، وحيث ما زالت حياةُ الأفرادِ والمجتمعاتِ في انحدارٍ وتراجعٍ نحو الأسوأ." كما طرح إشكالية "حجم الفائدةِ التي تُرجى من نتاجاتِ تلك العلوم وتطبيقاتِها، في مجتمعاتٍ تختلفُ في ثقافاتِها ومرجعيَّاتِها الروحيّةِ والفكريّةِ عن المجتمعات الغربيّة".
كما اشار الى إن الاستعمارَ للدولِ والشعوبِ، لم يكن احتلالاً عسكريّاً فحسب، لكنه أنتج الأدواتِ والوسائلَ المناسبةَ لاختراقِ الثقافات، وكانت الجامعاتُ هي المكان الرحب لهذا الاختراقِ الثقافيِّ عبر البرامج والمناهج التعليمية والنظرياتِ المستوردة، وها نحن الآن نعيش في ظلِّ هذه المنظومةِ في الكثير من الجامعات في العالَمَيْن العربي والإسلامي وغيرها من جامعات العالم، الأمر الّذي يسمح لنا بالحديث عن الهيمنة الفكرية والثقافية في جدلية هذه العلاقة مع السلطة والقوة".
وقال البروفيسور علاء الدين: "إنّ مؤتمرَنا هذا محاولةٌ لوضعِ منهجِ تفكيرٍ وسلوك، يراعي منظومةَ القيم في مختلف جوانب الحياة، ويُفعِّلُ الطاقاتِ الإنسانيةَ الفطريةَ الكامنةَ لاكتساب المعرفةِ، وتحقيقِ الكمالِ الإنسانيِّ، وعمارةِ الأرض كما أرادها الله.
ولذلك أقامت جامعةُ المعارفِ في العامِ المنصرمِ مؤتمراً دوليّاً تحت عنوان: "نحو ثقافة الحوار بين الأديان" بالتعاونِ مع الجمعيةِ اللبنانيةِ لتقدّمِ العلوم؛ وها هي اليوم تستكملُ سلسلةَ هذه المؤتمراتِ الدوليةِ تحت عنوان: "التأصيل الثقافي في العلوم الإنسانية: رؤىً وتجارب"؛ وهذا كلُّه في إطار إيماننا بالتنسيق مع أصحابِ الفكر والخبرةِ في مجالِ التأصيلِ الثقافيِّ وترسيخِ ثقافةِ الحوار.
بدوره تحدث منسّق المؤتمر البروفسور طلال عتريسي "عن فكرة التأصيل التي يطرحها ويقترحها هذا المؤتمر من خلال ست إشكاليات موجزة ومركزة"، مشيراً إلى أن الإشكالية الأولى هي أن "العلوم الإنسانية التي درسناها في جامعاتنا العربية، ثم عدنا الى تدريسها في هذه الجامعات، مثل علم الاجتماع وعلم النفس وعلوم التربية، والإدارة والاقتصاد، والسياسة والأنتروبولوجيا، وغيرها هي علوم غربية، أي أنها نتاج سياق معرفي غربي. وكلنا يعرف أن هذا القول لا يحتاج الى جهد خاص لإثباته".
واختتم الحفل بكلمة لوزير الدفاع الوطني اللبناني وعضو مجلس أمناء جامعة المعارف، المهندس يعقوب الصراف أكد فيها على أهمية الانتماء إلى الأرض والتجذر وما له من أثر على الحوار مع الآخر، كما "يجب الانفتاح على العلوم الإنسانية والاستفادة منها دون التخلي عن الهوية، فما قدمه الآخرون من علوم غربية يمكن توظيفه في سياق تطوير العلوم عندنا في إطار من التكامل المعرفي."