ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
الصحف الأجنبية: السعودية والإمارات والبحرين ومصر يشكلون ’رباعية الأنظمة الدكتاتورية’
ذكرت صحف أميركية معروفة ان جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي تأتي في إطار نمط "القمع الوحشي" من قبل النظام السعودي الحالي، مشيرة الى أن هناك "رباعية انظمة دكتاتورية" تتمثل بالسّعودية والامارات والبحرين ومصر، والادارة الاميركية على تحالف وثيق مع هذه الأنظمة.
هذا، واعتبر مؤرخون أميركيون معروفون ان تعيين الجنرال الاميركي المتقاعد جون ابي زيد بمنصب السفير الاميركي لدى الرياض يشكل فرصة لتسليط الضوء على دور السعودية في نشر الارهاب، حسب الصحف.
"رباعية الأنظمة الدكتاتورية"
وفي هذا السياق، نشر مجلس تحرير صحيفة "واشنطن بوست" مقالة وصف فيها مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بأنها "عملية قتل برعاية الدّولة (السعودية)"، وشدد على ضرورة الاخذ بالحسبان ان عملية القتل هذه لم تكن معزولة.
واضافت الصحيفة ان عملية قتل خاشقجي تأتي في اطار نمط من "القمع الوحشي" من قبل "نظام الملك سلمان" ونجله محمد، وأن القمع هذا يتخطى بشكل كبير القمع الذي مارسه الحكام السابقون في السعودية.
وبحسب الصحيفة الأميركية فإن السعودية تشكل جزءًا مما اسمته "رباعية الانظمة الدكتاتورية العربية السنية"، والتي هي جميعاً متحالفة مع الولايات المتحدة، معتبرة أن هذه "الرباعية" تسعى الى القضاء على كافة اشكال المعارضة، مثل الصحافة الحرة ومنظمات مجتمع مدني مستقلة، وأي اصوات مؤيدة للاصلاحات الليبرالية.
واوضحت "واشنطن بوست" بان الانظمة التي تشكل هذه "الرباعية" هي انظمة مصر والامارات والبحرين والسعودية، ولا تتردد باستخدام اقصى الاساليب من اجل تحقيق غاياتها، مثل الاعتقالات الجماعية والتعذيب والاختفاء القسري و"عمليات القتل خارج نطاق القضاء".
وعليه اعتبرت الصحيفة ان الانظمة هذه تكرر أخطاء "الطغاة العرب السابقين" السابقة وتتسبب بالمشاكل للمستقبل، مشيرة بهذا الاطار الى حالة نفور المواطنين وحالة الركود الاقتصادي فيها. وحذرت من ان ادارة ترامب ومن خلال تقديم الدعم المطلق لهذه الانظمة انما تضع المصالح الحيوية الاميركية في خطر.
كما تابعت الصّحيفة ان من الاسباب المرجّحة لاستنتاج الـ"CIA" بان محمد بن سلمان كان متورطا بقتل خاشقجي، هو ان عملية قتله تشبه عمليات اخرى انطلقت "من بلاط" ابن سلمان خلال الاشهر الثمانية عشر الماضية. وهنا اشارت الى التقارير الصّادرة مؤخراً التي افادت بان عملاء استخباراتيين سعوديين يعملون عن كثب مع مستشارين مقربين من ابن سلمان قاموا بخطف عدد من "المنشقين" السعوديين داخل وخارج البلاد، وان المعتقلين احتجزوا بسجون سريّة وتعرضوا للتّعذيب، وأن من بين الضّحايا ناشطين في مجال حقوق المرأة كانوا قد طالبوا بحق المرأة بقيادة السيارات.
ورأت الصحيفة أن "ابن سلمان يأخذ "الموعظة" من حاكم الامارات محمد بن زايد، وأن "الدكتاتورين الاثنين" قاما بدورهما برعاية نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي بمصر وعائلة آل خليفة الحاكمة بالبحرين"، مشيرة الى ان الدول الاربع شنوا حملة مقاطعة "غير مدروسة" على قطر، كما انها دعمت الفصائل نفسها بالحروب بكل من اليمن وليبيا وبالتالي ساهموا باستمرار هذه الحروب وبخلق "أسوأ ازمة انسانية في العالم" في اليمن.
وأشارت الصّحيفة الأميركية الى أن نظام السيسي يصعّد الحملة ضد "ما تبقى من المجتمع المدني في القاهرة"، ووصفت الانتخابات التي جرت في البحرين الاسبوع الفائت بالزائفة مع عدم مشاركة احزاب المعارضة فيها. كما لفتت الى حكم السجن المؤبد الذي صدر بحق رئيس جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان، وسجن ناشطين حقوقيين بحرينيين.
