ارشيف من :أخبار عالمية
خاص الانتقاد.نت: مستشار الرئيس التركي محاضراً عن "التوجهات الجديدة لسياسة تركيا الخارجية"
نحن في المنطقة من الحنكة والدهاء بما يتيح لنا أن نحل مشاكلنا بأنفسنا دون الإفساح للأغراب والمقاولين الثانويين المجال للتدخل
بدعوة من المركز الإستشاري للدراسات والتوثيق، حاضر مستشار الرئيس التركي السيد أرشاد هرموزلو تحت عنوان "التوجهات الجديدة لسياسة تركيا الخارجية" بحضور حشد غفير من السياسيين والباحثين والمهتمين للشأن التركي، وذلك في فندق "الكورال بيتش"، وبدأت الندوة بكلمة ترحيبية لرئيس المركز الإستشاري الدكتور عبد الحليم فضل الله الذي أشار إلى أنّ هذه المحاضرة الموسعة تأتي في سياق تتبع التحولات السياسيات الدولية والتحولات في المقاربات الإقليمية للعديد من الدول، مرحبا بالسيد هرموزلو كبير مستشاري الرئيس التركي، مجددا شكره على تلبيته الدعوة دون تردد حرصا منه على الصداقة مع لبنان وعلى الإقتراب أكثر فأكثر من حركات المقاومة والتحرر في المنطقة وهو أفضل من يعبر في هذه اللحظة السياسية بامتيار عن تحولات السياسية التركية لوجوده داخل القرار ولخبرته الواسعة ولوجده لفترات زمنية طويلة في بلدان المنطقة وتشهد على ذلك لغته العربية الأصيلة .
أضاف فضل الله: طبعا السياسية التركية الخارجية محط اهتمام من دول المنطقة ومجتمعات المنطقة على حد سواء لأنه قليلا ما اقتربت آمال دول المنطقة وخصوصا في المحطات الرئيسية، مشيرا إلى أنّ البلد الصاعد يقوم باستدارة ناعمة لا تقطع ما راكمت من خبرات ومكاسب ونتائج سياسية واقتصادية، ولتقفز إلى الأمام لتخرج من الرهانات الآحادية.
تابع فضل الله: "إنّ أسلمة السياسية الخارجية التركية هي تعويض عن العجز عن أسلمة السياسية الداخلية في تركيا. تبدو السياسة الخارجية التركية اليوم مزيج التزام من المصالح القومية والتطلع الإسلامي الرحب الواسع، وبرأيي إنّ أهم إنجازات أحزب العدالة والتنمية هو نزع الأدلة المتشددة لسياسات تركيا في الداخل والخارج. لا يمكن أن ننسى أن تركيا رفضت أن تكون نقطة عبور للحرب على العراق، ولا ننسى موقف رئيسها الرافض والشاجب والمؤيد لحقوق الفلسطينيين أثناء وبعد حرب غزة ولا ننسى الموقف المشرف تجاه لبنان وخصوصا بعد عدوان نيسان عندما سارعت إلى مد يد العون السياسي والإقتصادي ولا ننسى أنها تحاول لعب دور سياسي وازن لا لتناويء بل لتتكامل ولتنسج حكاية النسج الإسلامي العربي".
وختم: " السياسة الداخلية في تركيا ليست موضوعا للندوة التي أردناها حوارا مفتوحا لكل جديد لهذه السياسية، وسأترك الكلام لمدير الحوار الدكتور محمد نور الدين وهو أجدر أن يكون مديرا لحوار عن تركيا".
ثم تحدث الخبير في الشؤون التركية الدكتورمحمد نور الدين، ومما قاله:
"الشكر للمركز الإستشاري بشخص رئيسه والعاملين للتحضير والإعداد لهذه المحاضرة ولهذا التفاعل بين الشخصية التركية المهمة وبين الجمهور الذي أصبح إلى حد كبير جزءا من التوجهات العامة لتركيا في المنطقة. ومن دواعي السرور أنه إذا لم يكن المختصون بالموضوع التركي قد كَثِرُو لكن الإهتمام أصبح على كل لسان وشفة سواء عبر السياسية أو الفن أو التجارة.
