ارشيف من :صحافة عربية وعالمية
الصفحة الاجنبية: التحالف الأميركي مع السعودية سيواجه مخاطر عديدة
رأى الكاتب بروس ريدل في مقالة نشرها موقع "المونيتور" ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أصبح شخصية "استقطابية" تتسبب بالضرر لسمعة بلاده، محذرًا من ان الشراكة الاميركية السعودية ستتعرض لضغوط كبيرة وستواجه خطر خسارة دعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري".
وأضاف ريدل في مقاله الذي حمل عنوان :"نفور السعودية"، ان الادلة التي تؤكد تورط ابن سلمان بمقتل خاشقجي "تزداد قوة يوما بعد يوم"، وتابع ان "الاسوأ من ذلك هو ان جريمة قتل خاشقجي سلطت الانظار على "حرب السعوديين الكارثية ضد اليمن"، وأكد ان هذه الحرب تشكل الكارثة الإنسانية الاسوأ في العالم.
وقال الكاتب إن "التحالف الاميركي مع السعودية وضع "تحت المجهر" أكثر من اي وقت مضى"، مضيفا ان "تهور ووحشية سلوك ابن سلمان يجعل الداعمين التقليديين للسعودية في وسائل الاعلام الأميركية و"الكونغرس" ينقلبون ضدها. واعتبر انه "من الصعب تخيل تغيير بهذا الاطار، مرجحاً ان يتخذ ابن سلمان خطوة خاطئة اخرى تؤدي الى تشويه سمعته اكثر فاكثر".
الكاتب قال إن السعودية لم تكن في اي وقت من الاوقات تتمتع بشعبية داخل أميركا، إلا ان الرؤساء الاميركيين من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي ادركوا أهمية بناء علاقات قوية مع الرياض، ما سيمنع وصول ابن سلمان إلى العرش.
وشدد الكاتب على ان الاسرة المالكة السعودية تراقب عن كثب كافة اللقاءات التي تعقد بين ابن سلمان والقادة الاجانب، لمعرفة اي مؤشرات تفيد ان جريمة قتل خاشقجي وضعت تحت السجادة". وأكد ان الأهم من ذلك هو مقياس الرأي العام في الولايات المتحدة، للتأكد ما اذا كان "الحصن الاول للامن القومي السعودي" (اي الشراكة السعودية مع الولايات المتحدة) في الطريق الى الزوال.
كما شدد على ان السعودية بحاجة ماسة الى سفير "كفؤ و ذكي" في واشنطن، واعتبر ان السفير الحالي خالد بن سلمان لم يكن يحمل هذه الصفات.
ابن سلمان هو اسوأ من مجرم
وفي سياق متصل، اشار الكاتب ستيفين كوك في مقالة نشرتها مجلة "فورين بوليسي"، إلى ان ان الغضب السائد في اميركا جراء مقتل خاشقجي لا ينحصر بأعضاء "الكونغرس" بل يشمل المحللين في مجال السياسة الخارجية والصحفيين، لافتا إلى حالة غضب عام حيال الجريمة.
ورأى كوك في مقالة تحت عنوان "محمد بن سلمان هو اسوأ من مجرم.. انه رمز" ان احد "أسباب العداء لابن سلمان هو ان الغضب يشمل كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي"،مشيرا إلى ان هناك عددا لا بأس به من الجمهوريين الذين انتقدوا ابن سلمان والنهج الذي يتبناه الرئيس الاميركي دونالد ترامب حيال السعودية". واعتبر ان "اجماع ومدى حدة الموقف" من قبل الديمقراطيين حيال الموضوع هو الأكثر "لافت للنظر".
وأضاف ان موقف الحزب الديمقراطي هذا يعود بشكل جزئي الى ما يصور على انه "علاقات شخصية وطيدة" بين عائلة ترامب وابن سلمان"، وذكر ان السعوديين سمحوا لأنفسهم بان يصبحوا قضية حزبية (لا تحظى بدعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي)، موضحا ان السعوديين باتوا كما الاسرائيليين و المصريين و الاماراتيين ينتمون إلى معسكر ترامب.
الكاتب تابع ان "جريمة خاشقجي شكلت فرصة لمعارضي ترامب بالكونغرس و للكتّاب والمحللين، لمهاجمة زعيم يكرهونه"، واعتبر ان الغضب الأميركي من السعودية يرتبط بهجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001.
وقال : "دائماً ما ترتكب الإساءات بحق الصحفيين في دول عدة، دون ان يسلط الضوء على هذه الحالات، مضيفا ان الفارق هذه المرة بقضية خاشقجي هو تأكيد المسؤولين الاميركيين "مسؤولية السعودية" بهجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001، وتابع :"طفح الكيل" بالنسبة للمسؤولين الاميركيين بعد مقتل خاشقجي.
واشار إلى ان "عمق الغضب الاميركي" ينعكس بقانون "جاستا" الصادر عام 2016، الذي يسمح لعائلات ضحايا هجمات 11 ايلول/سبتمبر بمقاضاة السعودية بالمحاكم الاميركية"، مذكرا ان القانون هذا تم تمريره بـ 97 صوتا مؤيدا مقابل صوت واحد معارض بمجلس الشيوخ، و 348 صوتاً مؤيداً مقابل 77 صوتا معارضاً بمجلس النواب.
واردف الكاتب ان جريمة قتل خاشقجي تؤجج "الغضب الكامن" من هجمات 11 ايلول/سبتمبر ،مضيفا ان ابن سلمان انتهج "سلوكاً فظيعاً" وان العديد من المسؤولين في واشنطن لم يعد يشعروا ان هناك حاجة لغض الطرف عن السلوك السعودي.
واعتبر الكاتب انه "على الرغم من مساعي إدارة ترامب لتخطي قضية خاشقجي، إلا ان ذلك سيكون صعباً"، وقال ان "وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو يريد "تجزئة" العلاقات الاميركية السعودية و التركيز على "التحدي الايراني"، مؤكدا ان "قضية خاشقجي والغضب حيال هذه القضية لن يسمح له بذلك".