ارشيف من :ترجمات ودراسات
شوفاليه: زيارة الأسد لفرنسا تشكل مرحلة جديدة في علاقات البلدين
وصف السفير الفرنسي في دمشق إيريك شوفاليه زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى فرنسا بالهامة جداً وبأنها تشكل مرحلة جديدة في علاقات البلدين في ضوء الإرادة المشتركة في إعطاء دفع وديناميكية جديدين للعلاقات السورية - الفرنسية التي تستند إلى جذور تاريخية وتسهم في تعزيز التعاون، مشيراً إلى أن العلاقات السورية الفرنسية تقوم على أساس الاحترام المتبادل وتقدير كل منهما للدور الذي يلعبه الآخر في محيطه.
وأشار شوفاليه في حديث لوكالة "كونا"، إلى قرار الأسد ونيكولا ساركوزي العام الماضي بإعطاء تلك العلاقات دفعا إيجابياً الأمر الذي انعكس في الزيارات المنتظمة والمتبادلة للمسؤولين بين الجانبين.
وقال السفير الفرنسي إن بلاده ترى أن سوريا لها دور مهم في المنطقة وفي تحقيق التوازن والاستقرار ومن ثم تحقيق السلام، لافتاً إلى الجهود المشتركة التي يبذلها البلدان في هذا المجال.
وأشار شوفاليه إلى أن المباحثات بين الأسد و ساركوزي ستتناول تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات إضافة إلى تطورات عملية السلام والأوضاع في المنطقة.
وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي اعتبر شوفاليه أن فرنسا تعي تماما أن سوريا ليست لاعباً سياسياً أساسياً في المنطقة فحسب ولكنها أيضاً لاعب اقتصادي مهم لافتاً إلى مسيرة الإصلاح الاقتصادي في سوريا بقيادة الأسد والتي كان لها نتائج إيجابية إضافة لمؤشرات النمو ما يدل على الديناميكية الجيدة بالاقتصاد السوري.
وأكد السفير الفرنسي أن الشركات الفرنسية تدرك أهمية سوريا على الصعيدين الاقتصادي والجغرافي فهي تشكل صلة الوصل بين البحر المتوسط والعراق ودول الخليج وآسيا وتربط أيضاً بين تركيا والأردن وبقية البلدان الواقعة في الجنوب وانطلاقاً من وجهة النظر هذه بدأت الشركات الفرنسية باستثمار القدرات الكبيرة الموجودة في سوريا وبإقامة المشاريع الهامة فيها كشركة توتال وبيل ولافارج التي سمحت باستقدام أحدث التكنولوجيا إلى سوريا وأيضا شركة سي إم ا - سي جي إم التي تعمل في مجال النقل البحري و شركة إيرليلكيد العاملة في مجال الصناعة، معبراً عن أمله بأن تستطيع الشركات الفرنسية المساهمة في إنشاء ميترو دمشق والطرق الدولية الكبرى في سوريا.
وفيما يتعلق بالوضع في المنطقة، أكد شوفاليه على الموقف الفرنسي الواضح والداعم لتحقيق السلام الشامل والعادل وإقامة الدولة الفلسطينية معبراً عن أمله في إيجاد مخرج للأزمة في قطاع غزة في إطار عملية السلام وفتح المعابر وشدد على أن فرنسا هي مع كل جهد يؤدي إلى تحقيق السلام في المنطقة مذكراً أن بلاده عندما كانت تترأس الاتحاد الأوروبي أدانت التدخل في غزة.
واختتم السفير الفرنسي بالقول إن التطور المتنامي في علاقات البلدين خلال أكثر من عام مضى تعكسه كثافة الاتصالات الدبلوماسية المباشرة بين البلدين للتشاور حول كل المواضيع التي تهم المنطقة والزيارات المتبادلة والعديدة للوفود البرلمانية والاقتصادية والتجارية والصناعية لمتابعة ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة الرئيس الأسد إلى فرنسا وزيارتي الرئيس ساركوزي إلى سوريا حيث تم وضع خطة عمل من قبل البلدين لتعزيز تلك العلاقات وقد جاء تأسيس مجلس الأعمال السوري الفرنسي لتتويج ولترجمة عمق تلك العلاقة.