ارشيف من :ترجمات ودراسات
دلالة على محدودية القدرة: انتقال اسرائيلي من رفض اتفاق فينا مع ايران.. الى الترحيب به
كتب المحرر العبري
موقفان اسرائيليان صدرا في في الايام القليلة الماضية، ويتعلقان بوجهة تعاطي "اسرائيل" مع الموضوع النووي الايراني والمفاوضات التي تجريها طهران مع الدول الغربية. الموقف الاول صدر عن وزير الحرب ايهود باراك، الذي عبر فيه عن رفض "اسرائيل" لمسودة الاتفاق، كما وردت في صيغتها الابتدائية وقبل صدور الموقف الايراني منها، اذ رأى باراك ان ايران كسبت من خلال الاتفاق حق تخصيب اليورانيوم على اراضيها، الامر الذي لا يزيل الخطر عن "اسرائيل"، وبالتالي يجب العمل على منع ايران من اية امكانية تخصيب، وبالمطلق، داعيا الى الابقاء على الخيار العسكري قائما في مواجهة طهران.
الموقف الاسرائيلي الثاني صدر امس، وتحديدا من قبل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، وشكل انتقالا ملفتا في الموقف، من الرفض الى الترحيب، اذ قال نتيناهو ان عرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المقترح على ايران بتخصيب جزء من اليورانيوم خارج اراضيها، هو "خطوة اولى ايجابية على طريق منع طهران من امتلاك السلاح النووي". واثنى نتنياهو في حديثه على الجهود التي يبذلها الرئيس الاميركي باراك اوباما، سعيا وراء "توحيد الموقف الدولي القاضي بمنع طهران من امتلاك السلاح النووي".
هل اقدمت "اسرائيل" خلال ايام معدودة على "عصف افكار" بين دوائر القرار لديها، لتجد فجأة ان مسودة اتفاق فيينا بين الدول الغربية وايران "يصب" في مصلحتها، لكنها لم تكن تلحظ ذلك في السابق؟، بالطبع لا، فقد كان حديث باراك واقعي ويعبر عن هواجس "اسرائيل" الحقيقية، بل ويمثل اشارة بصورة غير مباشرة الى فشل "اسرائيل" في مقاربة الموضوع النووي الايراني وسبل مواجهته.
كلمة السر ومفتاح فهم الموقف الاسرائيلي المتجدد، كشفت عنه صحيفة صحيفة "يديعوت احرونوت"، اذ اشارت الى ان "الخط المشفر" بين الادارة الاميركية ومكاتب اصحاب القرار في "اسرائيل"، اوصل كلمات غير لطيفة الى الاذان الاسرائيلية حول موقف "اسرائيل" من اتفاق فيينا، اذ اشار الاميركيون الى انهم "غير راضين عن المواقف والتصريحات الصادرة في "اسرائيل" ضد الاتفاق الذي تقترحه وتؤيده واشنطن"، الامر الذي تسبب في "إختفاء الانتقاد الاسرائيلي، وبدلا منه تحول الموقف الى مؤيد، واعتبار الاتفاق خطوة ايجابية وصحيحة في اتجاه منع السلاح النووي عن ايران"، هذا ما قاله نتنياهو، وهذا ما حرص على ايصاله الى وسائل الاعلام، مصدر سياسي اسرائيلي رفيع المستوى.
ما لم تقله الصحيفة الاسرائيلية، يمكن تقديره بسهولة، ويتجزأ الى جزئين:
الاول، ان الادارة الاميركية، التي وعدت بحل مجموعة واسعة من العقد والازمات التي خلفتها الادارة الاميركية السابقة، تريد ان تسوق اي اتفاق يجري مع الايرانيين باعتباره انجازا لنفسها، حتى وإن كان انجازا شكليا، ورغم انه يحمل مكاسب كبيرة لايران، تماما كما حدد وزير حرب العدو، ايهود باراك. من هنا فان صراخ اسرائيل واعتراضها على الاتفاق، لا يساعد الادارة الاميركية بل ويضرها، الامر الذي دفعها للضغط على الاسرائيليين باتجاه تغيير كلامهم. وبما ان الطلب الاميركي جدي ويتعلق بمصلحة اميركية مباشرة، فقد انصاع الاسرائيليون له.
الثاني، والذي لا يخلو من وجه صحة نظرا لظروف "اسرائيل" والولايات المتحدة حيال القدرات الايرانية، يمكن التقدير ان الاميركيين شددوا على وجوب الصمت، طالما ان المواجهة العسكرية من غير المقدور عليها، سواء من قبل الاسرائيليين، الذي يتشدقون بخيار لا يملكونه، او من قبل اميركا نفسها، التي لا تقوى في ظل ظروفها واعبائها وازماتها، على مواجهة ايران عسكريا.