يحسن العرب جلد الذات، عندما كانوا بالأمس بأمس الحاجة لصديق وحليف كانت إيران أو تركيا، لنتصور أن العرب في موقعهم الطبيعي المقاوم للصهيونية ومشروعه والتوسعات الغربية ثم جاء الأتراك والإيرانيون وشكلوا مظلة واقية لهم فماذا كان ليحصل؟ لكان تغيّر وجه الشرق الأوسط والعالم أيضا. بعد سنوات قليلة نقارب المئة عام للإفتراق التركي والخارج يسارع إلى زرع الشقاق ولم يترك الغرب أداة للوصول إلى مراميه لكن أحدا لا يغير قانون الجغرافيا والمصير المشترك، لذا عندما سنحت الفرصة وقُرِئَت التحولات انفتحت الحدود، نشر قبل أيام نشر في الصحف عدد الدول التي لا تفرض تأشيرة دخول على الأتراك فإذا هم خمسة من أصل 55 دولة عربية.أكثر من نصف قرن وتركيا صديق للغرب، ذهبت للحلف الأطلسي وكانت مشاركتها في الحرب الكورية ، دخلت العائلة الأوروبية كلها في الإتحاد الأوروبي بملحديهم قبل مؤمنيهم إلا تركيا أبقيت خارج السرب والسور، لم تغادر تركيا مواقعها سابقا وربما ليس ذلك هو المطلوب لكنها لم تعد فيها بالشروط السابقة.
بيننا نحن العرب وتركيا الشيء الكثير المشترك، تركيا جديدة نعم لكنها تركيا المنتمية إلى تاريخها وعمقها الإستراتيجي كما عبر وزير خارجيتها أحمد أوغلو، وإذا كانت الإشارة إلى التحولات فإنها أكبر وأعمق، إنها لدور تركيا في الصعد الدولي وهذا الشرق الكبير يستحق رؤية جامعة تعضد إرادته في وجه الغرب والخارج، ورؤية حزب العدالة والتنمية ذات رؤية تنموية.
إنها الثورة الثانية كما وصفها البعض لكن أعتقد أنها الثورة الأولى بمفاهيم العلمنة والمساواة والتفاعل مع المحيط، أسئلة طرحت حول الدور التركي وطبيعته وإذا ما كانت تركيا غيرت بوصلتها أو تغير المحور وإذا كان تغير فهل هو عثمانة جديدة أو غير ذلك، نترك الكلام إلى الموقع الأرفع في الدولة للسيد أرشد هورموزلو ولعل السيد هورموزلو بأصله التركماني العراقي هو الأكثر قدرة على قراءت تركيا الجديدة وتحولاتها الجديدة".
هرموزلو
ثم كانت محاضرة السيد أرشاد هورموزلو، الذي قال:
"ممثل فخامة رئيس الجمهورية، ممثل رئيس مجلس النواب، سعادة السفير التركي في لبنان، السيد رئيس المركز، السيد رئيس الجلسة، السادة والسيدات.
قبل كل شيء يجب أن أؤدي واجب الأمانة وأنقل لكم تحيات فخامة رئيس الجمهورية عبد الله غل، وأشكر المركز الإستشاري الذي أتاح الفرصة للإلتقاء بالنخبة الطيبة من أبناء لبنان والتحدث معهم والإستفادة من طروحاتهم ومحاولة إيصال الصوت التركي إلى العمق اللبناني.
طلب مني الإخوة أن أتحدث عن السياسية الخارجية التركية، وطلب مني الكثير من الإخوان منذ وصولي إلى بيروت أن أتحدث عن طبيعة التحول الذي يرونه في بوصلة السياسية التركية نحو المنطقة والتوازن الموجود في علاقاتها الشرقية والغربية. هناك من يتحدث عن علاقات تركيا بالشرق الأوسط والدولة الغربية عامة.
لا أحب مصطلح الشرق الأوسط فكما نعلم أنه مصطلح مصطنع لم يكن واردا استعماله قبل عقود من الزمن، والكثير مِمَن هم في سني يعلمون أن الإذاعة البريطانية كانت تبث باسم إذاعة الشرق الأدنى. عندما نتحدث عن المناطق فنحن نعلم أنها تحد بحدود جغرافية أو بحار أو قارات معينة، وهناك مصطلحات تدل على مجموعات معينة من الناس مثل أمريكا اللاتينية وغير ذلك، لكن هذه المناطق التي تحد بعوامل جغرافية أريد لها اسم الشرق الأوسط وتطل على ست بحار منها البحر المتوسط ومحيطين، فماذا أريد بهذه التسمية، نرى في هذه المنطقة آذربيجان التي تختلف عن السودان مثلا، أو في الثقافة حيث تختلف تونس عن بنغلادش.
الباحثون يروون أنه عام 1902 نشر أحد الضباط من البحارة الأمريكيين مقالة في لندن في مجلة "NATIONAL VEIW" استخدم فيها مصطلح الشرق الأوسط ويقصد به تلك المنطقة التي تحدها البحار وتكون ضمن نفوذ إنكلترا . إنّ القواسم المصطنعة يجب أن تتغير إلى مناطق معينة بحيث يكون التواصل بين الشعوب وفق ضوابط...
