ارشيف من :ترجمات ودراسات

خاص "الانتقاد.نت" : اعتبارات سياسية ظرفية وراء الهجوم الاسرائيلي التفاوضي على سوريا

خاص "الانتقاد.نت" : اعتبارات سياسية ظرفية وراء الهجوم الاسرائيلي التفاوضي على سوريا
"الانتقاد.نت" - علي حيدر

شهدت الساحة الإسرائيلية هجوما سياسيا شاملا باتجاه التفاوض مع سوريا استخدمت فيها كافة المواقع السياسية والعسكرية، حتى لم يبق مسؤول اسرائيلي رفيع الا وتحدث عن اهمية المفاوضات مع سوريا والدعوة إلى استئنافها، من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى رئيس الكيان شمعون بيريس إلى وزير الحرب ايهود باراك إضافة إلى عدد اخر من الوزراء والخبراء، الامر الذي يدفع إلى التساؤل عن خلفيات هذه الصحوة الإسرائيلية في هذه الفترة بالذات؟.

بداية، لا بد من الإشارة إلى أن المؤسسة الإسرائيلية بشقيها السياسي والعسكري، تقر بالأهمية الاستراتيجية التي تنطوي عليها اتفاقية السلام مع سوريا، مع التأكيد على ان هذا الامر تعزز اكثر فأكثر منذ ما بعد فشل الجيش الإسرائيلي في حرب العام 2006،
 
حيث ارتقى الموقف السوري إلى كونه عاملا حاسما في العديد من القضايا الإقليمية، لما تشكله من موقع جغرافي وممر الزامي لدعم المقاومة في لبنان، اضافة إلى موقفها من احتضان فصائل المقاومة في فلسطين، أضف إلى تحالفها الاستراتيجي مع الجمهورية الاسلامية في ايران.

وفي هذا السياق يأتي موقف المؤسسة العسكرية الصهيونية التي كررت مرارا وتكرارا دعمها للتسوية مع سوريا، منطلقة من رؤية مفادها ان تحالف النظام السوري مع القوى الإسلامية، مقاومة ودولة، ليس إلا نتيجة لاعتبارات سياسية وموازين قوى، وبالتالي يمكن في حال توافر له الثمن الملائم ان يغير توجهاته السياسية وتحالفاته الاستراتيجية.

أما بخصوص إثارة قضية المفاوضات مع سوريا، بهذا الزخم وفي هذا التوقيت بالذات، فإن لهذا الامر اعتبارات سياسية ظرفية، تضاف إلى العوامل الاستراتيجية المشار اليها، وتحديدا فيما يتعلق بحالة الجمود التي تواجه عملية التسوية على المسار الفلسطيني، في ظل مطالبة أميركية ودولية بدفعها.
 
وبالتالي فإن هجوم "إسرائيل" التفاوضي على سوريا يندرج ضمن اطار تكتيك تعتمده الحكومة الإسرائيلية كي تقدم نفسها على انها من يريد السلام في حين ان الطرف العربي يتمنع ويضع الشروط والعراقيل، إضافة إلى محاولة الضغط على السلطة الفلسطينية عبر الإيحاء بأن "إسرائيل" تريد أن تتوجه نحو المسار السوري بعد انسداد افاق المسار الفلسطيني، ومن المعروف ان التنقل بين المسارات هو لعبة إسرائيلية قديمة، شجعها عليها حالة التشرذم العربي.

انطلاقا مما تقدم يتعزز ما اورده معلق الشؤون الحزبية في صحيفة معاريف (16/11/2009) شالوم يروشالمي بأنه "لا يوجد أي سبب لان يحصل شيء دراماتيكي اليوم.

نتنياهو لن ينزل من هضبة الجولان والسوريون لن يحصلوا على انسحاب جزئي ولا يمكن لرئيس الوزراء أن يعرض ذلك عليهم"، مضيفا ان ما يريده نتنياهو محادثات حتى لو لم يخرج منها أي شيء.

لأن للمسيرة السياسية الكثير من المكاسب، حتى لو كانت عقيمة. منها ان يقدم نفسه كمحب للسلام كي يحظى ببعض العطف الحيوي في العالم".

من جهة أخرى، يأتي إصرار نتنياهو على شرط اجراء المفاوضات مع سوريا من دون شروط مسبقة، بهدف التحلل من أي التزام مسبق بالموافقة على الانسحاب حتى الرابع من حزيران، وعدم استكمالها من حيث انتهت مع الحكومات السابقة، هذا إلى جانب موقف اسرائيلي مستجد يتعلق بالوسيط المفترض، حيث لم يعد نتنياهو يرى في تركيا وسيطا ملائما، ويفضل فرنسا بديلا.
2009-11-23