ارشيف من :مقابلات
المقداد لـ’العهد’: على تركيا تنفيذ التزاماتها في سوتشي.. ودول عدة تحاول إعادة العلاقات معنا
كان التصعيد الأخير الذي قامت به المجموعات الإرهابية المسلحة باستهداف أحياء حلب الغربية بقنابل سامة من داخل مناطق خفض التصعيد نفسها، منطلقاً لحديث شامل أجراه موقع "العهد" الإخباري مع نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد الذي استضافنا في مكتبه بوزارة الخارجية السورية باسطا أمامنا كل مستجدات السياسة وفق الرؤية الرسمية السورية ابتداء من توقيت العدوان الكيماوي والدور الغربي التركي فيه، وانعكاس الهجوم الكيماوي على موقف دمشق من سوتشي، وكذلك من مفاوضات آستانا ودعوة الحكومة السورية مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لزيارة موقع الاستهداف في حلب، وخشية دمشق من العرقلة الأمريكية التي قد تتسبب في تمييع الموقف وإضاعة الأدلة التي تدين الإرهابيين. المقداد شدد على سوء النية الأمريكية في محاولة تسييس منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية عبر تغيير نظامها الداخلي، كاشفا لموقع العهد الإخباري عن معلومات مؤكدة تفيد بقيام الفرنسيين بتزويد الإرهابيين بأكثر من خمسين صاروخا يحتوي على مواد سامة .
وأكّد المقداد ضرورة أن تكون المعارضة وطنية بالمعنى الأخلاقي ولا تنفذ أجندة الدول التي سعت لتدمير سوريا وتفتيتها، معيباً على النظام العربي الرسمي هرولته للتطبيع مع الكيان الصهيوني وملمحا في الوقت عينه إلى مساع حقيقية يقوم بها العديد من الدول العربية والغربية من أجل إعادة فتح سفاراتها مجدداً في دمشق، في وقت أكدت دمشق فيه صلابة موقفها تجاه القضية الفلسطينية ومتانة علاقاتها الأخوية مع الحلفاء في الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمقاومة الإسلامية في لبنان ومع روسيا الاتحادية. وأوضح المقداد أن الكيان الصهيوني يرتعد من السعي السوري لتحصين الأرض والسماء السورية وخصوصا بعد وصول صواريخ أس 300 إلى سوريا.
في الشأن المحلي، لم يتردد المقداد في الإجابة عن استفسار موقع "العهد" حول التغيير الحكومي الكبير الذي جرى في سوريا، مؤكدا ان خلفيته تكمن في تلافي الأخطاء وضخ دماء جديدة في الحكومة التي يجب ألا تخيب آمال المواطنين فيها.
وفيما يلي النص الكامل لهذا الحوار الشامل الذي أجراه موقع "العهد" الإخباري مع الدكتور فيصل المقداد:
س - تصعيد كبير قامت به المجموعات الإرهابية المسلحة انطلاقاً من مناطق خفض التصعيد عبر استهداف أحياء حلب الغربية بقذائف سامة. المنطق الميداني يقول إن الإرهابيين مهزومون، فكيف تفسرون قيامهم بهذه الجريمة وهم على هذه الحال؟ ومن أعطاهم الضوء الأخضر؟
ج - نحن نقول إن المعركة مستمرة ضد سوريا. وفي كل مرة يحقق فيها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في المقاومة وفي الثورة الإسلامية الإيرانية والاتحاد الروسي مزيدا من الإنجازات تزداد التحديات، لذلك تأتي هذه المؤامرة وهذا العدوان الفاضح والمتكرر على سوريا - ليس العدوان الكيميائي الأول فالسيناريو يطول بدءا من خان العسل عام 2013 وصولا إلى دوما قبل عدة أشهر- وما خسرته هذه المجموعات الإرهابية المسلحة وأسيادها في الولايات المتحدة و"إسرائيل" وفي النظام التركي والأنظمة العميلة لها في المنطقة في المعركة تحاول أن تكسبه الآن في السياسة. لكن هذه المرة كانت المحاولة مفضوحة والعمل كان أحمق. كما هي العادة، قامت المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من قبل هذه الأطراف بشن حرب كيميائية على مدينة حلب. ومن المعروف أن هذه المنطقة تشرف تركيا عليها بموجب اتفاق سوتشي. لكن لاحظنا أن
