ارشيف من :أخبار لبنانية

عون:تعامل الكنيسة مع القضايا السياسية اليومية أمر غير مسموح به دينياً وعملية التأليف دخلت مراحلها الأخيرة

عون:تعامل الكنيسة مع القضايا السياسية اليومية أمر غير مسموح به دينياً وعملية التأليف دخلت مراحلها الأخيرة

أكد رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أن "عملية تأليف الحكومة دخلت مراحلها الأخيرة"، مشيراً إلى "ضرورة البحث في الشق السياسي وتوضيح أمور قبل تأليف الحكومة لئلا تصبح حكومة تصريف أعمال قبل أن تنال الثقة".

عون، وفي حديثٍ إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، قال: إن "سبب تأخر ولادة الحكومة هو أن الجميع في الطرف الآخر أرادوا كسر العماد عون، ومحاولة تهميشه بإعطائه وزارات ثانوية"، نافياً "وجود فيتو على تولي الوزير جبران باسيل وزارة الاتصالات مجدداً". واعتبر أنه "من الجيد أن يضع باسيل خطة أخرى لوزارة أخرى بعد نجاحه في وزارة الاتصالات ووضعه إياها على السكة"، مضيفاً: "لو نقّلناه بين الوزارات سنة فسنة لاستطاع جبران أن يصلح 3 وزارات وفقاً للخطة التغييرية ـ الإصلاحية التي نعتمدها".

وسخر عون مما يقال أن "باسيل كان يقف وراء تعثر محاولات التقدم في الحوار مع الرئيس المكلف سعد الحريري"، كما نفى ما قيل عن "استيائه من تحرك الوزير سليمان فرنجية في مسألة التأليف، أو وجود فتور مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري".

ورأى عون بوجود نمط سياسي مع حزب الله يختلف عن نمط التيار الوطني الحر، واهتمامات أخرى في الأولويات"، مؤكداً أن "التفاهم مع الحزب لا يزال كاملاً، والوضع الأمني الذي استوجبه بالدرجة الأولى لا يزال قائماً، فهو تفاهم أمني ـ دفاعي وفيه إصلاح". وإذ دافع عن "سلاح حزب الله الموجود منذ 27 سنة، والذي لم يؤذِ أحداً في الداخل"، أكد عون أنه لا يتخوف مطلقاً من مشروع "حزب الله" ومشروع "ولاية الفقيه" الذي يتم التحذير منه، موضحاً أن "هناك استحالات عدّة للوصول إلى مشروع ولاية الفقيه، أولاها أنه بصرف النظر عن معتقد البعض في "حزب الله"، فإن الشيعة في لبنان لا يريدون مشروع ولاية الفقيه، كما أن التكوين السكاني للبنان لا يسمح بذلك".

عون الذي أشار إلى "سلاحٍ آخر على الأرض اللبنانية ارتكب مجازر ضد الجيش (فتح الإسلام) ولا يزال هذا السلاح يتسبب بتفجيرات وضحايا مثل تفجيرات طرابلس والمتن، إضافةً إلى التفجير الأول الكبير، أي اغتيال الرئيس رفيق الحريري"، أعرب عن اعتقاده أن هذا الاغتيال نفذته "القاعدة"، منتقداً مسار التحقيق في جريمة اغتيال الحريري لأنه "لو كان مسار التحقيق القائم سليماً لتم التوصل إلى نتيجة"، ومبدياً خشيته من أن "تكون هناك مؤشرات تم إهمالها". ولفت إلى أن هدفه الاستراتيجي عندما كان يقاوم سوريا هو "إنهاء الحالة الصدامية"، معتبراً أنه "لا يوجد شعور شخصي على مستوى الدولة، بل أحياناً تكون العلاقات بعد انتهاء الحرب أقوى بين المتخاصمين لأنهم عاشوا الحرب وتوصلوا إلى استنتاجات معينة".

وعن المواقف الأخيرة للبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، اعتبر عون أن "تعامل المسؤولين في الكنيسة مع القضايا السياسية اليومية ويوميات الحكم أمر غير مسموح به دينياً في الأساس، والكنيسة بذلك تكون قد انحرفت عن موقعها الأساس"، مضيفاً: "أنا أشعر بأنهم يتعاملون معنا بحالة عدائية عندما قالوا إن لبنان سيكون في خطر إذا فزنا، حينها اعتبرتها حرباً تشن علينا، تخطيناها، لكن رضي القتيل ولم يرضَ القاتل، فدخلنا في قضية توزير الخاسرين وحكومة الأكثرية وإلى ما هنالك، ويبدو أن هناك استشراساً في محاولة التصادم معنا". وقال: "صحيح أنني لا أتأثر، لكن لي الحق من حين إلى آخر أن آخذ موقفاً، فأنا لا أستطيع أن أمشي وراء أناس يشاهدون كابوساً في نومهم، ونكون مجبرين على أن نخاف معهم، أنا لا أرى كوابيس، بل أحلم، وأحلامي جميلة، وأسعى دائماً إلى تحقيقها".

المحرر المحلي + صحيفة الشرق الاوسط

2009-11-07