رأى عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب سليم سلهب ان الطريقة الحوارية التي يعتمدها أخيرا الرئيس المكلف سعد الحريري، أثبتت نجاحها ولاقت استحسانا كبيرا لدى فريق المعارضة، مشيرا الى ان تكتل التغيير والاصلاح لا يستطيع سوى تقدير زيارة الحريري للرابية اصرارا منه على متابعة الحوار بهدف تذليل العقبات، الامر الذي أعطى عن الرئيس المكلف انطباعا ايجابيا وصورة مغايرة عن صورته السابقة خلال مرحلة التكليف الاولى، مثمنا خطوة الحريري لاستعماله كل الوسائل الهادفة الى التقارب مع الآخرين للوصول الى نتائج فعالة ترضي الجميع، مشيرا الى ان صعوبة المرحلة الحالية كانت تكمن في اعادة بناء الثقة بين العماد عون والحريري وايجاد النقاط المشتركة بينهما للانطلاق نحو التفاهم، وبالتالي نحو تشكيل الحكومة، مؤكدا ان الامور قد وصلت الى نهاية المخاض وان الايام المقبلة ستشهد ولادة حكومة الوحدة الوطنية، مستدركا بالقول ان الخوف من تأخير التشكيل يكمن في عودة دخول بعض الاطراف الخارجية على خط التشكيل وبالتالي العودة من جديد الى نقطة الصفر.

وردا على سؤال نفى النائب سلهب في تصريح لـ "الأنباء" ان يكون الرئيس المكلف يسير من خلال مساره الجديد الحالي ولقاءاته مع العماد عون بخط معاكس لتوجهات حلفائه في قوى 14 اذار، لافتا الى ان كلا من الزعيمين (الحريري ـ عون) طلبا العودة اا‍ى حلفائهما لوضعهم في اجواء ما تم الاتفاق عليه بينهما، معربا عن عدم اعتقاده ان يكون لدى احد من الفريقين موالاة ومعارضة أي نية باستبعاد احد أو عزله عن المشاركة في الحكومة، وان الرئيس المكلف سيعود قبل تقديم تصوره الاخير للعماد عون الى استشارة كل من القادة في 14 آذار جنبلاط وجعجع والجميل، اضافة الى امانتها العامة، كما ان العماد عون سيضع حلفاءه في اطار التصور المقدم من الحريري وذلك بهدف تثبيت الخطوات وتحقيق تشكيلة حكومية متجانسة فيما بين اعضائها.

من جهة اخرى، نفى النائب سلهب ما يحاول البعض اشاعته عن فتور في العلاقة بين العماد عون والنائب سليمان فرنجية على خلفية مطالبة هذا الاخير بحقيبة وزارية من حصة تكتل التغيير والاصلاح، معتبرا ان اللقاء الاخير الذي ضم اضافة الى العماد عون النواب فرنجية وبقرادونيان وارسلان والوزير سكاف، دحض الاشاعات المذكورة وأظهر تفاهما في العمق بين المجتمعين سواء حول توزيع الحقائب الوزارية العائدة لحصة التكتل أو حول التوجه السياسي العام له، متمنيا ان يسود التفاهم بين كل الفرقاء اللبنانيين وتحديدا بين اعضاء قوى 14 آذار كما هو سائد داخل تكتل التغيير والاصلاح، وذلك لاعتباره ان الخلافات داخل الصف الواحد أيا كان هذا الصف تنعكس سلبا على مسار تأليف الحكومة وعلى عملية توزيع الحصص والحقائب وتؤدي بالتالي الى مزيد من التأخير في تشكيلها.

وعما أُثير اخيرا عبر احدى الوسائل الاعلامية المحلية عن مخاوف الكنيسة من عدم تشكيل الحكومة وبالتالي من تغيير النظام اللبناني، ذكّر النائب سلهب بإعراب بكركي عن مخاوفها من تغيير وجه لبنان والكيان العربي له، وذلك قبل اربع وعشرين ساعة من بدء عملية الاقتراع في الانتخابات النيابية، وذكر ايضا ان بكركي عادت وبددت مخاوفها اثر اعلان نتائج الانتخابات المشار اليها، كما ان الاحداث والتطورات أثبتت ان المخاوف على عروبة لبنان وعلى كيانه الحر والمستقل ليست سوى مخاوف وهمية غير موجودة على ارض الواقع السياسي والامني، معربا عن اعتقاده ان مخاوف الكنيسة في غير مكانها الصحيح وزمانها الطبيعي، مستشهدا بإرسال الرئيس المكلف احد معاونيه الى بكركي لطمأنتها حول مسار التأليف بشكل خاص وحول الوضع السياسي بشكل عام.

المحرر المحلي + صحيفة الانباء الكويتية