الولايات المتحدة الأمريكية تمارس سياسة الفضائح الآن، لكنها سياسة الفضائح الدموية التي تترافق مع قتل الكثير من النساء والأطفال. والعدوان الكيميائي الذي قامت به المجموعات الإرهابية المسلحة من "النصرة" وغيرها من المناطق الخاضعة لخفض التصعيد، حوالي منطقة إدلب وغرب منطقة جنوب حلب وغرب حلب، هي محاولة جديدة لتوجيه رسالة واضحة بأن بإمكان هذه المنظمات الإرهابية أن ترتكب مثل هذه الجرائم وألا تحاسب عليها. نحن عدنا من المؤتمر الثالث والعشرين لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومن مؤتمر المراجعة الرابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ووضعنا المجتمع الدولي هناك في صورة كل هذه التطورات، لكن الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها والدول التي تحاول الضغط عليها تحاول إعطاء صورة كاذبة عن التطورات في الوقت الذي عندما تعجز فيه هذه التنظيمات عن القيام بما تؤمر به من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وفي الوقت الذي تشهد فيه سياسات الولايات المتحدة الأمريكية مزيدا من الإخفاقات، فإن هذه المنظمات هي التي تقوم بالدور الذي تريده الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها.
وتفيد المعلومات الواردة أن خبراء فرنسيين أيضا موجودون في هذه المنطقة وقاموا بتزويد التنظيمات الإرهابية بما يزيد عن خمسين صاروخا مملوءة بمواد كيميائية. نحن على ثقة بأن هذه المحاولات ستكشف عاجلا أم آجلا و
س - هل حددتم مع منظمة حظر انتشار السلاح الكيماوي آلية زمنية لحضور مفتشيها إلى حلب؟
ج - بصراحة نحن طرحنا الموضوع في مؤتمر الاستعراض الجاري الآن، وكل الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قالت إنها مع إرسال فريق تحقيق بشكل سريع، لكن لا ندري إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية ستسمح بإرسال مثل هذا الفريق بالسرعة المطلوبة، لأن السرعة مطلوبة في مثل هذه الحالات، فمن المعروف بأن أبخرة الكلور تتطاير بسرعة لذلك على الرغم من كل الإثباتات الموجودة بيدنا وبأيدي حلفائنا فإننا نطالب بالإسراع في إرسال هذا الفريق، ولن يكون هناك أي عائق من جانب الدولة السورية في السماح بوصول هذا الفريق إلى الأماكن التي يريد التحقيق فيها، علما بأن كل الفرق السابقة لم تقم بتحقيق واحد على الأرض التي انطلقت منها هذه الأعمال العدائية. ومع ذلك يطلقون الصرخات هنا وهناك، لكن هي صرخات النفاق والكذب وتشويه صورة الدولة السورية وتضليل الرأي العام العالمي إزاء ما يحدث من جرائم ترتكبها هذه المنظمات الإرهابية بدعم من مشغليها في الدول الغربية وفي الولايات المتحدة الأمريكية ضد الأبرياء من نساء وأطفال في الجمهورية العربية السورية.
