شهدت جادة شفيق الوزان في بيروت عرضًا عسكريًا بمناسبة الاحتفال بالعيد الـ 75 لاستقلال لبنان، بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزيف عون ووزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال يعقوب الصراف، وحشد من الفعاليات السياسية والأمنية والاجتماعية والإعلامية.

بعد وصول قائد الجيش اللبناني ووزير الدفاع ورئيسي الحكومة والمجلس النيابي تباعاً الى جادة شفيق الوزان في بيروت، وصل رئيس الجمهورية ميشال عون وكان في استقباله وزير الدفاع وقائد الجيش، حيث عزفت له موسيقى لحن التعظيم والنشيد الوطني اللبناني، واطلقت المدفعية احدى وعشرين طلقة ترحيبًا واطلقت ابواق البواخر العسكرية لمدة نصف دقيقة، ثم توجه الى النصب التذكاري لضريح "الجندي المجهول" حيث وضع اكليلا من الزهر واضاء شعلة الاستقلال.

وبعدما حيا علم الجيش، صعد الرئيس عون ووزير الدفاع الى سيارة جيب عسكري مكشوف وخلفهما قائد الجيش مستقلاً سيارة مكشوفة، واستعرض الوحدات المشاركة، ثم حيا المشاركين في الاحتفال، الى أن اخذ رئيس الجمهورية مكانه على المنصة ايذانًا ببدء العرض العسكري.

وقام تشكيل جوي بالمرور فوق منطقة العرض حاملا العلم اللبناني وشعار الجيش، ثم عرض فيلم لمدة ثماني دقائق من انتاج مديرية التوجيه، بعدها مر التشكيل الجوي مجددًا متخذًا شكل الارزة اللبنانية، واطلقت مجموعة من البالونات بألوان العلم اللبناني وعلم الجيش.

وضم التشكيل الجوي في المرور الاول، سرب طوافات نوع "BELL" تستعمل للعمليات المجوقلة، والاخلاء الطبي وقصف القنابل، وسربا من طوافات نوع "PUMA" تستعمل لتنفيذ مهمات النقل والدعم الجوي القريب وقصف القنابل، والطائرة نوع "CESSNA" تستعمل لمهمات الاستطلاع وقصف الاهداف بواسطة صواريخ موجهة عالية الدقة، وطائرة نوع "BULLDOG" تستعمل للتدريب.

أما في المرور الثاني، تضمن التشكيل الجوي سرب طوافات من نوع "GAZELLE" تستعمل لتنفيذ مهمات الدعم الجوي القريب ومجهزة بصواريخ موجهة عالية الدقة، والطائرة نوع "SUPER TUCANO" المستلمة حديثًا، والتي تستعمل لمهمات الدعم الجوي القريب ومجهزة بقنابل وصواريخ موجهة عالية الدقة.

وتقدم قائد العرض العميد الركن جبرائيل معلوف من رئيس الجمهورية واستأذنه ببدء العرض، ثم بدأ عرض الوحدات الراجلة، تلاه عرض الوحدات المؤللة.

ثم تقدم قائد العرض العميد معلوف من رئيس الجمهورية معلنًا انتهاء العرض، غادر بعدها الرؤساء الثلاثة مودعين من قبل وزير الدفاع وقائد الجيش وكبار الضباط.

وفي إطار التحضيرات للاحتفال بعيد الاستقلال الـ75، والتي قامت بها قيادة الجيش الذي أراد هذه المرّة أن تكون الاحتفالات مميّزة ومختلفة عن كل عام، انطلقت شعلة الإستقلال يوم الحادي عشر من الشهر الجاري من راشيا، وجالت على مدى 11 يوماً على البلدات اللبنانية على امتداد مساحة لبنان، بموازاة احتفالات تقيمها البلديات، الى أن تسلّمها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون صباح اليوم في بيروت واضاءها في العرض.

الرئيس عون: لا استقلال من دون شعلة الوفاء

رأى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنّ "للاستقلال رجالا عبروا التاريخ يوم وقفوا في وجه الظلم وانتزعوا الحرية، وعلى امتداد عقود بات للوطن سياج مخضب بالتضحيات، ومرسوم بدماء الأبطال".

 وجاء في كلمة الرئيس عون في كتيب عيد الاستقلال 2018: "لكم يا ابناء المؤسسة العسكرية قلوب اللبنانيين، أنتم يا من سهرتهم لصون كرامة اهلكم وأرضكم، وحافظتم على شرف رسالتكم وايمانكم بأن لا عزة لوطن لا ترفعه الشهادة، ولا استقلال من دون شعلة الوفاء تنقلونها من جيل إلى جيل.

أنتم أيها العسكريون، مع إخوتكم في باقي المؤسسات الأمنية، الضمانة في وجه العواصف والتحديات، ومرساة الأمان لجميع اللبنانيين الذين منحوكم ثقتهم، وائتمنوكم على أحلامهم وحقوقهم والتطلعات.

واليوم، إذ نحتفل بالعيد الخامس والسبعين للاستقلال، نضع بين أيديكم هذه الذكرى الوطنية الأكثر عمقاً ودلالة في وجدان الشعب، لتضخوا فيها من جديد روح العنفوان، وتحافظوا عليها أيقونة للحرية، وضمانة  لرسالة لبنان في محيطه والعالم، ولجذوره الحضارية والثقافية الممتدة على آلاف السنين.

أعدكم بأن أظل لكم السند والراعي الأمين، وأنا من خبرت الحياة العسكرية، وتشربت منها المعنى الأسمى للشرف والتضحية والوفاء.

معكم نحول الاستقلال الى أمل ووعد بالنهوض صوب غد سيشرق حتماً ناصعاً بالسلام والازدهار والأصالة، على قياس تطلعات اللبنانيين".

في سياق متصل، جاء في كلمة قائد الجيش العماد جوزيف عون في كتيب عيد الاستقلال – 2018:

الاستقلال هو ثمرة مسار طويل من النضال رفضاً للاحتلال، يحمل في معناه قيم الوطنية والتضحية.

هو ليس مجرّد يوم نحتفل به، إنه تاريخ من البطولات والمحطات الخالدة.

22 تشرين الثاني هو يوم مشرق في سجل لبنان، توحّد خلاله اللبنانيون من مختلف الأطياف والمناطق في سبيل الدفاع عن لبنان سيداً حراً مستقلاً، فكان لهم ما أرادوا، بفضل حبّهم لوطنهم وإيمانهم به.

ونحن نحتفل اليوم بالذكرى الـ 75 لاستقلال لبنان، علينا جميعاً، مسؤولين ومواطنين، أن نتعاون معاً من أجل المحافظة على هذا الإنجاز الوطني، وتحصينه في وجه كل التحديات لأن وطننا يستحق منا كل الوفاء والتضحية.