اعداد : هبه عباس

لا يزال تقرير غولدستون ومسألة طرحه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، محط جدل في الاوساط الدولية، سيما بعد الحملة الشعواء التي شنتها "اسرائيل"، للحؤول دون وصول التقرير الى الامم المتحدة، وبالتالي عدم وقوف قادة وضباط الكيان امام محكمة العدل الدولية في لاهاي.

وفي جديد هذا الملف، تقرر انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء المقبل 4/11/2009 ، لمناقشة "تقرير غولدستون" المقدَّم إليها من بعثة تقصِّي الحقائق الدولية في جرائم الحرب الصهيونية على قطاع غزة.

وأعلن المتحدث باسم الجمعية العامة للأمم المتحدة "جان فيكتور نكولو" في تصريحات صحفية امس الجمعة عزم الجمعية بحث "تقرير غولدستون" بشأن الحرب الصهيونية الأخيرة على غزة الأسبوع المقبل.

ويأتي الاجتماع بطلبٍ من المجموعة العربية في نيويورك، وبدعمٍ من دول عدم الانحياز البالغ عددها 118 دولة لمناقشة التقرير في الجمعية.

في السياق نفسه، اشار مصدر دبلوماسي غربي مطلع في نيويورك امس، الى إن الدول الأوروبية في الامم المتحدة تجري مناقشات مع ممثلي الدول العربية، للاتفاق على نص مشروع قرار بشأن تنفيذ توصيات القاضي الدولي ريتشارد غولدستون المتعلقة بارتكاب جرائم حرب خلال العدوان الاسرائيلي الأخير على غزة، والذي من المقرر أن يطرح للتصويت في الجمعية العامة يوم الأربعاء المقبل.

وأقر المصدر في الوقت ذاته بصعوبة التوصل الى اتفاق بين أعضاء المجلس بشأن الصيغة التي سيطرح بها تقرير غولدستون في مجلس الأمن، حتى في حالة اعتماد الجمعية العامة لقرار يطالبها بذلك. وأضاف ان الجدل يبقى قائماً كذلك حول الطرف الذي سيقوم بإحالة التقرير إلى مجلس الأمن.

وعن موقف الولايات المتحدة، اكد المصدر الغربي المطلع ان اميركا لا ترغب في تداول الملف مطلقاً في المجلس، بحجة أن ذلك من شأنه أن يعطل الجهود المبذولة لاستئناف "عملية السلام".

وتوقع المصدر استمرار الانقسام الأوروبي، عند طرح قرار المجموعة العربية للتصويت في الجمعية العامة الأربعاء المقبل.

من ناحية اخرى اشار مصدر دبلوماسي عربي، الى ان بعثة السلطة الفلسطينية في نيويورك، لم تقم حتى الآن بتقديم نص مشروع القرار الذي سيطرح في الجمعية العامة يوم الأربعاء على بقية الدول العربية أو ممثلي مجموعة الدول الإسلامية وتكتل دول عدم الانحياز التي تدعم الموقف الفلسطيني.

في اطار المواقف الشعبية الداعمة لتطبيق مقررات تقرير غولدستون تظاهر الفلسطينيون في رام الله بالضفة الغربية أمس، مطالبين بمتابعة تقريرغولدستون ومحاكمة قادة الاحتلال الاسرائيلي كمجرمي حرب، كما وجهوا رسالة شكر للدول التي دعمت اقرار التقرير بمجلس حقوقِ الانسان، داعين الى تصعيد حملة المقاطعة والعقوبات ضد كيانِ الاحتلال.

في هذا الاطار افاد منسق الحملة الشعبية لمقاطعة الجدار والاستيطان جمال جمعة، ان العالم بدا مقتنعا اليوم بأن "اسرائيل" هي كيان اجرامي، ولا يمكن السكوت عن جرائمها المتواصلة عاماً بعد عام، وان ضحيتها اليوم هي غزة ولا أحد يعلم الضحية القادمة ومتى واين تستهدفها.

بدوره، قال عضو القيادة الوطنية والاسلامية الفلسطينية امين شوهان انه لا يجب ان يكون هناك تقاعس لا من قبل السلطة الفلسطينة ،ولا من قبل الجماهير الفلسطينية في المشاركة بشكل كبير وفاعل في مثل هذه المسيرات في كافة المدن من اجل دعم الموقف الفلسطيني.

وفي سياق المطالبة بإدانة قادة العدو الاسرائيلي، كشف مصدر صهيوني أمس أن المحامي الدولي لحقوق الإنسان الذي يطارد قادة الاحتلال في المحاكم البريطانية والدولية لارتكابهم جرائم حرب ضد الفلسطينيين، ما هو إلا محام يهودي يدعى دانيل مكوبي.

وقد كرس هذا المحامي وقبل سنوات طويلة من الحرب على غزة وقته لجمع أدلة لإدانة قادة اسرائيليين متورطين في جرائم حرب انطلاقاً من نصب كمائن لهم في العواصم الأوروبية لاعتقالهم في المحاكم الدولية.