ارشيف من :ترجمات ودراسات

خاص "الانتقاد . نت " :التصادم الصهيوني مع الفلسطينيين قديما ً والاتراك حديثا ً يؤدي بالكيان الغاصب الى الانعزال عن محي

خاص "الانتقاد . نت " :التصادم الصهيوني مع الفلسطينيين قديما ً والاتراك حديثا ً يؤدي بالكيان الغاصب الى الانعزال عن محي
 تصاعدت وتيرة المخاوف الصهيونية اتجاه إسرائيل نحو مزيد من العزلة في محيطها العربي والإسلامي ، مخاوف غذتها التحديات التي يواجهها كيان العدو خلال الفترة الأخيرة .

أول مؤشرات العزلة بدأت مع تعثر التسوية مع الفلسطينيين والتي ولدت خلافاً حاداً مع الإدارة الأميركية حول ملف الإستيطان وأثَّر سلبيا على مسألة التطبيع مع لدول العربية ، فضلاً عن تقرير "غولدستون" حول العدوان الصهيوني على قطاع غزة والذي أضر بصورة إسرائيل في العالم .

لكن القلق الكبير لدى المسؤولين الصهاينة تولد إثر قيام تركيا بإلغاء مناورات "نسر الأناضول" الجوية التي كان مقرراً أن يشارك فيها سلاح الجو الإسرائيلي وهو ما أثار حالة من البلبلة والإرباك لدى المؤسستين الأمنية والعسكرية في كيان العدو ما طرح مخاوف من تدهور العلاقة الإستراتيجية التركية - الإسرائيلية .

المؤشرات على تعميق الفجوة بين إسرائيل وتركيا كثيرة ، وبعض التقديرات ترى أن أعراض هذا الأمر أصابت عصب التحالف الإستراتيجي الذي ساد طيلة العقود الماضية بين تل أبيب وأنقرة .

ويرى محللون أن حرمان إسرائيل من استخدام الأجواء الجوية التركية يعني أمرين : الأول : رفض تقديم أية مساعدة لضربة عسكرية محتملة ضد إيران التي سيزورها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في الخامس العشرين من الشهر الجاري أما الأمر الثاني فهو عبارة عن رسالة احتجاج تركية قوية على خلفية حرب غزة التي نقطة تحولٍ فاصلة في العلاقة الثنائية بين البلدين ، لكن علامات الريبة والشك سادت العلاقة التركية - الإسرائيلية منذ عام ألفين وسبعة عندما أرسلت أنقرة وفداً لتقصي الحقائق حول الحفريات الصهيونية تحت المسجد الأقصى رغم لعب تركيا دور الوسيط بين دمشق وتل أبيب لاسيما وأن أردوغان ربط العلاقات الثنائية بما يحدث من تقدم في عملية التسوية في المنطقة .

وظهرت معالم الأزمة بشكل واضح في مؤتمر "دافوس" من خلال موقف أردوغان من رئيس كيان العدو شيمون بيريز واتهامه إسرائيل بقتل الأبرياء والأطفال في غزة .

فأردوغان أعلن أن تركيا استجابت لرغبات شعبها في قرارها الأخير حول المناورات ، كما أكد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن وضع حد للمأساة الإنسانية في قطاع غزة وإحياء عملية التسوية في الشرق الأوسط أمران أساسيان لتبديد التوتر القائم بين أنقرة وتل أبيب .

عوامل مساعدة كثيرة دعت تركيا إلى تغيير وجهتها السياسية مع إسرائيل أهمها انفتاحها غير المسبوق على الدول العربية المجاورة (سوريا والعراق) وعلاقتها القوية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمصالحة التاريخية مع أرمينيا ، فضلا عن تحسن العلاقة بين الحكومة التركية والجيش الذي فوضها بتحديد مصالح البلد وسياسته الخارجية .

المختص في الشؤون العسكرية الصهيوني "أمير با شالوم" اعتبر أن التغيير المهم هو في موقف الجيش التركي الذي شكل قوة موازنة سابقاً لكنه اليوم يدعم التطرف التركي حسب قوله ، فمؤخراً لم تشتري تركيا قمراً اسرائيلياً للتجسس بقيمة مليار دولار نتيجة رفض الجيش التركي للشروط الإسرائيلية حول تقييد التصوير فوق كيان العدو بسبب الخشية من نقل معلومات لأطراف أخرى .

ورغم دعوة الصحف الإسرائيلية للمسؤولين الصهاينة إلى تهديد تركيا بحرمانها من الإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي فلم يغير أردوغان سياسته اتجاهها ، إلا أن المسؤولين الصهاينة الذين يدركون عمق الضرر الذي قد يسببه قطع العلاقات مع تركيا يصرون على اتباع سياسة التهدئة في التعاطي مع أنقرة رغم أنهم يعتبرون أن السياسة الخارجية التركية تتغير وتتجه إلى الصبغة الإسلامية المتزايدة بسبب هوية الحزب الحاكم .

ويرى المحللون الصهاينة أنه يجب تجنب أية هزات مع تركيا نظراً لدورها الإستراتيجي ولأهمية المحافظة على أحلاف مع دول مركزية غير عربية في المنطقة بحسب اعتقادهم.
2009-10-20