ولفت الى ان البيت الابيض وتماماً كما ساعد مساعي ابن سلمان على الافلات من مسوؤلية قتل خاشقجي، فانه ايضاً دعم ضمنياً القمع في مصر والبحرين، وبهذا السياق قام البيت الابيض برفع القيود عن المساعدات العسكرية ومبيعات السلاح الى مصر والبحرين، معتبرة ان سياسة ادارة ترامب تفترض ان "الطغاة" يمكنهم ان يسيطروا على الشعب الى اجل غير مسمى من خلال حرمانهم من "الحريات الاساسية" واستهداف من يناصر هذه الحريات.
وختمت الصحيفة باعتبارها المقاربة هذه تتجاهل التاريخ وكذلك تتجاهل "القيم الجوهرية الاميركية"، وشددت على انها ستؤدي على الارجح الى المزيد من الاضطراب في الشرق الاوسط الا اذا قيدها الكونغرس.
تعيين ابي زيد فرصة لتسليط الضوء على دور السعودية في نشر الارهاب
كتب أندراو باسيفيتش المؤرخ الاميركي المعروف وكولونيل متقاعد بالجيش الاميركي، مقالة نشرت على موقع "لوبلوغ" اعتبر فيها ان تعيين الجنرال الاميركي المتقاعد اللبناني الاصل جون ابي زيد بمنصب السفير الاميركي لدى السعودية انما يمثل فرصة "يجب عدم تفويتها".
وقال الكاتب ان تعيين "ابي زيد" بهذا المنصب يشكل فرصة نموذجية لتقييم "الحرب الطويلة"، موضحاً بان مصطلح "الحرب الطويلة" هذا يستخدم منذ فترة طويلة بالدوائر العسكرية الاميركية وبانه مصطلح يشكل "المظلة" لوصف ما تقوم به القوات الاميركية بمنطقة "الشرق الاوسط الكبير".
الكاتب اشار بعد ذلك الى ان "ابي زيد" هو صاحب هذا المصطلح حيث كان قد استخدمه اول مرة عام 2004 عندما كان لا يزال قائدا للقيادة الوسطى بالجيش الاميركي (قائد القوات الاميركية بالشرق الاوسط و شمال افريقيا). كما فسر الكاتب بان كلام "ابي زيد" هذا كان يعني فيه الاخير بان "الانتصار" لن يتحقق بأي وقت قريب، رغم اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش "انجاز المهمة" بعد عام واحد من الاجتياح الاميركي للعراق.
ولفت الكاتب الى ان كلام "ابي زيد" تبين بانه في محله مع استمرار "الحرب الطويلة" من دون "نهاية في الافق"، معتبرًا ان نقد "ابي زيد" لم يكن يتعلق فقط بأمد الحرب بل ايضاً "بطبيعة المشكلة"، ورأى أن "ابي زيد" اصر وقتها (عام 2004) على ان "الارهابيين بحد ذاتهم" لا يشكلون "العدو"،و على ان القضية هي اكبر بكثير من تنظيم معين مثل تنظيم القاعدة.
وتابع الكاتب ان "ابي زيد" وصف التهديد الحقيقي للولايات المتحدة بانه يتمثل بالارهابيين، مضيفًا أن الجنرال الأميركي كان يقول فعلياً ان الحرب على العراق كانت "الحرب الخطأ بالمكان الخطأ وبالوقت الخطأ و ضد العدو الخطأ".
عقب ذلك عاد الكاتب وشدّد على ان كلام "ابي زيد" تبين بانه في محله، ومن ثم سأل: من هو الخصم بهذه الحرب الطويلة ومن يقف مع "الارهابيين"؟ كما سأل: من الذي يمول قضية الارهابيين؟
واجاب الكاتب على الاسئلة هذه بالاشارة الى "الاسرة الملكية السعودية"، حيث شدد على انه ولولا دور السعودية بدعم الارهابيين، لما كانت الاخيرة تشكل خطرًا كبيرًا، أضاف أنه "بينما تخوض القوات الاميركية الحرب ضد "العدو الخطأ" في اماكن مثل العراق وافغانستان، فان اساس المشكلة تبقى في السعودية".
وختم الكاتب: كون اسامة بن لادن سعودياً وكون خمسة عشر من اصل الاشخاص التسعة عشر الذي نفذوا هجمات الحادي عشر من ايلول كانوا سعوديين، ليس بالصدفة، وعليه رأى الكاتب انه ومنذ هجمات الحادي عشر من ايلول، فان "الحليف الظاهري" (السعودية) هو "المصدر الاساس للمشكلة".