ارشيف من :ترجمات ودراسات

خاص الانتقاد.نت: ماذا حصل في مجلس الوزراء الإسرائيلي الذي عقد لمناقشة تقرير غولدستون

خاص الانتقاد.نت: ماذا حصل في مجلس الوزراء الإسرائيلي الذي عقد لمناقشة تقرير غولدستون
باراك لبقية الوزراء: أنتم في أماكنكم بفضل الجيش الإسرائيلي وليس بفضل الناخب اليهودي

باريس – نضال حمادة
تتكشف يوما بعد يوم الأزمات التي سببها تقرير غولدستون لإسرائيل على صعيد النظرة الدولية تجاه هذا الكيان، أو على صعيد العلاقات التي تطبع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية مع بقية المجتمع الإسرائيلي وخصوصا السياسيين الجدد. وإذا كان التقرير قد أوقع إسرائيل وحكامها في أزمة، فإن معلومات حصلت عليها الانتقاد من مصادر فرنسية واسعة الاطلاع حدثتنا عن النقاش الذي صار في مجلس الوزراء الإسرائيلي حول القضية، توضح هذه المعلومات الطريقة التي تم الضغط من خلالها على السلطة الفلسطينية لتسحب التقرير من أمام مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

في هذا الصدد وحسب مصادر فرنسية واسعة الاطلاع التقتها الانتقاد في باريس، فإن مواجهة حادة جرت داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي الذي عقد عقب صدور تقرير غولدستون، وكان طرفا هذه المواجهة وزير الحرب الإسرائيلي أيهود باراك من ناحية، ومن ناحية ثانية باقي أعضاء الطاقم الوزاري وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو. ودائما حسب المصادر الفرنسية المذكورة فإن النقاش بدأ عندما قدم نتنياهو شرحا للوضع عقب هذا التقرير محبذا تعاونا بالحد الأدنى لحفظ ماء وجه إسرائيل، ما دعا أيهود بارك للتدخل وإعلان معارضته الشديدة لأي تعاون يعرّض العسكريين الإسرائيليين للخطر وللمساءلة الدولية، وشرحت لنا المصادر محضر النقاشات:

نتنياهو: أعتقد أن علينا التعامل بحنكة مع التقرير وعدم تصعيد الموقف حفاظا على سمعتنا الدولية.

أيهود باراك: أنتم موجودون هنا بفضل الجيش الإسرائيلي وليس بفضل الناخب اليهودي، وإذا كنتم تعتقدون غير ذلك فأنتم مخطئون.

نتنياهو: ولكننا يجب أن نتعاطى بشيء من الدبلوماسية حفاظا على سمعة إسرائيل، يمكن أن نتعامل مع الموضوع بالحد الأدنى.

باراك: التعامل مع التقرير بحده الأدنى يعني تسليم ما بين سبعين إلى ثمانين ضابطا ومسؤولا عسكريا إسرائيليا للمساءلة الدولية، ووضعهم تحت رحمة الملاحقة. الجيش لن يقبل هذا الوضع. وهذا سوف يضع البلد لأول مرة أمام أزمة ثقة بين العسكريين ورجال السياسة. هل تتحملون أنتم في مجلس الوزراء عواقب صدام بين الجيش والسياسيين في هذا البلد. لا أعتقد ذلك.

نتنياهو: لا أحد في هذا المجلس مستعد للدخول في هذه المخاطرة، ولكن ما هو البديل السياسي.

باراك: يجب تفعيل القوى المؤيدة لنا في الغرب وتحريك الولايات المتحدة، من أجل تضييع القرار في المحافل الدولية وتمييعه، كما علينا الطلب من أميركا الضغط على سلطة محمود عباس من أجل التعاون في هذا الموضوع.

المصدر الفرنسي أضاف أن المجلس الوزاري بمجمله خضع لرغبة باراك، واتخذ قرارا بالإجماع بالاتصال بالولايات المتحدة واللوبيّات المؤيدة لإسرائيل في أوروبا لتمييع التقرير، كما اتخذ قرارا بالطلب من أميركا الضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من اجل سحب التقرير قبل عرضه على مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
2009-11-17