ارشيف من :أخبار لبنانية
لا حكومة في عيد الاستقلال الـ75.. وأطفال اليمن ينتظرون نهاية الحرب
ركّزت الصحف اللبنانية الصادرة صبيحة اليوم على موضعين بارزين، حيث أخذ ملف تأليف الحكومة من جديد يسقط بعد "الوساطة"، ويبدو أن الأزمة في طريق مسدود، وأتت هذه التعقيدات في وقت تتّجه فيه الأنظار الأقليمية والدّولية نحو انهاء العدوان السّعودي على اليمن وانتظار محادثات السّويد بهذا الشأن في ظل وفاة 85 ألف طفل يمني قضوا جوعاً منذ بداية العدوان الهمجي.
"النهار": سقوط "الوساطة" والأزمة في طريق مسدود
بداية مع صحيفة "النهار" التي رأت أنه "إذا كانت صورة الرؤساء الثلاثة أمس في وزارة الدفاع مهدت الطريق لاستعادة ستتكرر اليوم في العرض العسكري الذي سيقام على جادة الرئيس شفيق الوزان ومن ثم في الاستقبال الرئاسي في قصر بعبداً احياء لعيد الاستقلال، فان هذه الصورة ستكون مثقلة بتفاقم أزمة تأليف الحكومة التي تقترب من طي شهرها السادس بعد ثلاثة أيام من دون اي افق ايجابي لامكانات حلحلتها قريبا. واتخذت عوامل التعقيد في الساعات الثماني والاربعين الاخيرة بعداً ينذر بمزيد من اطالة الازمة من خلال ما اعتبر استدارة لفريق الحكم و"التيار الوطني الحر" في ظل "الوساطة " التي قام بها وزير الخارجية جبران باسيل والتي يبدو واضحا انها أدت الى مزيد من التعقيدات بدل تسهيل المخرج، بدليل ان مجمل الانطباعات السياسية عن هذه الوساطة تؤكد انها انتهت الى الاخفاق ولو لم يسحبها الوزير باسيل علنا"ً.
وأضافت الصحيفة أن اوساط سياسية بارزة معنية تعتقد بالتحركات السياسية الجارية ان رمي الكرة نهائيا في مرمى الرئيس المكلف سعد الحريري من زاوية حصر حركته في معالجة موضوع التمثيل السني وتنصل الفريق الرئاسي من هذه العقدة باقتراح باسيل سحب تبادل المقعد المسيحي لدى الرئيس الحريري مع المقعد السني لدى رئيس الجمهورية قد أدى واقعياً الى استدراج رفض تلقائي لم يفاجئ أحداً من الرئيس المكلف لمنطق حصر مهمته بمعالجة التمثيل السني وقطع الطريق عليه لتمثيل مسيحي ضمن حصته، الامر الذي يتعارض تماماً مع الاصول الدستورية أولاً ومن ثم مع واقع تعددية كتلته النيابية. واكدت مصادر "كتلة المستقبل" لـ"النهار" في هذا السياق رفض اقتصار حصة الرئيس الحريري على التمثيل السني محذرة من كلّ الأفكار التي تحصر عمل الرئيس المكلف بالمربّع السني، باعتبارها مخالفة للأصول والأعراف في تأليف الحكومات، خصوصاً أن "كتلة المستقبل" عابرة للطوائف، وتضمّ نواباً مسيحيين، ومن حقّها أن تمثّل بوزراء مسيحيين.
ولفت الصحيفة الى أن مصادر مواكبة للمأزق أفادت ان كرة النار التي سددها باسيل عملياً في اتجاه الحريري زادت الموقف تعقيداً. ذلك انه في حال تمثيل سنة 8 آذار بمقعد وذهاب مقعد آخر الى الرئيس نجيب ميقاتي، لن يبقى من حصة الرئيس المكلف سوى أربعة مقاعد، الامر الذي لن يتقبله بسهولة، الا اذا استدار وتحلل من مواقفه السابقة بحجة التضحية والمصلحة الوطنية، وفي حال اعتماد هذه الصيغة ولدى انعقاد مجلس الوزراء لن يكون هناك سوى ثلاثة وزراء من فريق الرئيس الحريري وسط سيطرة واضحة لمجمل قوى 8 آذار وعلى رأسها "حزب الله" وبثلث معطل أي 11 وزيراً من نصيب فريق رئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحر".
ووأشارت الى أن "تيار المستقبل" كان يأمل في التوصل الى تسوية حيال المقعد السني السادس بين رئيس الجمهورية والنواب السنة لا ان يأتي المخرج على حساب تمثيلهم وحصتهم. كما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري لاحظ من جانبه ان المخرج الذي وضع في عين التينة ليسير باسيل بموجبه لم يطبق وفق الخطة التي وضعت. ويرى بري ان وزير الخارجية عمل على تطبيق ما يخدمه. ويردد رئيس المجلس أمام زواره أنه لا يخجل بالمخرج "الذي وضعته والذي يساعد على تشكيل الحكومة وكان سيؤدي الى اكتمالها وصدور مراسيمها". ولمح الى اتجاه لديه لالتزام الصمت فترة اذ قال رداً على سؤال عما سينتج من اللقاء الرئاسي في قصر بعبدا اليوم : "سيكون اللقاء صامتاً وأنا من الآن وصاعداً قررت عدم الكلام في موضوع الحكومة، وسأقتبس طريقة شارلي شابلن في الافلام الصامتة. سيصبح كلامي غالي الثمن. حتى لو سألني الصحافيون سأقول ماذا عندكم أولاً".
