ارشيف من :ترجمات ودراسات

كيف تتلوى "إسرائيل" عندما تشعر بالعجز؟

كيف تتلوى "إسرائيل" عندما تشعر بالعجز؟
كتب المحرر العبري
برر نائب وزير الحرب الإسرائيلي متان فيلنائي، عدم اقدام "إسرائيل" على شن حرب وقائية على حزب الله، في ضوء سيطرتها على سفينة السلاح المزعومة "فرانكوب"، بالقول "لا احد يقوم بحرب من اجل موضوع كهذا" أي تهريب السلاح. وحاول فيلنائي ان يؤكد صحة مقولته بالتساؤل عما استفادته "إسرائيل" من حربها في العام 1956 ضد مصر (مع بريطانيا وفرنسا) التي حصلت في حينه على 200 دبابة ضمن اطار صفقة اسلحة مع المعسكر الشرقي. وعما استفادته "إسرائيل" ايضا بعد حرب العام 1967 التي حققت فيها نصرا على عدة دول عربية في آن.
وعليه، هل صحيح ان "إسرائيل" لا تشن حربا من اجل منع اعدائها عن بناء قدراتهم العسكرية التي تشكل تهديدا لها؟
من الواضح ان هذا الادعاء يتعارض مع ثوابت التصور الامني الإسرائيلي الذي يرتكز على: الردع والانذار والحسم. اذ بموجب هذا التصور ينبغي على "إسرائيل"، في حال لم تتمكن من ردع اعدائها عن العمل على بناء قدراتهم العسكرية التي تشكل تهديدا لها، وتوافرت لديها المعلومات المطلوبة، ان تبادر إلى أي عمل يحول دون حصول ذلك. وعلى هذا الاساس بادرت في العام 1956 للاتصال بفرنسا وبريطانيا والتخطيط والدفع باتجاه ضرب مصر بعدما حصلت الأخيرة على قدرات عسكرية محدودة من خلال صفقة اسلحة رأت فيها "إسرائيل" مؤشرا على اتجاه النظام المصري انذاك... وبعبارة اوضح كان الدافع الإسرائيلي المباشر منع مصر من بناء قدراتها العسكرية، عبر شن حرب وقائية عليها.
ايضا بعد حرب العام 2006، كشف قائد المنطقة الشمالية اللواء غادي ايزنكوت، عن ان الجيش يدرس على الدوام امكانية شن حرب وقائية ضد حزب الله، لمنعه من اعادة بناء قدراته الصاروخية والقتالية. ولكنه اضاف ان " إسرائيل" تجد صعوبة في منع حزب الله من ذلك.
بناءً على ما تقدم يمكن الجزم بأن عدم اقدام "إسرائيل" على أي عمل عسكري مباشر، على خلفية بناء حزب الله قدراته العسكرية، ليس لكون هذا الأمر لا يشكل مبررا كافيا لذلك، بل على العكس فإن مصلحة "إسرائيل" الاستراتيجية تفرض مثل هذه الحرب لانها توفر عليها خسائر اكبر في المستقبل. وبالتالي فإن امتناعها عن ذلك حتى الان لا يوجد تفسير له سوى ادراكها بأنها لا تملك القدرات الكاملة لتحقيق اهدافها الاستراتيجية في هذا المجال. والاستدلالات التي ساقها فيلنائي تؤكد عكس مقولته، لأن تساؤله عما استفادته "إسرائيل" من حربي العام 1956 و1967، ينطوي على اقرار بأن المسألة مرتبطة فقط بعدم تحقيق الاهداف المرجوة.
وما موقف فيلنائي وتبريره سوى تعبير عن الاسلوب الذي تلجأ اليه "إسرائيل" عندما تشعر بالعجز عن القيام بفعل ولا تريد الاعتراف بذلك.
2009-11-16