اعداد : هبه عباس

بعد فشل مبعوثها في الزيارات العشر المتتالية الى منطقة الشرق الاوسط في تحقيق اي تقدم ملموس على صعيد اطلاق عملية التسوية في المنطقة، بدأت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون جولة شرق اوسطية، في محاولة منها لاحياء ما يسمى بـ"محادثات السلام" في المنطقة ولا سيما بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وعقب زيارتها فلسطين المحتلة ولقائها القادة الفلسطينيين والصهاينة، في محادثات استمرت على مدى اربعة ايام، انتقلت كلينتون امس الى القاهرة لتلتقي اليوم الرئيس المصري حسني مبارك وذلك في اطار المرحلة الاخيرة من المشاورات.

وتشير المصادر الى فشل جهود كلينتون في التوصل الى اتفاق لإستئناف المفاوضات، لافتة الى عدم وجود اشارة تدل على ان جولتها الدبلوماسية ساعدت على الخروج من المأزق .

وفي هذا السياق، كشف مسؤول اميركي بارز ان واشنطن ستجري تقييما لترى ما اذا کان مسعى كلينتون لاقناع الصهاينة والفلسطينيين باستئناف المفاوضات قد وجد قبولا لدى الطرفين، مؤكدا ان واشنطن قد تدرس وسائل بديلة اذا ما کانت الاجابة بالنفي.

وبالعودة لتفاصيل زيارتها الى مصر فمن المقرر ان تلتقي كلينتون في القاهرة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ومدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان.

وكانت كلينتون التقت قبل ذلك في مدينة مراكش المغربية وزراء الخارجية العرب وطلبت منهم أن ينبذوا سياسة "الاتهامات" في تعاملهم مع "إسرائيل".

واعتبرت كلينتون في تصريح لها إن استئناف المفاوضات لا يحتاج لوقف الاستيطان، ما ادى الى غضب عربي فعادت وعدّلت على تصريحها معتبرة ان الولايات المتحدة لا تقبل بشرعية النشاط الاستيطان الاسرائيلي، لکنها تعتقد ان المحادثات هي اسرع الطرق لتحقيق التجميد.

واضافت کلينتون بعد اجتماعها بالرئيس المصري حسني مبارك ومسؤولين مصريين آخرين ان الولايات المتحدة لا تقبل بشرعية النشاط الاستيطاني، مشيرة الى قناعة الادارة الاميركية بأن انهاء کل الانشطة الاستيطانية حاليا ومستقبلا سيکون أفضل.

من جهته اعتبر أبو الغيط أمس إن ما يسمى بـ"عملية السلام" يمر الآن بمرحلة حرجة، معتبرا ان مصر تريد من كلينتون، تفسيرا لتصريحات السبت حين أثنت على موقف "إسرائيل" من الاستيطان .

وحسب أبو الغيط، فإن مصر تريد ضمانات أميركية بألا تتحول المفاوضات إلى مجرد إضاعة للوقت، وألا تستغل لتحقيق الأهداف الإسرائيلية، وكذلك ضمانات تحفظ للفلسطينيين حقهم في دولتهم.

ويذكر ان المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشيل، وصل امس الى القاهرة، حيث من القرر ان يطلع كلينتون على نتائج جولته من المحادثات في الكيان الغاصب والاردن.