لم يكن الكلام الذي نُقل عن وزير خارجية الفاتيكان ​بول غالاغر لجهة عدم رغبة المجتمع الدولي بعودة النازحين السوريين من لبنان الى سوريا مفاجئاً للوفد اللبناني الذي سمع منه عرضًا مفصّلًا للوضع في المنطقة ومن ضمنها لبنان. فما عبّر عنه الفاتيكان معروف بدليل جُملة من المحاولات سعى من خلال المجتمع الدولي لثني النازحين عن العودة، وفق ما يؤكّد مسؤول ملف النازحين في حزب الله النائب السابق نوار الساحلي. بالنسبة اليه، فإنّ الفاتيكان لم يخترع واقعاً، بل يعمل على نقل واقع فعلي، ومواقف واضحة لبعض الدول الغربية، والمؤسسات الأممية أيضاً. 

وفي حديث لموقع "العهد الإخباري"، يؤكّد الساحلي أنّ حزب الله يملك قناعة تامة ومنذ زمن بأنّ الكثير من الدول الغربية والمؤسسات الدولية يمانعون عودة النازحين، لا بل يربطون هذه العودة بالحل السياسي. وهنا يشدد الساحلي على أنّ هذا الموضوع برسم الحكومة المقبلة وكل السياسيين في هذا البلد. المطلوب برأيه، أنّ يشكل ملف العودة أولوية الأولويات، فهذا الأمر لا يتعلق بطائفة معينة، بل يمس مصالح كل اللبنانيين، خصوصاً أن 95 بالمئة من الأراضي السورية باتت آمنة. 

وفيما يعرب عن محبته للأخوة السوريين، يُعيد الساحلي التذكير بأنّ ملف النزوح السوري ضاغط جداً على لبنان الصغير الذي لا يقوى على تحمله، واستيعاب الكم الهائل من النازحين، ما يُشكل ضغطاً اقتصاديا واجتماعياً، داعياً الى أن يشكّل هذا الموضوع قضية وطنية بامتياز لمصلحة لبنان قبل أن يكون لمصلحة السوريين.

وحول مسار العودة الطوعية التي بدأها حزب الله منذ فترة، يؤكّد الساحلي أنّ 11 مكتباً لا يزالون يستقبلون مئات السوريين الراغبين بالعودة يومياً لملء الاستمارات، تمهيداً لإرسالهم "طوعياً" الى بلدهم بالتعاون مع الأمن العام اللبناني.