ارشيف من :آراء وتحليلات

خلف القناع: زمن الشعوب

خلف القناع: زمن الشعوب
كتب مصطفى خازم

اجتمعت الدول المستقلة وأعلنت تشكيل منظمة أممية تعنى بشؤون العالم.. عقب الحرب العالمية الثانية.
صادف قيام هذه المنظمة قبل اغتصاب فلسطين بثلاثة أعوام..
ومن أول قراراتها كان تقسيم فلسطين، دون الرجوع إلى أهلها، أو حتى البحث التاريخي في أحقية شعبها.. بالارض وبالوجود.
منذ ذلك اليوم وإلى يومنا الحاضر.. لا تزال الأمم المتحدة ومجلس أمنها يصدران القرارات تلو القرارات، حتى باتت اللائحة الرقمية لا تتسع.. كل قرار ضد العرب، ينفذ فوراً.. وكل قرار ضد كيان العدو، فيما لو صدر.. يسكت عنه الى قيام الساعة، لمن يؤمنون بها.. وإلى نهاية التاريخ لمن يؤمنون بعدالة الامم...
194، 242، 338.. واللائحة تطول.. ولا تنسوا 425 فهو حتى يومنا هذا لم ينفذ، لأن العدو لم ينسحب من كل أرضنا اللبنانية، ومياهنا والسماء..
وبما أننا كلنا للوطن.. فكل الوطن يجب أن يكون كل الوطن لنا والا فهو ليس بوطن.. بلا بعض وطن.. والسيادة لا تكون للجزء بل للكل.
نعود إلى فلسطين..
قررت الامم المتحدة تقسيم فلسطين، وأصدرت قرار التقسيم.. لكنها قسمة لا تساوي شيئاً، إذ كيف يترك الفلسطيني نصف بيته، لمهاجر من أوروبا أو اميركا.. جاء ليأخذ بقرار دولي ما ليس له.. وهل يعني القرار الدولي أن الحق يتغير أو يتبدل أصحابه..
الواجهة أمم متحدة.. وخلف القناع.. أمة واحدة "أمميركية".. ولا أدري ان كان يصح أن نقول عنها أمة.. فهي خليط هجين، قام على دماء الهنود الحمر، بعد مجازر رهيبة بحقهم.. وغجر.. من كل انحاء العالم..
"قرار التقسيم".. هذا واحد من قرارات الامم المتحدة.. والتي لا يزال العالم ـ وعرب اميركا ـ  يريد فرضه على الفلسطينيين..، وبالمناسبة هذه "الامميركية" نفسها منعت ممثل الشعب الفلسطيني آنذاك الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) من دخول أميركا للتعبير عن رأيه بـ"السلام"، في تعبيره الشهير عن "غصن الزيتون.. "فلا تسقطوه من يدي"، ما اضطر الامم المتحدة الى ان تحمل أغراضها وتذهب الى جنيف لاستقباله..
.. وتحدثنا "الدكتور رايس" عن الديموقراطية.. وبلادها خافت من غصن زيتون.. بيد فلسطيني..
ويومياً.. جنود احتلالها لفلسطين ـ نعم اميركا تحتل فلسطين بجنود صهاينة.. والا ما معنى الدعم العسكري غير المتناهي للعدو ـ  يقتلعون مئات أشجار الزيتون من فلسطين..
ديموقراطية حاصرت الرجل لاحقا في مقر المقاطعة، وهدت الجدران على رأسه.. يومها ربما أدرك الرجل أن ما اختاره كان.. الخطأ.. فقرر أن يبدل الجملة بجملة.. "على القدس رايحين .. شهداء بالملايين".. و"اللي مش عاجبوا يشرب من بحر غزة"..
نعم.. فلتبلّ الامم المتحدة قراراتها في بحر غزة ولتشربها.. طعمها مالح.. نعم وربما هذا ما قصده الرجل..
طريقة واحدة لتفهم الامم المتحدة.. الامميركية، عندما يقرر الشعب ان يستعيد حقوقه، نرى النتيجة ما حصل في لبنان، وما يحصل في العراق وفي فلسطين.. يشرب العدو المر والمالح..
لا يمكن لمئات الدول ان تقهره.. حتى لو جاءت بكل اساطيلها..
بحر بيروت.. وبحر غزة.. ودجلة الخير.. واحد..
من هنا تبدأ الخارطة.. أما مسوخ الدول، وأشباه الجزر.. فلن تعمر طويلاً..
في الاربعينيات جاء التقسيم.. وأعطى حقوق انتداب للدول المنتصرة.. على الشعوب.. واليوم بدأت الشعوب بالانتصار.. وبدأ زمن الانتصارات..
والزمن لا يعود الى الوراء..
انه زمن الشعوب.. وليس زمن "الامميركية".
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد1275 ـ 24 حزيران/ يونيو 2008
2008-06-24