"الأخبار": 85 ألف طفل يمني قضوا جوعاً: جريمة البطون الخاوية
رأت الصّحيفة في افتتاحيتها أن "85 ألف طفل على الأقلّ قضوا خلال ثلاث سنوات ونصف سنة من عمر العدوان. رقمٌ مفزع يفصح عن فظاعة الجرائم غير المباشرة التي ترتكبها السعودية والإمارات بحق اليمنيين، من طريق الحصار المُشدَّد المفروض على البلاد. رقم يقتصر على الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن خمس سنوات، ولا يشمل بقية الفئات العمرية والشرائح السكانية، التي سيسفر إحصاء عدد الضحايا فيها عن معطيات أخطر بكثير. وفي انتظار ما ستكشفه الأيام من هول المذبحة المرعيّة أميركياً، يبقى ثابتاً أن 14 مليون يمني على بعد خطوة واحدة من المجاعة، إذا استمرّ تضييق الخناق على ميناء الحديدة. وهو خطر جدي يضاف إلى تهديدات أخرى قد تُدخل اليمن في سجلّ أكبر مجاعات القرن الواحد والعشرين... بـ«فضل» محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، ومن ورائهما شركاؤهم الغربيون".
"اليمن السعيد"!!
وأضافت الصحيفة أن "تسمية تحضر إلى الأذهان كلّما ذُكر هذا البلد بأفراحه وأتراحه على السواء. المفارقة أن واحداً من الأسباب التي تُفسَّر بها تلك التسمية هي أن اليمن، في تاريخه القديم، كان بلداً مقروناً بالثراء. سِمة يكاد المراقب لا يجد لها أثراً في يمن القرن الواحد والعشرين، والذي يشهد أسوأ أزمة جوع على مستوى العالم. يتضوّر الملايين على امتداد الخريطة اليمنية، خصوصاً على ساحلها التهامي الأشدّ فقراً، يقفون على بعد خطوة واحدة من المجاعة، ولا يعرفون ما إذا كانوا سيحصلون على وجبتهم التالية. يعجز أطفال هؤلاء الناس حتى عن البكاء بفعل الهزال الضارب في أجسادهم، فيما يطلب طفل سعودي من ولي عهد المملكة، أثناء زيارة الأخير إلى تبوك، سيارة «مرسيدس»، فيجيبه محمد بن سلمان: «تبي (تريد) مرسيدس؟ على خشمي (أنفي)». على «خشمه» أيضاً و«خشم» حليفه في العدوان، ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، أطفال اليمن ونساؤه الأكثر تضرّراً من الحصار المفروض منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف سنة. يتبرّع لهم «المحمدان» بمساعدة جديدة قدرها 500 مليون دولار كـ«مبادرة إنسانية مميزة تضاف إلى الجهد الإنساني للبلدين في اليمن» على حد تعبير وزير «التلميع» الإماراتي أنور قرقاش. ما المقصود بذلك «الجهد» إلا سدّ منافذ الحياة على جموع بشرية هائلة تعاني أصلاً من الفقر وقلّة الحيلة، لكنهم هكذا «يقتلون القتيل ويمشون في جنازته".
وتابعت تقول: يوم أمس، خرج إلى العلن الرقم الأثقل وطأة في أرشيف الجرائم السعودية والإماراتية بحق اليمنيين، خصوصاً الأطفال منهم. قرابة 85000 طفل، دون سن الخامسة، ماتوا بسبب الجوع ما بين نيسان/ أبريل 2015 وتشرين الأول/ أكتوبر 2018، وفقاً لمنظمة «أنقذوا الأطفال». رقم يرتفع لدى وزارة الصحة في العاصمة صنعاء إلى ما يقارب 180 ألف طفل دون الخامسة أيضاً، بحسب ما أفادت مصادر من الوزارة «الأخبار». وهي حصيلة لا تزال مرشّحة للارتفاع، بالنظر إلى أن أكثر من 400 طفل يعانون حالياً من سوء التغذية الحاد، في إحصائية رسمية تتطابق مع إحصائية «أنقذوا الأطفال». عملياً، وفي قبالة «كل طفل تقتله القنابل والرصاصات، يموت العشرات من الجوع والمرض» مثلما أكد المدير الإقليمي في المنظمة، تامر كيرلس، الذي رسم صور مروّعة لمعاناة الأطفال الذين يموتون بهذه الطريقة بقوله إن «وظائف أعضائهم الحيوية تتباطأ وتتوقف في نهاية المطاف»، وإن «نظمهم المناعية ضعيفة للغاية، لدرجة أنهم أكثر عرضة للعدوى، ولا يقدرون حتى على البكاء»!