يبدو ان اليد الايرانية على العليا في المواجهة، وقد بدأت بالفعل تحصد ما زرعته من صبر وصمود طوال السنوات الماضية.
موقفان اسرائيليان صدرا في في الايام القليلة الماضية، ويتعلقان بوجهة تعاطي "اسرائيل" مع الموضوع النووي الايراني والمفاوضات التي تجريها طهران مع الدول الغربية. الموقف الاول صدر عن وزير الحرب ايهود باراك، الذي عبر فيه عن رفض "اسرائيل" لمسودة الاتفاق، كما وردت في صيغتها الابتدائية وقبل صدور الموقف الايراني منها، اذ رأى باراك ان ايران كسبت من خلال الاتفاق حق تخصيب اليورانيوم على اراضيها، الامر الذي لا يزيل الخطر عن "اسرائيل"، وبالتالي يجب العمل على منع ايران من اية امكانية تخصيب، وبالمطلق، داعيا الى الابقاء على الخيار العسكري قائما في مواجهة طهران.
الموقف الاسرائيلي الثاني صدر امس، وتحديدا من قبل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، وشكل انتقالا ملفتا في الموقف، من الرفض الى الترحيب، اذ قال نتيناهو ان عرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المقترح على ايران بتخصيب جزء من اليورانيوم خارج اراضيها، هو "خطوة اولى ايجابية على طريق منع طهران من امتلاك السلاح النووي". واثنى نتنياهو في حديثه على الجهود التي يبذلها الرئيس الاميركي باراك اوباما، سعيا وراء "توحيد الموقف الدولي القاضي بمنع طهران من امتلاك السلاح النووي".
هل اقدمت "اسرائيل" خلال ايام معدودة على "عصف افكار" بين دوائر القرار لديها، لتجد فجأة ان مسودة اتفاق فيينا بين الدول الغربية وايران "يصب" في مصلحتها، لكنها لم تكن تلحظ ذلك في السابق؟، بالطبع لا، فقد كان حديث باراك واقعي ويعبر عن هواجس "اسرائيل" الحقيقية، بل ويمثل اشارة بصورة غير مباشرة الى فشل "اسرائيل" في مقاربة الموضوع النووي الايراني وسبل مواجهته.
كلمة السر ومفتاح فهم الموقف الاسرائيلي المتجدد، كشفت عنه صحيفة صحيفة "يديعوت احرونوت"، اذ اشارت الى ان "الخط المشفر" بين الادارة الاميركية ومكاتب اصحاب القرار في "اسرائيل"، اوصل كلمات غير لطيفة الى الاذان الاسرائيلية حول موقف "اسرائيل" من اتفاق فيينا، اذ اشار الاميركيون الى انهم "غير راضين عن المواقف والتصريحات الصادرة في "اسرائيل" ضد الاتفاق الذي تقترحه وتؤيده واشنطن"، الامر الذي تسبب في "إختفاء الانتقاد الاسرائيلي، وبدلا منه تحول الموقف الى مؤيد، واعتبار الاتفاق خطوة ايجابية وصحيحة في اتجاه منع السلاح النووي عن ايران"، هذا ما قاله نتنياهو، وهذا ما حرص على ايصاله الى وسائل الاعلام، مصدر سياسي اسرائيلي رفيع المستوى.
ما لم تقله الصحيفة الاسرائيلية، يمكن تقديره بسهولة، ويتجزأ الى جزئين:
الاول، ان الادارة الاميركية، التي وعدت بحل مجموعة واسعة من العقد والازمات التي خلفتها الادارة الاميركية السابقة، تريد ان تسوق اي اتفاق يجري مع الايرانيين باعتباره انجازا لنفسها، حتى وإن كان انجازا شكليا، ورغم انه يحمل مكاسب كبيرة لايران، تماما كما حدد وزير حرب العدو، ايهود باراك. من هنا فان صراخ اسرائيل واعتراضها على الاتفاق، لا يساعد الادارة الاميركية بل ويضرها، الامر الذي دفعها للضغط على الاسرائيليين باتجاه تغيير كلامهم. وبما ان الطلب الاميركي جدي ويتعلق بمصلحة اميركية مباشرة، فقد انصاع الاسرائيليون له.
الثاني، والذي لا يخلو من وجه صحة نظرا لظروف "اسرائيل" والولايات المتحدة حيال القدرات الايرانية، يمكن التقدير ان الاميركيين شددوا على وجوب الصمت، طالما ان المواجهة العسكرية من غير المقدور عليها، سواء من قبل الاسرائيليين، الذي يتشدقون بخيار لا يملكونه، او من قبل اميركا نفسها، التي لا تقوى في ظل ظروفها واعبائها وازماتها، على مواجهة ايران عسكريا.
يبدو ان اليد الايرانية على العليا في المواجهة، وقد بدأت بالفعل تحصد ما زرعته من صبر وصمود طوال السنوات الماضية.