س - معلوم أن تعديلا جرى على النظام الداخلي لمنظمة انتشار الأسلحة الكيماوية عبر إعطائه صلاحية تحديد أية جهة تقوم بالهجوم الكيماوي، التعديل كما بات معروفا أصبح بالاقتراع على هذه الجهة بدل التوافق الذي كان متبعا في السابق، سؤالي دكتور فيصل: ما الذي يضمن لكم ألا تسير الأمور وفقاً لما كان يجري سابقاً خلال الاعتداءات الكيماوية السابقة حيث كانت تبرئ الإرهابيين وتدين الحكومة السورية؟
ج - اسمح لي أن أبدأ من الجزء الثاني من السؤال. طبعاً نحن
س - لوحظ أن الرد الميداني السوري والروسي على الاعتداء كان موضعياً واستهدف المناطق التي انطلقت منها القذائف السامة.. هل تتجنبون الانزلاق حاليا إلى حرب مفتوحة مع الإرهابيين؟ وما هو الدور الروسي في هذا السياق؟
ج - طبعا هذا سؤال هام، نحن نحارب الإرهاب وعندما نحارب الإرهاب في سوريا ونتصدى له مع حلفائنا وأشقائنا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحلفائنا الروس وحلفائنا في المقاومة الوطنية اللبنانية فإننا نحارب الإرهاب ونحارب الدول التي تدعمه وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وفرنسا وبريطانيا وتركيا والدول الغربية التي تسير في ركب اقتراف هذه الجرائم، والعمل على تدمير البنية التحتية في سوريا وعلى تخريب سوريا نظرا لمواقفها في إطار الصراع العربي الإسرائيلي في المنطقة. هذه هي الأهداف الحقيقية لهذه الدول، ونحن نسميها وسنسميها الآن ومستقبلا طالما انها تقوم باستخدام الإرهاب كوسيلة للإستثمار به من أجل الإضرار بمصالح الشعوب، وتبقى المشاكل الحقيقية في المنطقة والتي تحتاج إلى حل هي المشكلة الحقيقية للشعب الفلسطيني لأن كل ما يتم من قبل تلك الدول يتم لكي تمارس سياسة تسكت فيها من يطالب بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ولحرية الدول العربية لأنه لا حرية لهذه الدول مع وجود "إسرائيل" التي تهيمن على المنطقة من خلال الدعم الذي يقدم لها من الغرب ومن الولايات المتحدة الأمريكية.
إذاً، محاولات تصفية القضية الفلسطينية تحتاج إلى هذه الأعمال التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة سابقا ولاحقا، كما حصل مؤخرا ضد المدنيين الأبرياء في مدينة حلب حيث عانى ما يزيد عن المئة مواطن من هذه الغازات السامة وحيث تم قتل المدنيين والأبرياء في مناطق أخرى في سوريا بنفس هذه الغازات. أنا أريد أن أعيد التأكيد أننا
بالنسبة للرد الموضعي، نحن عندما نرد على الأعمال الإرهابية فنحن نرد على كل شيء، لكن نؤكد أننا لن نقبل بوجود قدم واحدة غير شرعية على الأراضي السورية، سواء كانت أمريكية أو فرنسية أو بريطانية أو تركية أو غيرها، لذلك نحن على ثقة بأن الـ 185 ألف كيلو متر مربع السورية ستعود كما كانت وهي أرض عربية سورية ستعود للسيادة السورية.
س - لفتني أن الأتراك لم يدينوا هجوم حلب الكيماوي ولكنهم لم يعترضوا على الرد الروسي عليه، ووضعوا الهجوم على حلب في إطار عرقلة اتفاق سوتشي.. كيف تفسر لنا الموقف التركي؟
ج - على تركيا أن تنفذ كل التزاماتها بموجب اتفاق سوتشي. ونعتقد أنه لو تم تنفيذ هذا الاتفاق لما تمكنت التنظيمات الإرهابية المسلحة من استخدام هذه الأسلحة ضد المدنيين الأبرياء في مدينة حلب، لذلك
س - هل سقط اتفاق سوتشي؟ ولماذا تصر روسيا على احتواء تركيا؟
ج - لا، نحن نقول إن الاتفاق لم يطبق بالشكل الذي كان يجب أن يطبق عليه، ونحن نأمل بأن يتابع الأصدقاء الروس الجهد الكبير الذي يبذلونه من أجل الحفاظ على الأمن والسلم في المنطقة وعلى ضمان وحدة أرض وشعب سوريا تنفيذا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وانسحاب تركيا من سوريا وعدم السماح لها بحماية ورعاية المجموعات سواء في إدلب أو غيرها من المناطق السورية.
