تشهد البحرين غدًا انتخابات تشريعية وبلدية في ظلّ مقاطعة علنية وصريحة لأطياف المعارضة، خاصة بعدما صادق ملك البلاد حمد بن خليفة تعديل قانونٍ يُمنع بموجبه ترشّح قيادات وأعضاء الجمعيات السياسية. علماء البحرين وجمعيتا "الوفاق"و"وعد" وتيار "الوفاء" وحركتا "حق" و"أنصار شباب ثورة 14 شباط/فبراير" دعوا لمقاطعة االانتخابات الصورية التي تجري غدًا.

وبعدما أعاد علماء البحرين أمس تحريمهم المشاركة في الانتخابات، أصدروا اليوم بيانًا آخر فصّلوا فيه الأسباب التي تجعل من مقاطعة الانتخابات خيارًا شرعيًا ومنطقيًا وبديهيًا.

وقال العلماء إن "الوضع اليوم هو في أسوأ حالاته من ناحية البطش وسلب الحقوق ومنها قانون العزل السّياسي الظّالم، ناهيك عن أن المجلس النّيابي في ظلّ التشريعات المستجدة أصبح أداة طيّعة لتنفيذ السّياسات الحكومية الظالمة وإقصاء الشّعب والقضاء على أيّ أملٍ في انتصار أيّ مجلس يترشّح من هذه الظروف لمقدسات الشّعب وقضاياه وحقوقه السّياسية والمدنية، وأشاروا الى أن "كلّ المقاطعين مستعدون أن يتبدّل موقف المقاطعة عندهم إلى المشاركة إذا جدّت سياسة حكومية في موقفها من الانتخابات بإتاحة فرصة حقيقية يرجى منها مجلس نيابي يمثل إرادة الشّعب بصورة حقيقية، على خلاف سياسة اليوم التي أقصت العناصر المؤثّرة المخلصة التي تنال احترام الشّعب وثقته".

"الوفاق"

بالموازاة، جدّد نائب الأمين العام لجمعية "الوفاق" الشيخ حسين الديهي الدعوة لمقاطعة الانتخابات، مؤكدًا "اتفاق جميع البحرينيين أن المجالس القادمة لن تجلب إلّا مزيدًا من الضغط والحرمان".

وفي خطاب بثّه عددٌ من القنوات التلفزيونية، قال الديهي "إذا ذهبتم للتصويت فإنكم تقولون للنظام نعم لمزيد من الضرائب والأعباء المالية نعم لمزيد من الظلم، ونعم لمزيد من التضييق، ونعم لمزيد من الفساد".

وسخر الديهي ممّا وصفها "التهديدات المُضحكة ورسائل الترهيب والابتزاز العلنية والسرية"، في تعليق غير مباشر على التسريبات الحكومية بشأن حرمان المقاطعين من الخدمات الحكومية.

وشدّد على أن "الدعوة للمقاطعة ليست بدعة بل هو حق وأسلوب احتجاجي ديمقراطي يُستخدم حتى في الدول المتقدمة عوضًا عن الدول الاستبدادية، من أجل أن يقول   للسياسات الخاطئة لا، ولسرقة المال العام لا، وللفساد لا، وللتجنيس لا ، ولسرقة الأراضي وسرقة البحار وسرقة السواحل والظلم والحرمان كل لاءات الاحتجاج؛ حتى يتحقق الاستقرار في الوطن".

الديهي توجّه الى المشاركين في الانتخابات قائلًا "سترسخون ماتعانون منه من ظلم وحصار على أرزاقكم وحياتكم وحقوقكم السياسية، وستعانون المزيد من التضييق من قبل النظام ومجلسه القادم".

ولفت الى "أننا بحاجة إلى بناء وطن قوي قائم على أسس ومبادئ ديمقراطية تؤسس لدولة حقيقية"، مشيرًا الى أن "المعارضة كانت سبّاقة لتقديم المشاريع والرؤى طوال السنوات الماضية من أجل ذلك  وليس آخرها ما قدمته "الوفاق" من مبادئ ورؤى تحت مسمّى "إعلان البحرين".

أهالي الشهداء

بالموازاة، دعا آباء وأمهات الشهداء في بيان إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية المقبلة، مشيرين إلى أنها مجرد انتخابات صورية لإعطاء النظام والقوانين الصادرة عنه صفة شرعية.

وقال ذوو الشهداء إن "دماء شهدائنا، واعتقال الآلاف وإسقاط الجنسيات وإجبار الآلاف على الهجرة والعيش في أوطان الغربة يدعو من يفكرون في المشاركة إلى أن يقفوا مع النفس والضمير وقفة صدق وأمانة".