ارشيف من :أخبار عالمية
الأسد: أية حرب على إيران سوف تدوم طويلا وتطول آثارها العالم
"الانتقاد.نت" تنفرد بنشر تفاصيل اللقاء الذي جمع الرئيس السوري بشار الأسد بمجموعة من النخب الفرنسية في باريس
سوريا استوعبت ما قام به أطراف في لبنان
باريس – نضال حمادة
أثناء الزيارة التي قام بها إلى العاصمة الفرنسية باريس، الأسبوع الماضي، التقى الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد مجموعة من النخب الفرنسية بلغ عددهم نحو ثلاثين شخصية، توزعت بين عسكريين ومدنيين، وضمت صحفيين ورجال سياسة سابقين وحاليين ورجال دين.
اللقاء الذي اقتصر على الفرنسيين ولم يحضره أي من العرب، حصل في فندق البريستول المجاور لقصر الإليزيه في الدائرة الثامنة من باريس، نهار الخميس الماضي عند الساعة الثالثة بعد الظهر، وقد حصل موقع "الانتقاد.نت" على تفاصيل هذا اللقاء من شخصية فرنسية كانت ضمن الحضور.
وحسب الشخصية المذكورة فإن قاعة الاجتماع نظمت دائرياً على شكل قوس حيث جلس الرئيس الأسد في الوسط بينما جلس على يساره وزير الخارجية الفرنسي السابق "رولان دوما" وعلى يمينه مترجمة قصر الإليزيه، فيما تركت الأماكن الباقية للحضور من دون تحديد الأسماء.
الاتحاد الأوروبي
بدأ الرئيس السوري حديثه عن الاتحاد الأوروبي متسائلا عن الدور الذي يقوم به هذا الاتحاد، وعن أهميته خصوصا انه يدور في الركب الأميركي في كل ما يتعلق بقضايا العالمين العربي والإسلامي. وتكلم الأسد عن عملية السلام معتبرا انه لا يوجد فريق إسرائيلي حاضر للسلام. وقال "إن الحديث يدور الآن عن إيقاف الاستيطان فيما لم يعد هناك من يتكلم عن الأراضي المحتلة. وقال في حال أوقفنا الآن الاستيطان ماذا نفعل بالأراضي المحتلة"؟
وأضاف الأسد: "الجميع يحدثنا عن خطط للسلام فيما هناك قرارات دولية واضحة تلزم إسرائيل الانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام (1967)". وقال: "سوريا تطالب بوقف الاستيطان لكنها تتمسك بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة"، مضيفا "إن سوريا لا يمكن لها أن تدخل في عملية السلام وهناك تشرذم في الساحة الفلسطينية".
الملف اللبناني
في الموضوع اللبناني قال الأسد ان هناك مشكلة في العلاقات مع لبنان، والمسؤول عنها أطراف في لبنان وليس سوريا. وتساءل الأسد عن لبنان الذي على سوريا التعامل معه؟ أي لبنان هو؟ لأن في لبنان خلافات. وقال ان سوريا تعرضت للكثير من الإهانات من أطراف لبنانيين، وتعرض هو شخصيا للهجوم والتجريح، لكن سوريا ورئيسها قد استوعبا هذا الأمر، وليس لديهما مشكلة في ذلك.
الملف الإيراني
الأسد تناول الموضوع الإيراني مؤكدا حق طهران في الحصول على الطاقة النووية والتكنولوجيا النووية السلمية. وقال "الحصار على إيران يصنع مشاكل ولا يضع حلولا"، معتبرا أن "إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تملك أسلحة نووية في المنطقة ولا تسمح بتفتيش منشآتها". مضيفا أن "لإيران الحق أن تطبق عليها بنود اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية لأنها من الموقعين عليها". وقد اعتبر الرئيس السوري أن الحلول التي قدمت في فيينا جيدة. وقال الأسد ان "إيران لا تعترف بإسرائيل، ونحن أيضا لا نعترف بإسرائيل، ولكننا نتعامل مع واقع". وختم حديثه عن إيران بالتحذير من عواقب أية حرب ضدها لأنها حسب قوله "سوف تستمر طويلا وسوف تؤذي العالم وليس إيران وحدها".
الشأن الداخلي السوري
وتطرق الرئيس السوري في حديثه إلى الوضع الداخلي في سوريا قائلا: "هناك سعي لتطوير الحياة في سوريا من النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، غير أن الأولوية لدينا هي الاستقرار الداخلي، الذي يجب المحافظة عليه، ونحن نسعى لحل بقية المشاكل شيئا فشيئا، مضيفا أن سوريا تحارب الإرهاب، وهي كان لديها متطرفون. وتحدث الرئيس السوري عن الحوار الداخلي في سوريا مشيرا إلى "سعي لبدء حوار داخلي جدي".
وتحدث الرئيس السوري عن فرنسا التي وصفها بالبلد الأوروبي الأكبر والأهم "حيث يدور في ذهن السوري والعربي فورا دولة فرنسا عندما يسمع عن أوروبا". وقال ان هناك تطورا استراتيجيا في العلاقات السورية الفرنسية، وهناك اتفاقات جديدة في كل المجالات.
كما وحدد الأسد خطوطا حمرا لسوريا لا تحيد عنها وهي:
أ ـ عودة الأراضي العربية المحتلة.
ب ـ الاستقرار في سوريا.
ج ـ الحفاظ على وحدة العراق.
د ـ الاستقرار في لبنان.
وحول النقطة الأخيرة دعا الأسد إلى تعاون فرنسي سوري للحفاظ على استقرار لبنان.
وأضاف انه تحدث مع الرئيس الفرنسي عن الاتحاد من اجل المتوسط، معتبرا انه كيف يمكن له أن يمشي وهناك حروب؟ وقال ان هذا الاتحاد قام على أسس اقتصادية وليست سياسية.
كما وتحدث الأسد عن التعاون مع فرنسا في المجال الثقافي قائلا ان اللغة الفرنسية تراجعت في بلاده لمصلحة اللغة الانكليزية، وهو كان من المتحدثين بالفرنسية ودرسها في المدرسة. وقال ان لدى سوريا نحو ثلاثمئة ألف قطعة أثرية، وهناك استعداد سوري للتعاون مع متحف اللوفر والحكومة الفرنسية في مجال الآثار ونقل هذه التحف والآثار لعرضها في فرنسا.
وختم الأسد حديثه بالكلام عن مثلث سوري ـ تركي ـ إيراني، هو عنوان الاستقرار والتعاون في المنطقة العربية والإسلامية.