ارشيف من :أخبار لبنانية
لا حكومة في المدى المنظور
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على التأليف الحكومي، مشيرةً الى ان الحديث عن إمكان والدة الحكومة في المدى المنظور ضرباً من المجازفة. واكدت الصحف ان المأزق اليوم عالق بين ما يرفضه الرئيس المكلف ويصرّ عليه النواب السنّة الستة.
الكباش يشتدّ واستعجال أممي للحكومة
بدايةً مع صحيفة "النهار" التي كتبت انه "بدا طبيعياً ان تظلل أزمة تأليف الحكومة الاحتفالات بعيد الاستقلال التي ربما كانت قد زادت تعقيدات المشهد السياسي بدل تبديد بعض قتامته نظرا الى اعادة ترسيم المأزق من خلال ابراز عجز اركان الحكم عن احتواء هذه الازمة ودوران الجميع في الحلقة المفرغة. لكن الأسوأ من الايحاءات السلبية التي يتركها هذا العجز الرسمي والسياسي تمثل في معالم تصعيد متدرج يبدو انه جزء لا يتجزأ من نهج متعمد يمارسه بعض قوى 8 آذار لمحاولة محاصرة الرئيس المكلف سعد الحريري وحشره تماماً في خانة ما يسمى "العقدة السنّية " المراد منها ارغام الحريري على التسليم باتجاه قسري الى تمثيل "سنّة 8 آذار" في الحكومة من طريق النواب الستة السنّة لـ"اللقاء التشاوري".
واضافت "وهو اتجاه معروف بانه يخرج عن اطار النتائج الرسمية المثبتة للاستشارات النيابية التي اجراها الحريري عقب تكليفه قبل ستة أشهر اذ كان النواب الستة ولا يزالون موزعين على كتل نيابية مختلفة".
وتابعت "مع اتجاههم الى ممارسة الضغط على الحريري بدعم ودفع مباشرين وعلنيين من "حزب الله" منذ طرح الحزب شرطه لتمثيلهم رافضاً تسمية وزرائه في التشكيلة التي انجزها الرئيس المكلف قبل نحو ثلاثة أسابيع، لجأ نواب "سنّة 8 آذار" في عطلة عيد الاستقلال وأمس الى اسلوب ضاغط جديد سعياً الى احراج الحريري. وتمثل ذلك في حملة اعلامية مركزة تولاها بعض نواب "اللقاء التشاوري" محورها طلبهم موعدا للقاء الحريري وانتظار جوابه الذي لم يتبلغوه بعد. وتكررت تصريحات نواب من "اللقاء التشاوري " في هذا الصدد بما بدا معه بوضوح ان ثمة نقلة جديدة في النهج التصعيدي الضاغط يراد منها احراج الرئيس المكلف الذي يرفض كما تؤكد أوساط قريبة من "تيار المستقبل" لـ"النهار" أي تسليم باي وسيلة من وسائل الابتزاز والضغط، خصوصا متى تبين بوضوح من يقود هذه المحاولات ولأي مآرب وأهداف".
الفاتيكان: المجتمع الدولي لا يريد عودة النازحين السوريين
بدورها، قالت صحيفة "الاخبار" إنه "لم يكن الرئيس نبيه برّي مرة في حال من التشاؤم كهذه الايام، عندما يُسأل عن المأزق الحكومي. في الغالب يُرسل - وإن في ظل تعثّر كامل - اشارات ايجابية واحياناً وهمية، ويوحي بأن الابواب ليست موصدة تماماً، حتى عندما تكون كذلك".
واضافت "يبدو رئيس مجلس النواب نبيه برّي الآن اقرب الى اليأس منه الى الشعور بأن ثمة مشكلة ناجمة عن تعذّر تأليف الحكومة، مع دخول التكليف شهره السابع اليوم. في خلوته القصيرة - بالكاد عشر دقائق - مع رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، على هامش الاستقبال الرسمي في الاستقلال الخميس في قصر بعبدا، لم يسعه الخروج سوى بسوداوية مطبقة. تكلم الى الحريري عن الوضع الاقتصادي «الذي لم يعد يتحمّل مشكلة وزير بالناقص او وزير بالزايد»، فلم يلقَ جواباً. قال انه لن يسأل بعد الآن في هذا الموضوع".
وتابعت "لا يعثر رئيس المجلس على تباين في الموقف بين عون والحريري، وهما المعنيان مباشرة باصدار مراسيم الحكومة، ويلاحظ بأن المأزق عالق بين ما يرفضه الرئيس المكلف ويصرّ عليه النواب السنّة الستة. بذلك يكرّر تيقنه من ان المشكلة سياسية بين فريقين ينتميان الى الطائفة نفسها. ليس في وارد التدخّل، لكنه يرى ايضاً ان ليس ثمة فرصة للتوسط في ظل المواقف القاطعة: لا يريد الحريري اياً منهم في حكومته، ولا يتخلى هؤلاء عن التمسك بتوزير احدهم - من دون ان يسمّوه هم - ويرفضون الخوض في توزير مَن يمثّلهم".
8 آذار تصعِّد: التأليف بشروطنا .. والبديل جاهز!
من جهتها، اعتبرت صحيفة "الجمهوربة" إنه "يتم اليوم تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، شهره السادس، ويدخل غداً شهره السابع وعجلة التأليف تكمل دورانها في الاتجاه العكس الى الخلف، ويزيد ابتعادها أكثر فأكثر عن بلوغ مخرج ينتشل هذه الحكومة من قعر الأزمة.
واضافت "وصار الحديث عن إمكان والدة الحكومة في المدى المنظور ضرباً من المجازفة، بالنظر الى السباق الجنوني على حلبة التأليف وإمعان أطرافه جميعهم، في حبس الحكومة ومعها البلد ّوأهله وما يتهدّدهم من أزمات وما يعانونه من تحديات، داخل حقيبة وزارية".
وتابعت "هذا المستوى المتدني من الصراع على حقيبة وزارية وكأنّها كنزٌ ثمين، المترافق مع تخلّ فاضح عن الشعور بالحد الأدنى من المسؤولية التي يتطلبها وضع بلد يحتضر على حافة الأزمات المتتالية والمتراكمة في شتى المفاصل، أطفأ باعتراف أطراف الصراع كل بارقة أمل في بناء هيكل حكومي مطلوب ولو من حيث الشكل، ليقود السفينة اللبنانية ويحدد سبل المواجهة والصمود أمام الآتي الأعظم، وأكد باعترافهم ايضاً أن الحكومة رحّلت مسافات الى الأمام، أقلّه الى آخر السنة، وهو ما ذهب إليه مرجع سياسي، مع أنّ الصورة التشاؤميّة القائمة حالياً، في رأيه تدفع إلى الإفتراض بأن الحكومة رحّلت أشهراً وإلى ما بعد آخر السنة، وصولاً حتى الربيع المقبل إن لم يكن أبعد من ذلك".