نوّه قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون بصمود لبنان في وجه العواصف والمحن طوال الحقبة المديدة من الزمن، موضحًا أن الاستقلال لم يكن وليد تقاطع ظروف إقليمية ودولية مؤاتية فحسب، بل هو في جوهره ثمرة نضال اللبنانيين في وجه الاحتلالات والوصايات الأجنبية، وفعل إيمانهم الراسخ بهذا الوطن وسعيهم الدؤوب إلى تحقيق هوية وطنية.

وأضاف في كلمة وجّهها للعسكريين في أمر اليوم بمناسبة عيد الاستقلال الخامس والسبعين أن "التاريخ محطات، واليوم تسطّرون بحبر الدم والتضحية صفحات مشرقة في تاريخ لبنان المعاصر، وتثابرون على جهوزيتكم عند الحدود الجنوبية، لإحباط مخططات العدو الصهيوني وتهديداته، ومحاولاته وضع اليد على جزء من أرضنا وثرواتنا النفطية". 

وحثّ العماد عون العسكريين على "الاستمرار على ما دأبوا عليه، متسلّحين بحقهم المقدس في الدفاع عن التراب والشعب، بالتنسيق والتعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة إلى جانبكم تطبيقاً للقرار 1701 ومندرجاته"، مشددًا على "الشوق لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واستكمال انتشار الجيش فيها كما في الجزء الشمالي من بلدة الغجر المحتلة".

وأوضح قائد الجيش أن "الوجه الآخر لتضحيات العسكريين هو محاربة الإرهاب الذي تم طرده من أرضنا"، لافتًا إلى "أنهم اليوم ينتشرون على الحدود الشمالية والشرقية لتأمينها من تسلّل أيّة مجموعات إرهابية".

وختم العماد عون بالتأكيد أن "الحالة الضبابية التي تلفّ المنطقة بأسرها سيكون لها دون شكّ انعكاسات على بلدنا، فضلًا عن الظروف الدقيقة التي يمرّ بها لبنان، ما يحتّم على الجيش البقاء في أعلى درجات اليقظة والاستعداد لمواجهة تحديات هذه المرحلة التي تشكّل جسر عبور إلى مرحلة واعدة، تعود معها مؤسسات الدولة كافة إلى أداء دورها الطبيعي"