أنا أرى اننا يجب الإجابة على سؤال: "إلى أين؟، الدول كان لها دور معين في الإستفادة من (الثروات) العظمى من ناحية البترول أو الطاقة الإقتصادية، لكننا أواخر العهد العثماني وحتى في أواسطه النظرة التي كانت تجمع مناطقا واسعة في ثلاث قارات أوروبا وأسيا وأفريقيا سميت بـ "نظام العالم"، وهذا يذكر بالنظام العالمي الجديد الذي لم يستطع الترسخ لأنّه تأسس على الفائدة الأحادية الجانب والقهر.
كما نعلم الولايات المتحدة كانت إلى قبل أشهر مجتمعا استهلاكيا لا يبادر إلى الإدخار والتصرف الإقتصادي كما نعرفه في الشرق، وعرفنا أن الصين ودول آسيا الجنوبية الشرقية والشرقية كانت في مجال منافسة الصناعات الأوربية والأمريكية ولكنها كانت مجتمعا يتركز على الإقتصاد والتوفير. النظام الإقتصادي الجديد يحث الأمريكيين على الإدخار أكثر بينما يحض الصين على الإستهلاك أكثر.
هل أنّ قسما من الأفكار التي تعتري قيادة الشعب التركي وصحفه وعلمائه يدل على أنهم قطعوا الأمل من الغرب واتجهوا إلى الشرق ؟ أنا أقول أننا لم نغير المحور ولكن صححنا المحور فتركيا عضو في منظمة شمال الأطلسي منذ الخمسينيات وتركيا عقدت اتفاقية للإعفاء الجمركي منذ 16 عاما وهي ماضية بثبات للإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي إذا توفرت الشروط الكاملة للطرفين، ولكن تركيا عضو فاعل في منظمة المؤتمر الإسلامي ومن العشرة الأوائل في رأسمال البنك السعودي للتنمية ولديها اتفاقية للتعاون الإستراتيجي مع مجلس التعاون الخليجي واتفاقية للتعاون الإقتصادي وخططا للتبادل التجاري مع إيران بعشرات البلايين من الدولارات، وتركيا منضمة إلى منظمة التعاون الإقتصادي كما أنها عضو في حلف دول البحر الأسود...
لقد قلت إن تركيا تطير بأجنحة متعددة، إنّ تركيا تؤمن أن لا تكون علاقاتها مع دولة معينة على حساب علاقة أخرى، إنّ السر عن سبب التوجه الجديد القديم نحو تركيا في رأيي هو إيجاد تركيا لفن الإصغاء للآخرين وعدم فرض قاموسها السياسي على دول المنطقة ورفضها التخندق في خنادق معينة وإنما احتضان الكل، وسبق وذكر أن تركيا عندما تعمل ذلك تستند إلى ضلعين، وكما نعلم أن علاقات الدول تقوم على ضلعين وفقدان أحدهما يضر بالعلاقات وهما يتمثلان بالأساس الثقافي وأعني كامل المؤسسات الرافدة لهذا المصطلح من العوامل الدينية والتاريخية والأدبية. والأساس الثاني هو العامل الإقتصادي. إذا توفر منهما عامل ولنقل أنّ العلاقات بين الدول تركزت على الأساس الثقافي، فأخشى أن يظل هذا في بطون الكتب والمقالات والمحاضرات والحب وإلى ما هنالك، ولا نتطلع إلى إجراء علاقات أكثر تربط شعوبنا وأفكارها ببعضها البعض. وإذا اقتصرت على الضلع الإقتصادي فأخشى أن هناك بديلا دائما لأي رافد معين ، فقد يكون النفط في مناطق معينة أو طاقات بشرية في دول أخرى وقد تنضب هذه الموارد ويضطر الباحث عن البديل أن يجد بدائلا أخرى. وإذا اجتمع الأساسان فتكون لحمة تربط الشعوب والدول، هذا ما رأيناه من نقص في علاقات المنطقة وهذا ما يجب أن يصحح.
نحن شعوب راسخة في القدم والحضارة فلماذا لا يكون هناك في الشرق "يونيسكو" يضم الأدب العربي والفارسي والتركي والأوردي وكثير من المجتمعات الدينية، ولماذا لا نعرف بعضنا بعضا، سألت الكثير من المثقفين من الذين وصلوا إلى مراحل متقدمة من إثراء الفنون والأدب في الثقافة العربية، لكن هل يعرفون أشار كمال (أديب تركي)، هل يعرفون حافظ وسعدي الفارسيان. كما سألت الأتراك هل يعرفون أدونيس ومحمد جابر الأنصاري والمئات الذي أَثْرُوا الأدب العربي، لماذا لا يكون هناك حركة أدبية نشيطة، لماذا لا يكون هناك حركة ترجمة تركية عربية، هذا السؤال قادنا إلى تأسيس المنتدي العربي التركي وأشكر الجامعة العربية على كون هذا المركز في اسطنبول .
