قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إنه بينما تحاول "إسرائيل" الدفع تجاه اتخاذ عقوبات اقتصادية ضد إيران من جانب المجتمع الدولي، تقوم تل أبيب في الوقت نفسه بتطوير أنظمة دفاعية صاروخية تعد الأكثر تقدما في العالم.

وأوضحت أن النظام الصاروخي الإسرائيلي مصمم ليعمل ضد تشكيلة من المخاطر المحتملة بما فيها صواريخ "غراد" القصيرة المدى التي تعرضت لها البلدات الإسرائيلية، وكذلك لاعتراض الصواريخ العابرة للقارات.

ومضت إلى أن الولايات المتحدة تشترك في تمويل الصناعات الصاروخية الإسرائيلية وبتزويده بأنظمة الرادار والتقنيات المتطورة الأخرى على مدار العشرين سنة الماضية.

ويقول خبراء ومحللون عسكريون إسرائيليون إن الأنظمة الصاروخية الإسرائيلية وصلت مستوى من التطور من شأنه إحداث تغيير في لغة الحوار وطبيعة القرارات الإستراتيجية في المنطقة.

ويقول المستشار الخاص للشؤون الدفاعية الصهيونية عوزي روبن الذي رأس برنامج الدرع الصاروخي الإسرائيلي في تسعينيات القرن الماضي إنه ليس من المؤكد أن تنجح إيران في توجيه الضربة الأولى ضد إسرائيل.

ويضيف المستشار الإسرائيلي أن "حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية حماس قد تجدان نفسها أمام مفاجأة إسرائيلية في ظل سعي تل أبيب لتطوير صواريخ يمكنها اعتراض تلك التي يطلقها الطرفان ضد إسرائيل سواء من غزة أو من الجنوب اللبناني".

وأضافت "واشنطن بوست" أن التقنية الصاروخية الإيرانية المتطورة باتت تثير القلق لدى كل من الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل ودول المنطقة، وأن تل أبيب ما انفكت تطور من أنظمتها الصاروخية آخذة في الحسبان التهديدات التي تشكلها طهران.

وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتخذ خطوته بإلغاء الدرع الصاروخي الأميركي في بولندا والتشيك في ظل تحول الإدارة الأميركية إلى اتباع إستراتيجيات جديدة تتناسب مع القدرات الصاروخية الفعلية لإيران، التي يغلب عليها كونها صواريخ قصيرة أو متوسطة المدى.

وأضافت الصحيفة أنه بينما يقول رئيس الموساد الإسرائيلي إن طهران لن تستطيع امتلاك قنبلة نووية قبل مضي خمس سنوات، يقول رئيس الاستخبارات العسكرية إنه يمكن لإيران الحصول على القنبلة النووية مع نهاية هذا العام.

ويلحّ مسؤولون إسرائيليون على ضرورة قيام تل أبيب بتطوير نظام "آيرون دوم" الصاروخي بحيث يمكنه اعتراض صواريخ حماس وصواريخ حزب الله وتجنيب البلاد المخاطر الإيرانية المحتملة.