س - هل تلقيتم ضماناً والتزاماً روسياً بانسحاب تركيا من الأراضي السورية؟
ج - الالتزام الروسي دائما موجود ولا يمكن التشكيك به، وروسيا كعضو دائم في مجلس الأمن هي التي تطرح في كل قرار من قرارات مجلس الأمن وفي أول سطر من هذه القرارات ضرورة حماية أرض وشعب سوريا، ونحن على تنسيق تام مع الجانب الروسي.
سوريا شاركت في كل الاجتماعات التي عقدت في آستانا وكانت طرفاً فاعلاً جداً في تعزيز الإنجازات التي حققتها عملية آستانا، ونحن نشارك أيضا في هذا الاجتماع بالوفد الذي كان يشارك دائما في آستانا وسندفع باتجاه إنجاح دور آستانا في عملية رحيل القوات الأجنبية غير الشرعية من سوريا، رحيل القوات التركية من الشمال السوري، و رحيل القوات الأمريكية من كل أنحاء سوريا. هذه مبادئ ثابتة في عملنا الدبلوماسي، ونحن نقول إن آستانا ما زالت عنصراً هاماً في الحركة السياسية من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا ونأمل لها كل النجاح.
س- هل لاحظتم أن هناك تحولاً إلى حد ما في خطاب المعارضة السورية؟
ج - لا يمكن أن تكون هناك معارضة سورية حقيقية تابعة للولايات المتحدة الأمريكية وهي تابعة للأتراك وتابعة للسعودية ولأطراف أخرى، المعارضة الحقيقية يجب أن تكون معارضة وطنية ملتزمة بوحدة أرض وشعب سوريا وليس بخدمة أهداف الآخرين في تفتيت سوريا وفي إلغاء الدولة السورية. هذه هي المعارضة السورية المدانة التي لم يقبل بها الشعب. ومن خلال فهم شعب سوريا لدور الجيش العربي السوري في تحرير كل المناطق التي سيطرت عليها الدولة وبشكل خاص في الأشهر الأخيرة يثبت مرة أخرى أنه يقف إلى جانب دولته السورية من أجل الحفاظ على وحدة سوريا وعلى الدور التاريخي لها في معارك المنطقة وفي تحقيق أهداف التنمية الداخلية للشعب السوري. لكن دور هذه المعارضات كان دوراً هداماً ومخرباً وهو الذي نفذ المخططات الخارجية على الأرض السورية. نحن طبعا مع المصالحات الوطنية ومع تسوية الأوضاع، ولن نخوض معركة لا ضرورة لها في إطار تحقيق الهدف المتمثل بإعادة وحدة وأرض سورية.
س – قيل الكثير مؤخراً عن عزم عدد كبير من الدول التي قطعت شوطاً كبيراً في استعداء سوريا على إعادة سفاراتها في دمشق .. هل لك أن تسمي لنا هذه الدول أو تؤكد لنا نواياها في هذا السياق؟
ج - نحن تعودنا في الدبلوماسية السورية أن نحافظ دائما على ما نتلقاه من معلومات ذات طبيعة خاصة، لذلك نعتقد بوجود توجهات من أجل إعادة العلاقات التي انقطعت بحكم الظروف التي مرت بها سوريا وبحكم المؤامرة الكبيرة التي تعرضت لها. كل تلك الدول خسرت البلايين بلا معنى إلا لتلبية حاجات "إسرائيل" والولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية لتدمير سوريا وتفتيتها بمعنى أن ينتهي هذا الكيان الذي اسمه سوريا. وهنا أعود إلى دور المعارضات التي أسميها معارضات غبية، هذا إذا كنا نثق بأنها وطنية أو لها طابع وطني، فهي غبية لأنها لم تنتبه إلى أن المقصود ليس إصلاح سوريا وليس وجود معارضة سورية بل المقصود طيلة هذه الحرب على سوريا هو إلغاء سوريا وتفتيتها وجعلها مثل الصومال وليبيا للأسف ومثل دول أخرى دخلت إليها اليد الأمريكية والصهيونية وفتتتها وأنهت وجودها. لم يفهموا هذه المعادلة التي حافظ عليها الجيش العربي السوري وحافظ عليها الشعب السوري وحافظت عليها القيادة في سوريا، لذلك نحن الآن
