ارشيف من :ترجمات ودراسات
الوطن السورية :هل اقتربت عقدة الحكومة من الحل
يسود انطباع عام بأن العد العكسي لولادة الحكومة قد بدأ ولاسيما مع اعتراف فريقي الأزمة من أكثرية وأقلية بأن المفاوضات والمشاورات التي يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري قد أحرزت تقدما وتوقعت أوساط سياسية أن يلتقي الحريري في الساعات القليلة المقبلة رئيس المجلس النيابي نبيه بري - الذي لا يزال صائماً عن الكلام بشأن الموضوع الحكومي ليطلعه على حصيلة المشاورات التي أجراها لتشكيل الحكومة ويتشاور معه في توزيع الحقائب وتركيبتها وخصوصاً المتعلق منها بحصة كتلة التحرير والتنمية وحركة «أمل».
وأشارت الأوساط إلى أن الوتيرة السريعة التي يعمل من خلالها الرئيس المكلف والذي كثف اجتماعاته مع الفرقاء هذا الأسبوع والتقى كلاً من رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون والمعاون السياسي للامين العام لحزب اللـه الحاج حسين خليل ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، تهدف إلى ولادة عاجلة للحكومة.
و ذكرت مصادر مواكبة لعملية التشكيل أن الحريري بدأ الدخول في مرحلة الأسماء والحقائب، بحيث أنه طلب خلال اجتماعه مع المعاون السياسي للامين العام لحزب اللـه الحاج حسين خليل أن يسمّي الحزب وزراءه. لكن الحزب أبلغه أنه ينتظر انتهاء المفاوضات التي يجريها الرئيس المكلف مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون لمعرفة إلى أين وصل مسار التفاوض، وعندئذ سيكون الحزب جاهزاً للحديث في الحقائب والأسماء. ولفتت إلى أن عون كان دعا خلال لقائه الحريري إلى حل مشكلته مع حلفائه ولاسيما المسيحيين منهم ثم نجتمع ونتفاهم.
وأكدت مصادر في المعارضة أنها لمست هذه المرة جدية كبيرة عند الرئيس المكلف وأشارت إلى أن حقيبة وزارة الاتصالات لا تزال تشكل عقدة وتحدثت عن اقتراح فرنسي يقضي بطرح اسم من حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لتولي حقيبة الاتصالات يقبل به الرئيس المكلف والعماد ميشال عون. ورأى قطب في المعارضة أن الحكومة قريبة نتيجة الاتفاق في قمة دمشق غير أنه أبدى خشية من مداخلات المتضررين من التقارب العربي ومن بعض القوى المحلية والخارجية التي ترى من غير المناسب لمصالحها حل الأزمة اللبنانية الآن وتاليا فإنها تعمل على عرقلة تشكيل الحكومة في انتظار بعض التطورات المرتقبة على المستوى الإقليمي. فهل ستبصر الحكومة النور قريبا أم أن الشيطان الذي يكمن في التفاصيل سيظهر فجأة في اللحظات الأخيرة ليخرّب المشهد السائد وتعود الأمور معلقة حتى إشعار آخر بانتظار شيء ما؟
صحيفة الوطن السورية - علوان أمين الدين