رأينا أن تركيا قد برزت في الفترة الأخيرة لأنها تستبعد سياسة المحاور والتخندق، إنّ وجود علاقات معينة مع طرف معين لا يعني بالضرورة أن يفكر الآخر مثله. إنّ إعطاء حق الآخرين حرية حق الخلاف وعدم اعتباره من الغير أمر مهم جدا لترسيح العلاقة، وهذه العلاقة يجب أن تكون نمطية في منظماتنا الفكرية.
إننا نرى في قضايا معينة أن هناك روابط راسخة تجمعنا بالمنطقة، إننا نعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية لا تهم العرب فقط بل المنطقة كلها لأنّ القدس ملكنا جميعا ومآذنها تخاطبنا فهذه روابط تجمعنا جميعنا وما عاناه الإخوة في غزة وفي لبنان في السنوات السابقة خدش الضمير الإنساني في تركيا وفي المجتمع الدولي، لذلك كان لزاما أن تدلي القيادة التركية بدلوها وتسنتكر هذه الممارسات، وهنا نتكلم عن هذا ليس بتأطير أيديولوجي للشرق أو الغرب. إنّ تركيا ترى في المنطقة أملا في الإستقرار والسلام لذلك لا نطلب دور ا معينا والقادة التركيون أكدوا ذلك ونشر في الصحف أن تركيا تمد يد المساعدة متى ما طلب منها ذلك بهدف ترسيخ دعائم الأمن والإستقرار. يجب الإلتفاف حول هذه الأفكار وإننا لا نبشر بأجندات خفية في المنطقة إطلاقا ولا نرى أنّ على المجموعات الثانية أن يكون لها ممارسات من هذا الشكل بل يجب أن يكون هناك تواصل فيما بينها.
تركيا تدخل الدول من خلال بواباتها الشرعية وترى لذلك أهمية كبيرة، وهي على مسافة متساوية من جميع الشعوب وإن كان هناك نقص فيجب أن يعدل ويجب علينا نحن العرب وعلى المثقفين أن ينبهوا لهذه النظرة لتصحح الأمور، فلست أبشر بكمال السياسية التركية وقد تكون هناك أخطاء ولكن الثوابت هي المهم وهي التي تقودنا أن نرى المصطلح الذي يجب أن نتمسك به جميعا.
سُئِلْتُ في لقاء تلفزيوني عما إذا كانت تركيا طرفا أو وسيطا وقلت إنّ تركيا طرف، وظنّ السائل أن تركيا فقدت الحياد ولكني كنت أعني وشرحت أنها طرفا لدى المعايير الإنسانية وضد الظلم والإجحاف وهذا ما يجب أن نسير عليه وإذا ما كان هناك أخطاء تقترف وإذا لم يكن هناك تناغم في مجمل الدول العربية والأوروبية فيجب أن نلجأ إلى الحوار وتغليب المنطق السليم، نحن في المنطقة من الحنكة والدهاء بما يتيح لنا أن نحل مشاكلنا بأنفسنا دون الإفساح للأغراب والمقاولين الثانويين المجال، فنحن أصحاب القضية ويجب أن ننزع فتيل الأزمة قبل استفحالها ويجب أن لا نسمح للأزمات أن تبقى ويعاني منها أولادنا فيما بعد . هذا مجمل الخطة التي تنتهجها السياسة الخارجية .
