لأنّ الله أرسلهُ لنا رحمةً، وأعطاهُ فضائل لم يُعطها للعالمين سواه، استحقت ذكراهُ أن تخلّد في كلّ عام. ولعلّ هذا العام كان أسلوب تخليد ذكرى ولادة رسول الله (ص) مختلفًا وغنيًا، شكلاً ومضمونا.

مصاحف ومخطوطات نادرة للقرآن الكريم، بالاضافة إلى معارض لكتبٍ تحكي الثقافة الاسلامية بلغاتٍ مختلفة، اجتمعت كلّها في مهرجانٍ واحد تحت عنوان "رحمة للعالمين". الثروة التي يتضمنها المهرجان، لا تقف عند هذا الحد، بل تتعداه لتكون فيضًا من المعرفة التي تتجلى في ندوات وأمسيات نُظّمت على مدار ثلاثة أيام في مجمع سيد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت.

مصاحف ومخطوطات نادرة للقرآن الكريم الاضافة إلى معارض لكتبٍ تحكي الثقافة الاسلامية بلغاتٍ مختلفة اجتمعت كلّها في مهرجانٍ واحد

المهرجان الذي امتدت فعالياته ابتداءً من نهار الأربعاء 21 تشرين الثاني/ نوفمبر وحتى مساء اليوم الجمعة 23 تشرين الثاني/ نوفمبر، يستهدف شريحة واسعة من الناس المهتمين بتنمية مفاهيمهم الاسلامية وبأعمارٍ مختلفة بحسب فضيلة الشيخ علي خازم. ويضم المهرجان العديد من الأنشطة المتنوعة. كما ويشمل برنامج المهرجان ندوات ثقافية ولقاءات حوارية وأمسيات قرآنية وشعريّة، إضافةً إلى معارض للكتب وما يمكن تسميته متحف "صحف" للمخطوطات النادرة من القرآن الكريم وكل متعلقات المصحف الشريف من ادوات كتابة واوعية حفظ، كذلك يشمل مرسماً فنياً وورشة خط عربي ومعرض لوحات فنية.

ويعتبر الشيخ خازم أنّ مجتمعنا يفتقد مثل هذه النشاطات الدينية، وهو بحاجة لهذه المهرجانات في يومنا الحالي. "حيثُ تعدّ الأخيرة مهمة جدًّا لجهة زيادة المعارف الدينية لدى الناس، وتعريفهم إلى الثقافات المختلفة كتابة وزخرفة وفنًا بطابعها الاسلامي." ولعلّ قول رسول الله (ص) عن فضل العلم والتفقه يبيّن أهمية جمع هذا الكم الهائل من العلم والفنّ الديني تحت سقف مجمع سيد الشهداء (ع).

صحف: معرض المصحف الشريف خطوة نادرة

يتحدث سماحة الشيخ علي خازم لموقع "العهد الاخباري" عن معرض المصحف الشريف "صحف" الذي ينظمه في المهرجان. يعتبر سماحة الشيخ أحد الحريصين جدًا على الحفاظ على المخطوطات القرآنية وتقديمها للناس في ظل تراجع القراءة الورقية. هذا الإرث الثقافي الذي يعرض للمرّة الثانية في معرضٍ له خصّص لمخطوطات ونسخ المصحف الشريف، يهدفُ إلى إعادة القراءة لا سيما قراءة القرآن من خلال الكتاب كمادّة ورقيّة عبر التأمّل بصورة المصحف الشريف الجميلة. كذلك يهدف المعرض إلى التعرّف على الميزات التي تتحلّى بها كل نسخة من هذه النسخ بجانبها العلميّ والفنيّ.

ويصل عدد المخطوطات في المعرض إلى حوالي 14 مخطوطة، كما يبلغ مجموع المواد الورقية كاملةً نحو 200 مصحف مقدّمة بـ 25 لغة عالميّة. يوضح الشيخ خازم أن "القسم الخاص بالترجمات المطبوعة تشمل النص الأصلي العربي مع القراءة المترجم إليها بالاضافة إلى معاني الكلمات وترجمة للمعنى. كذلك يضم المعرض 11 قسمًا كلها متعلقة بالمصحف الشريف."

التفاعل والمشاركة

أمّا بالنسبة للزوار والمشاركين فيصف الشيخ خازم التفاعل الذي يشهده مهرجان "رحمة للعالمين" ومعرض المصحف الشريف "بالجيد جدًا"، والذي "لا يقتصر على الكبار بل يتعداه لمشاركات بأعمار صغيرة، ما يبعث على التفاؤل" بحسب سماحة الشيخ علي خازم.