ارشيف من :ترجمات ودراسات

لماذا أطلق نتنياهو تهديده لسوريا من فرنسا؟

لماذا أطلق نتنياهو تهديده لسوريا من فرنسا؟
كتب المحرر العبري
استغل رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو زيارته إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، كي يوجه تهديدا لسوريا بالقول "اذا ما امسكنا سوريا مرة اخرى تنقل السلاح إلى حزب الله، فسنرد".
برغم انها ليست المرة الاولى التي يطلق فيها قادة العدو تهديداتهم سواء باتجاه سوريا او لبنان، الا ان الزمان والمكان الذي اطلق فيه، فضلا عن هوية المهدد، ومضمون التهديد، تفرض التوقف عنده ومحاولة استشراف خلفياته واهدافه؟
يلاحظ ان هذا التهديد تناول اهم القضايا التي أرقت وتؤرق قادة العدو العسكريين والامنيين والسياسيين، خلال حرب العام 2006 ومنذ ما بعد انتهائها بشكل خاص، كونها ترتبط مباشرة ببناء قدرات حزب الله القتالية والعسكرية، ولها الكلمة الفصل في تحديد نتائجها، وما يمكن ان يحصل في أي حرب مقبلة.
من الواضح ان هوية مطلق التهديد (رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو) يضفي عليه اهمية اضافية، لأنه كان من الممكن توجيه هذه الرسالة عبر معلقين امنيين او سياسيين، او عبر مصادر أمنية او حتى على لسان مسؤولين اقل رتبة، ولكن ان يبادر نتنياهو إلى توجيه هذه الرسالة فهذا يعني انه يريد ابلاغ الطرف السوري بجدية التهديد كما يعكس حجم الضيق الذي يشعر به العدو من سياسة سوريا سواء فيما يتعلق بموقفها في قضايا المنطقة او من دعم المقاومة في لبنان وفلسطين.
لكن ان يطلق هذا التهديد بعدما راكم حزب الله قدراته الصاروخية، التي كان يقول العدو إنها كانت تبلغ 13000 صاروخ قبل حرب العام 2006، ووصلت بعد الحرب إلى 40000 صاروخ بحسب وزير الحرب ايهود باراك، ثم بحسب الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس 80000 صاروخ، فهذا يعني انها تهديدات فات اوانها، ان كانت تهدف إلى قطع الطريق على حزب الله لبناء قدراته الصاروخية، وخاصة ان رئيس اركان جيش العدو غابي اشكنازي توقف عن تعداد صواريخ حزب الله واصبح يتحدث عن عشرات الآلاف، وان بعضها يصل مداه إلى 300 كلم و325 كلم.
ما تقدم يفرض علينا ان نبحث عن اسباب تتصل باللحظة السياسية، التي من المؤكد ان لاعلاقة لها بالسفينة المزعومة التي كانت تحتوي بحسب العدو على اسلحة تجاوزت الكثير منها منذ زمن، وانما بقضايا اخرى:
هل يمكن ان يكون تهديد نتنياهو مرتبطا بما تسميه إسرائيل "اسلحة كاسرة للتوازن" في اشارة إلى منظومات دفاع جوي متطور، والتي دائما ما يحذر قادة العدو من وصولها إلى حزب الله في لبنان.
ام انها نوع من الضغوط لاسباب تتعلق بالموقف السياسي السوري، وخاصة ان هذا التهديد يترافق مع حديث اسرائيلي متزايد عن الاستعداد للدخول في مفاوضات غير مشروطة مع سوريا.
ام انها جزء من الحملة التحريضية ضد سوريا عشية وصول الرئيس السوري بشار الاسد إلى باريس؟
2009-11-16