ارشيف من :أخبار عالمية
المناورة العسكرية المشتركة الأميركية والصهيونية: أهداف معلنة وأخرى خفيّة
لازالت المناورات العسكرية المشتركة الأميركية الصهيونية في فلسطين المحتلة مستمرة ، وقسمت هذه المناورات إلى مراحل ثلاث يتم في المرحلة الأولى منها التدرب على نشر منظومات دفاع جوي في أنحاء واسعة من فلسطين المحتلة، وتبدأ في المرحلة الثانية محاكاة لهجمات بالصواريخ المتوسطة المدى يتم فيها التنسيق بين الجيشين الأميركي والإسرائيلي ضمن غرف عمليات مشتركة، وفي المرحلة الثالثة يتم إسقاط أهداف أفتراضية هي عبارة عن صواريخ بالستية تستهدف الكيان الصهيوني واعتماد تقنية دمج لمختلف الانظمة المضادة للصواريخ التي يمكنها ان تصد صواريخ بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى في آن، وفي الوقت نفسه ستجري معاينة مدى فعالية أجهزة الرادار المنصوبة على امتداد سواحل فلسطين المحتلة والأخرى الموجودة على السفن الاميركية في عرض البحر في رصد وابل من الصواريخ المحتملة القادمة من ثلاثة اتجاهات إلى داخل الكيان الصهيوني.
وقدم قادة المناورة الأميركية الإسرائيلية المسماة "جونيبر كوبرا" خلال مؤتمرهم الصحافي هدفاً معلناً لتدريباتهم العسكرية المشتركة إلا وهو حماية الكيان من هجمات محتملة من ايران وسوريا ولبنان وقطاع غزة عبر منظومة الدفاع الصاروخي، مؤكدين أن هذه التدريبات ليست سوى جزء من عمل روتيني ولا ترتبط بأي تغيير في الخارطة الإقليمية.
غير أن ما كشفت عنه المعلومات القليلة المتسربة عن المناورة أظهر تدريبات هجومية تخدم اهدافاً تتعلق بالتدخل والهجوم على أراضي الغير حيث تم تنفيذ إنزالات جوية وبحرية للسيطرة على مواقع لمنصات إطلاق صواريخ مفترضة وقد شملت التدريبات أيضاً التعامل مع إدخال قوات أميركية إضافية إلى الكيان وتبديل الفرق المناوبة لهذه القوات وكذلك عمليات إسعاف حربي للقوات الأميركية بشكل إخلاء جرحى أو مصابين، وترافق هذا الكشف مع تصريحات بأن قوة أميركية ستبقى بشكل دائم في فلسطين المحتلة
ورغم ترداد العسكريين الصهاينة القول بأن "اسرائيل" لا تثق سوى بقدرتها على الدفاع عن نفسها ، إلا أن ما يمكن ملاحظته هو وجود تغيير جوهري في هيكلية العمل العسكري المشترك بين الحليفين، وتدرج هذا التغيير من إنشاء مخازن استراتيجية للعتاد والأسلحة الأميركية بوتيرة مستمرة منذ سنوات إلى إنشاء محطة رادار فائقة التقنية في صحراء النقب وصولاً إلى المنظومة البشرية والتقنية الأميركية الحالية التي ستنتشر في البر والبحر، حيث تتحول واشنطن من الراعي السياسي والجسر الجوي للكيان الصهيوني من خارج الحدود إلى قوة عسكرية مدافعة عن هذا الكيان إنطلاقاً من داخل فلسطين المحتلة.
وعلى الرغم من الصمت السياسي الأميركي حول المناورة تجنباً للحرج مع الحلفاء العرب، فإن إعلام العدو اعتبر أن للتدريبات رسالة تتجاوز الجوانب العملانية لتُفهم من يريد ضرب "إسرائيل" بأن يأخذ بالحسبان أن القوات الأميركية ستشارك في القتال، وأن الحروب المقبلة بحسب المراسلين العسكريين الصهاينة ستدفع الجيش "الإسرائيلي" إلى إنهاء المعارك في وقت أقصر عبر استخدام القوة العسكرية الجديدة المتاحة لتفادي أن تدفع الجبهة الداخلية فاتورة باهظة كلما طال أمد الحرب.
المحرر الإقليمي + وكالات