ارشيف من :ترجمات ودراسات
خاص "الانتقاد.نت" : عشرات الشركات الإسرائيلية تبدأ حملة مقاطعة اقتصادية لتركيا
دعا موقع "يهود فرنسا" القريب من اليمين الإسرائيلي الغرب إلى مقاطعة اقتصادية لتركيا جراء سياستها المعادية لـ"إسرائيل" حسب قول الموقع الذي افتتح صفحته الأولى هذا اليوم بمقال انتقد فيه صمت السلطات الإسرائيلية على اردوغان، واصفا هذا الصمت بغير المفهوم والمميت الذي سوف تنكشف حقيقته يوما ما.
وقال الموقع إن قطاعات في "إسرائيل" بدأت تستجيب للدعوات بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا، وظهرت بوادر هذه المقاطعة عبر إلغاء عشرات الرحلات السياحية المنظمة بين تل أبيب وأنقرة.
إضافة إلى ذلك قال الموقع ان شركات إسرائيلية كبرى قررت التوقف عن إرسال العاملين لديها للسياحة في تركيا، وقد عدّد الموقع شركات كبرى بدأت بتطبيق المقاطعة وهي شركة (تنوفا) (تاديران) (بيزيك) ( تشنيون) (إسرائيل لصناعة الطيران) (العال) شركة الشحن المعروفة (ايغيد) (حيفا للكيمياء) (رافائيل ل ـ ت ـ د) إضافة إلى مستشفيات وفنادق عدة.
وحسب الموقع اليهودي الواسع الاطلاع فإن هذه الشركات ترسل سنويا آلاف السياح من عامليها إلى تركيا، وقد بدأت تطبيق عقوبات من طرف واحد احتجاجا على المواقف الأخيرة لأنقرة. ودعا الموقع الإسرائيليين واليهود لممارسة مقاطعة أكثر فعالية لأنقرة في حال استمر ما سماه الموقف التركي المستجد المعادي لـ"إسرائيل".
وكانت العلاقات بين تركيا و"إسرائيل" توترت عقب العدوان على غزة وازدادت النقمة الإسرائيلية على أنقرة على خلفية المواقف التركية الأخيرة التي استفزت الكيان الإسرائيلي، خصوصا قيام تركيا بإلغاء مشاركة "إسرائيل" في مناورات جوية كانت مقررة في تركيا.
وقد ازدادت الحملة على تركيا في الصحف والمواقع المقربة من الكيان الإسرائيلي بعد تصريحات أردوغان التي قال فيها ان هذا القرار التركي هو قرار سيادي ويستجيب لمطالب وضغوط داخلية تركية، ولا يمكن لأية دولة أن تتجاهل الرأي العام الداخلي لديها.
وفي السياق وفي حديث مع موقعنا قال "براح ميكائيل" كبير الباحثين في شؤون منطقة الشرق الوسط في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الفرنسي (إيريس) ان ما يجري الآن بين تركيا و"إسرائيل"، هو سحابة عابرة ناتجة عن حصار غزة وتقرير غولدستون، ولن يصل إلى حد القطيعة بين البلدين، متوقعاً أن لا تدفع الأمور بتركيا إلى دخول محاور معادية لـ"إسرائيل".
"ميكائيل" أضاف أن المراهنات على تحولات استراتيجية في سياسات تركيا لا تستقيم مع الواقع التركي ولا الدولي، مضيفا أن العلاقات التركية الإسرائيلية عميقة ومهمة للبلدين على حد سواء.
هذا الكلام يؤيده "فيليب دو سان روبير" عضو أكاديمية شارل ديغول، والمستشار السابق في وزارة الثقافة الفرنسية في أواخر عهد ديغول الذي قال في حديث لموقعنا ان مواقف أردوغان تنبع في الأساس من المصلحة العليا التركية، وهي تأتي استجابة لرأي عام داخلي، غير أن الأتراك يعون تماما حدود سياستهم، خصوصا أن أميركا والغرب سوف يأخذان موقفا مؤيدا لـ"إسرائيل" في حال توترت العلاقات أكثر بين حكومة العدالة والتنمية في تركيا والدولة العبرية.