ارشيف من :ترجمات ودراسات

خاص الانتقاد.نت: بفعل الدعاية الإسرائيلية.. شاليط "مختطف" لا "اسير"

خاص الانتقاد.نت: بفعل الدعاية الإسرائيلية.. شاليط "مختطف" لا "اسير"

كتب المحرر العبري

بعد عملية التبادل الجزئية التي خضعت لها حكومة بنيامين نتنياهو أمام حركة المقاومة الإسلامية ـ حماس بإطلاقها سراح 20 أسيرة فلسطينية مقابل معلومات تثبت أن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط على قيد الحياة. فرضت هذه القضية نفسها على الرأي العام الإسرائيلي وفي هذا الإطار تناول اوري افنيري في صحيفة هآرتس (12/10/2009) معتبرا أن "الخيانة والتنكر" بدأتا منذ اللحظة الاولى عندما رفضت الحكومة الإسرائيلية تسمية الأمور بأسمائها، وأطلقت على شاليط انه جندي "مخطوف" وليس جندي أسير رغم انه وقع في الأسر أثناء عمل عسكري.

ووصف افنيري سلوك الحكومات الإسرائيلية والساسة وجنرالات الجيش في التعامل مع قضية شاليط، بالفضيحة مؤكدا على ان الأسير لا يُترك في الاسر والجريح لا يترك في ساحة القتال، لافتا إلى وجود عقد غير مكتوب مع كل شخص يجند للجيش يفرض على الحكومة السعي لتحريره بأي ثمن حتى لو كان تحرير "مقاتلين للعدو"، التي يقوم بها كل جيش في العالم بعد انقضاء الحرب او خلالها، ولكن ما تقوم به الحكومة حتى الان هو نقض لهذا العقد وخيانة للثقة وحقارة.

وانتقد افنيري الاعلام الإسرائيلي لانقياده وراء المؤسسة الرسمية عندما اخذ يردد مصطلح "جندي مخطوف" مستائلا عن الاسباب الكامنة وراء ذلك، ويسجل في هذا الإطار تجاهله للأهداف الكامنة وراء ذلك وهي وسم رجال المقاومة بـ"الإرهاب" من خلال وصف عملية الأسر التي قاموا بأنها عملية اختطاف كما لو ان ما جرى "اختطاف لمدنيين قام بها مجرمون يطالبون بتعويضات مالية".

ولفت افنيري إلى أن الإعلام العالمي تقبل، بلا استثناء تقريبا، المصطلح الإسرائيلي. ومن هنا نجد أن العالم كله يتحدث عن الجندي الاسرائيلي "المختطف"، لا "الاسير"، مشيرا إلى ان هذا الأمر يعكس "التفوق العظيم للدعاية الاسرائيلية على كل المنافسات ان وجدت". وكتعبير آخر عن نجاح الدعاية الإسرائيلية يشير افنيري إلى ان الحديث في العالم و"اسرائيل" هو عن اطلاق الجندي الإسرائيلي فقط، اما "المحررون الفلسطينيون" فهم مجرد "موضوعات او سلعة فقط بلا صورة انسانية" خاصة وانهم مصنفون على انهم "ارهابيون" و"مخربون" ومجرمون جنائيون".

2009-10-13