س - هل بينها دول ساهمت في سفك الدم السوري ؟
ج - أنا لن أتحدث عن دول تطرفت كثيراً في إيذاء الشعب السوري وفي قتل وتدمير منجزاته طيلة عشرات السنوات السابقة، ونحن نقول إن هنالك الكثير من الدول ومن كل الاتجاهات ستعيد علاقاتها لاحقا، عاجلا أم آجلا. لن أسمي أية دولة ولن أستبق أي حدث في هذا المجال. لكن على كل هذه الدول التي آذت سوريا وأدت إلى تدمير بناها التحتية وإلى قتل الآلاف من الأبرياء والتي ضللت الرأي العام العالمي والعربي إزاء ما يجري في سوريا أن ترعوي وأن تبتعد عن ممارسة هذه السياسات المدمرة لأنها ستطالها لاحقا. هنالك الكثير من المعلومات التي تفيد بوجود عدد ليس بالقليل من الدول التي تريد فتح صفحة جديدة من العلاقات مع سوريا، لأنه ثبت لهم أن سوريا لا يمكن أن تقهر وأن شعب سوريا يدعم النظام الوطني التقدمي الديمقراطي المعادي لـ"إسرائيل" في سوريا وثبت لهم أنه لا قيمة ولا كرامة للعرب بدون سوريا.
س- سقطت ورقة التوت عن النظام العربي الرسمي، كيف تقرأ خطوات التطبيع الرسمية المتسارعة في هذا الخصوص؟
ج - هذه هي النتيجة التي أرادها أعداء سوريا بتفجير هذه المعركة على الأرض السورية. كان بإمكانهم أن يقوموا بهذه التحركات منذ البداية لكنهم انتظروا انهيار سوريا وعندما لم تنهر سوريا أخذوا يقومون بمثل هذه التحركات. العلاقات التي تربط السعودية مع "إسرائيل" أفضل من أي علاقات تربط السعودية مع أي دولة في مجلس التعاون الخليجي، لذلك نحن نعتمد على ذكاء جماهيرنا العربية في كل مكان في فضح هذه المؤامرات، ونقول لهم إن الإزدهار والتقدم والحضارة لا يمكن أن تمر عبر "إسرائيل" أو عبر علاقات مع "إسرائيل" التي لا تريد من هذه المنطقة سوى الهيمنة والسيطرة ووضع مقدرات العرب جميعا تحت تصرفها هي وليس لخدمة الجماهير العربية والجماهير الصديقة في المنطقة وخارجها.
س - لوحظ أنه ومنذ وصول صواريخ أس 300 الروسية إلى سوريا لم تقدم "إسرائيل" على أي عدوان .. هل يخشى العدو من هذه الصواريخ والقدرة السورية على استعمالها؟
نحن لا نقول هو خائف، بل هو يرتعد، وهم يعرفون أن سوريا كانت ستقوم بذلك. المهم جدا في هذا المجال وهذا هو السر الذي لم يعرفه البعض، هو أن
س - دكتور فيصل، أود ان أسألك سؤالا يدغدغ خواطر السوريين ولك ألا تجيب عنه إذا أردت، حدث تغيير حكومي لعدد كبير من الوزارات في سوريا مؤخراً.. ونحن نسأل: التغيير الحكومي هذا على أي خلفية جاء؟ هل هو اعتراف بالتقصير، أم هو رغبة في ضخ دماء جديدة في الحكومة؟
ج - أنا لن أتردد في الإجابة عن مثل هذا السؤال، لأن السياسات التي ينتهجها سيادة الرئيس بشار الأسد تهدف دائما إلى خدمة مصالح الشعب وإلى القضاء على بعض الهنات هنا أو هناك، وأن تتاح الفرصة للمزيد من الدماء الجديدة لخدمة المواطن السوري. هدف أي إصلاح حكومي هو تقديم المزيد من الخدمات للقضايا الكبرى التي نخوضها ولتحسين الأداء الحكومي على مختلف الأصعدة وهذا هو الهدف الذي تسعى إليه القيادة السورية بشكل دائم.