ورأت "الأخبار"، أن الحصار المفروض ادى منذ آذار/ مارس 2015، على المنافذ الجوية والبرية والبحرية إلى أن يُضحِي قرابة 14 مليون شخص، على مشارف دخول العام الرابع من العدوان، معرّضين لخطر المجاعة. وهي نتيجة تسبّب تشديد القيود على ميناء الحديدة، الشريان الرئيس لتغذية اليمنيين، بتسجيل القفزة الأكبر في خطّها التصاعدي. وفقاً لمصادر من داخل «مؤسسة موانئ البحر الأحمر، المُشغّلة لميناء الحديدة، فإن الغارات التي استهدفت الميناء في أيلول/ سبتمبر 2015 أدت إلى تعطيل 60% من قدرته على العمل، لترتفع هذه النسبة إلى 79% مع بداية العام الحالي بسبب قيام «التحالف» بمنع سفن الحاويات من الوصول إليه. هذا الواقع أسفر عن انخفاض الواردات الغذائية القادمة عبر ميناء الحديدة بأكثر من 55000 طن متري شهرياً، أي ما يكفي لتلبية حاجات 4.4 مليون شخص، بمن فيهم 2.2 مليون طفل، بحسب «أنقذوا الأطفال»، التي حذرت من أن «أي انخفاض آخر في الواردات قد يؤدي مباشرة إلى المجاعة".
"البناء":تقدم سريع في ترتيبات وقف النار في اليمن..ومحمد بن سلمان متهم رسمياً بقتل الخاشقجي
ركزت صحيفة "البناء" في افتتاحيتعا على الوضع المأساوي في اليمن حيث رأت أن "المبعوث الأممي مارتن غريفيت سيصل" إلى صنعاء اليوم، لبدء الترتيبات الخاصة بتثبيت وقف النار في جبهة الحديدة، وإيجاد آليات مراقبة وبحث فرص تعميمها على سائر الجبهات، بينما يستعدّ أنصار الله لطرح مستقبل الحصار الجوي والبحري على اليمن في مقابل تمديد وتثبيت قرارهم بوقف القصف الصاروخي على العمق السعودي، وبالتوازي يحمل غريفيت تصوراً لما سيطرح في مفاوضات السويد مطلع الشهر المقبل، وفقاً لتأكيدات وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، بينما تؤكد مصادر أممية أن خريطة الطريق التي يستعد غريفيت لعرضها في المفاوضات تقوم على تعزيز الخطوات الأمنية التطبيعية لإطلاق دورة الحياة، سواء بفك الحصار أو بسحب المظاهر المسلحة، وتشغيل المطار والمرفأ وتبادل المعتقلين، للانصراف للبحث في ورقة عمل سياسية أعدّها لعرضها للتفاوض على الأطراف المعنية".
وأضافت الصحيفة أن "تطورات الحرب في اليمن تلازمت في واشنطن مع المواقف المتصلة بدور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قتل جمال الخاشقجي، حيث تنشغل العاصمة الأميركية بالتقرير الذي أعدته وكالة المخابرات الأميركية المركزية ووجهت خلاله الاتهام الرسمي لولي العهد السعودي بإصدار أوامر قتل الخاشقجي، وتبعت ذلك ترددات لا زال بعضها يتصاعد، حيث اضطر البيت الأبيض إلى إصدار بيان رئاسي يتبنى بعضاً من تقرير المخابرات، بلغة من المحتمل جداً أن يكون متورطاً، وقد لا يكون، داعياً للفصل بين العلاقة بالسعودية كدولة وبين قضية تورط ولي العهد. بينما ذهب قادة الكونغرس الديمقراطيين والجمهوريين إلى التعامل مع ولي العهد كمسؤول تجب معاقبته، وبدأوا بإعداد البرقيات الموجهة للرئيس دونالد ترامب التي تطالبه بحسم موقف إدارته من المنطقة الرمادية وإعلان إبن سلمان مسؤولاً أو غير مسؤول ليتسنى التصرف في الكونغرس في ملف العقوبات، كما بدأ التشاور في الكونغرس حول تشريعات تمنع بيع الأسلحة للسعودية وأخرى تفرض عقوبات على المسؤولين عن قتل الخاشقجي بمن فيهم ولي العهد. واللافت أن الأرجنتين التي تستضيف نهاية الشهر الحالي قمة العشرين، التي يحضرها أبرز قادة العالم، وتضم السعودية بين صفوفها ستشهد مشاركة ولي العهد السعودي، حيث بات مؤكداً أنه سيلتقي بكل من الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة، والرئيسان لا يزالان يتبنيان مواقف أقرب لتبرئة إبن سلمان من التورط بقتل الخاشقجي، ويرفضان ما يسميانه بالتوظيف السياسي للقضية".