ارشيف من :مقالات

’العهد’ يلتقي الوفد الأردني في سوريا.. ورسالة من الأسد الى الملك

’العهد’ يلتقي الوفد الأردني في سوريا.. ورسالة من الأسد الى الملك

تشهد دمشق زيارة أول وفد نيابي أردني رفيع منذ بداية الأزمة فيها. الخطوة الأردنية تحظى برعاية الملك الأردني وأعضاء حكومته على ما أفاد أعضاء الوفد، وقد لاقت حفاوة سورية تجسدت في استقبال العديد من المسؤولين السياسيين والروحيين السوريين لأعضاء الوفد. لكن الإشارة الأوضح في هذا السياق وكما ذكر رئيس الوفد الأردني النائب الحالي ورئيس مجلس النواب السابق عبد الكريم الدغمي لموقع "العهد" الإخباري تمثلت في الرسالة الشفهية التي أرسلها الرئيس بشار الأسد للملك عبد الله الثاني عبر الوفد الزائر والتي تفيد بأن سوريا والرئيس الأسد لا يريد "التطلع نحو الماضي ويرغب في النظر نحو المستقبل في العلاقة مع عمان"، فهل تتلقف عمان فرصة الصفح السورية عن سنوات ثمان من التواطؤ والتآمر على الجارة سوريا؟

زيارة بمباركة الملك والحكومة الأردنية

في أول خطوة من نوعها منذ بدء الأزمة في سوريا استقبلت دمشق وفدا نيابيا أردنيا رفيعا. نواب حملوا منذ اللحظة الأولى لواء الدفاع عن سوريا داخل بلدهم الأردن، قبل أن يساعدهم الانفراج في العلاقات بين البلدين بعد فتح معبر نصيب على تنظيم وفد نيابي ضم رؤساء اللجان في البرلمان الأردني كافة، الأمر الذي عكس رضا نيابيا واسعا عن هذه الزيارة التي لم تكن بدورها بعيدة عن رضا الملك الأردني وحكومته على ما أفاد رئيس الوفد وأعضاؤه موقع "العهد" الاخباري.

الوفد الأردني ضم شخصيات وازنة في الحياة السياسية والنيابية الأردنية أبرزهم رئيس مجلس النواب السابق النائب الحالي ورئيس الوفد عبد الله الدغمي ونضال الطعاني رئيس اللجنة الخارجية لشؤون البرلمان الأردني ورئيس لجنة الحريات العامة وحقوق الإنسان في البرلمان الدكتور عواد الزوايدة وغيرهم من الشخصيات.

رسالة الأسد للملك الأردني: لن نعاتب ونتطلع للمستقبل

في مبنى وزارة العدل السورية التقينا بأعضاء الوفد الأردني. الوفد كان قد اجتمع بوزير العدل السوري بعدما كان قد التقى وزير الخارجية السوري ورئيس مجلس الشعب وبعض الفعاليات الروحية الإسلامية والمسيحية قبل أن يتوج زيارته بلقاء الرئيس الأسد. رئيس الوفد عبد الله الدغمي خص موقع "العهد" الإخباري بالحديث عن لقاء الوفد بالرئيس الأسد، فقال "الرئيس الأسد استقبلنا استقبالا لافتا وكان سيادته كعادته إيجابياً جداً وشفافاً، وحدثنا بشكل طيب وممتاز". ونقل الدغمي عن الرئيس الأسد قوله بالنسبة للموقف من الحكومة الأردنية "أنا لا أريد أن أتطرق للماضي، أنا أتطلع للأمام وأتطلع للمستقبل من أجل تعميق العلاقات بين بلدينا".

وأكد الدغمي لموقع "العهد" الإخباري أن "الرئيس الأسد لم يشر إلى أي سلبية بدرت من الجانب الأردني"، ونقل الوفد عن الرئيس الأسد "أنا لا أعاتب وأنظر إلى المستقبل وإن شاء الله تتطور علاقتنا أكثر فأكثر"، وبعدها رافق الوفد بعد نهاية اللقاء إلى خارج القاعة قائلا "بلغوا تحياتي إلى جلالة الملك".
 
الدغمي شدد على أنه سيقوم بنقل هذه الرسالة الشفهية إلى الملك الأردني وأعضاء الحكومة "الذين تربطنا بهم علاقة متينة وكانوا على اطلاع وترحيب شديد بالزيارة التي نقوم بها". رئيس الوفد الأردني الزائر لفت الى أن للوفد موقفاً من الحرب الكونية على سوريا: "نحن مع سوريا وشعبها وقيادتها ومع حلفاء سوريا في محور المقاومة"، مضيفاً أن الوفد جاء لتهنئة سوريا بالقضاء على الإرهاب الذي لم يتبق منه سوى جيوب صغيرة في الشمال وفي شرق الفرات، "وإن شاء الله تكتمل منظومة التحرير هذه بفضل التفاف الشعب والجيش في سوريا حول القيادة من أجل القضاء على الإرهاب الذي يتهدد المنطقة بكاملها".

ليس هناك قوائم بمطلوبين أردنيين للحكومة السورية

رئيس لجنة الحريات العامة وحقوق الإنسان في البرلمان الأردني الدكتور عواد الزوايدة أكد لموقع "العهد" الإخباري أنه يحمل رسالة من رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة إلى نظيره السوري حمودة الصباغ "تهدف لتعزيز العلاقات البرلمانية والاقتصادية والاجتماعية بين البلدين الشقيقين".

أحد النواب الأردنيين الزائرين توجه لوزير العدل السوري هشام الشعار بالقول "معالي الوزير هناك شائعات يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي بأن لدى الحكومة السورية قوائم بتسعة آلاف مطلوب أردني ونحن متأكدون أنها شائعات تريد أن تشاغب على زيارتنا لسوريا وتحول دون قدوم الأردنيين إلى سوريا، هل لك أن تنفيها لنا لكي نشيع الأمر الآن في الأردن؟" فرد الوزير الشعار قائلا "لم أسمع بهذا الأمر أبدا وتستطيع أن تنقل عن لساني".

الوزير الشعار أكد لموقع "العهد" الإخباري سعادته باللقاء مع النواب الأردنيين الذين يمثلون الشعب الأردني، موضحاً أن لهم دورا كبيرا في تطوير العلاقات  خصوصا مع عودة النشاط والتبادل الاقتصادي والعلاقات الاجتماعية بين البلدين، وأضاف "الواجب الملقى على عاتق النواب كبير اليوم لإعادة الأمور كما كانت وبشكل أفضل من السابق".

2018-11-22