أسئلة وأجوبة :
ـ موقف الإخوان المسلمين في تركيا تجاه ما يجري في القدس من تفريغ لأهل القدس من مسلمين ومسيحيين ؟
ـ الدور التركي بين سوريا وإسرائيل، ونظرة تركيا للبنان؟
هورموزلو : بطبيعة الحال ما يرتأيه أهل القضية الفسطينية أمر مهم بالنسبة لنا، فإذا كانت الإتجاهات تدل على إنقاذ المقدسات الإسلامية في القدس الشريف يمر من طريق أن يسود السلام في المنطقة وتتأسّس الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وترجع الحقوق العادلة والشاملة للشعب الفلسطيني فهذا أمر يؤيده الشارع التركي، إنها قضيتنا المركزية مثل قضية العالم الإسلامي المركزية، فهذا لا غبار عليه ولسنا على حرج من الإدلاء بذلك وندعم الإخوة الفلسطينين وندعم أيضا قضية إعمار القدس الشريف التي تساهم فيها أيدي تركية تقدم مساهمة مالية في هذا المجال. يجوز أن نستغل قسم من علاقاتنا لإيصال المساعدات لشعبنا في غزة ولكن الثوابت هي الثوابت وهي أننا مع القضية الفلسطينية والدولة الفسطينية وعاصمتها القدس الشريف
بالنسبة للمفاوضات السورية الإسرائيلية لقد وصلت المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل في وقتها إلى مراحل متقدمة لاحقاق الحقوق السورية في هذا الموضوع وكانت هناك مفاوضات بين الإخوة الفلسطينيين ولكن أحداث غزة والإعتداء الصهيوني على إخواننا في غزة جمدت المفاوضات. سوريا أبدت استعدادها للدخول في مفاوضات غير مباشرة حيث انتهت والكرة في الملعب الإسرائيلي وإذا كانوا يفضلون الدور الفرنسي فهذا أمر عائد لهم ، لكن السلام إذا تحقق في المنطقة سيكون من صالح إسرائيل قبل العرب ويا ليت إسرائيل تستفيد من هذه الفرصة المتاحة لها لكن لا يجوز ولا نستطيع تحريك مسارات السياسية الإسرائيلية التي تنتهج نهجها .
بالنسبة للبنان نعتبر لبنان بوابة العالم لأنّه بوابته التاريخية، لذلك الولوج إلى عقل العرب وثقافتهم يبدأ من لبنان وبيروت.
كما رد مستشار الرئيس التركي على مجموعات مداخلة، ومما قاله:
ـ الدور التركي أصيل أو بديل؟
"لدينا علاقات جيدة جدا مع السعودية وبعد أيام سيزورنا الرئيس محمد حسني مبارك وجميع هذه العلاقات في مجاول التشاور المستمر ولا نرى الدور التركي بديلا عن الدور المصري أو السعودي وإنما مكملا لهما وكذلك الأمر بالنسبة للدور الإيراني، وقد قلت أنّ الدور الإيراني دور مكمل للدور التركي ونحترم الجار الإيراني ولم تحدث منازعات معه ولدينا معه حدود طويلة والثقافة الإيرانية أغنت الثقافة العربية. إذا كانت هناك دولا لا تحذو حذو دول الجوار فإننا نحضها على ذلك، ونحن من الأهلية بمكان أننا نستطيع أن نكمل أنفسنا ونشكل عمقا لمنطقتنا، هذه المناطق سواء العراق وسوريا وجميع المناطق الأخرى، فتركيا لا تقتصر على توثيق العلاقات الإقتصادية وإنما تمدها بكل ما لديها من خبرات، ففي لبنان هناك سبعة وخمسين مدرسة أنشئت من قبل تركيا وهناك مركزين صحيين ومستشفى بقيمة 20 مليون دورار ، فهذا عمقنا الطبيعي والإستراتيجي وهناك أيضا في العراق مشاريع أمنية وصحية وتعليمية مهمة جدا وكبيرة جدا".
ـ العدوان على لبنان وغزة
"عندما بدأت الإعتداءات الإسرائيلية على مقدساتنا في غزة ولبنان وجنوبه فقد ارتفعت الأصوات وقد يجوز أن يكون هناك أصواتا خافتة وذكرت أنه إذا كان هناك نقص في الثوابت فعلينا تصحيحها من قبلكم ومن قِبَل المثقفين العرب لكي نضع الأمور في نصابها فالحق هو الحق ويجب أن نعتمد المبدأ قبل كل شيء ولا تأخذنا في الله لومة لائم".
ـ تركيا والناتو
"بالنسبة لاشتراك تركيا في الحلف الإطلسي فذلك يعود لجذور تاريخية وكان ذلك أساسا ضد المد الشيوعي في الخمسينيات وكان الضعف يعتري المنطقة وكانت تركيا بدأت بالإتجاه لحماية نفسها بعد أن استقلت حديثا، لذلك السياسات في تركيا والدول العربية تؤسس وفق الأسس العليا فيجب أن ينظر إليها (مليا) فليس هناك حقائقا مجردة ولذلك يجب أن نترك المجال أن نركز على الإيجابيات وليس على السلبيات فمن السهل جدا إيجاد السلبيات والتركيز عليها ونترك الإيجابيات، وندعو إلى تغليب الآمال وإلى فتح الحدود وليس إغلاقها".
ـ العقوبات على إيران، وتركيا عضو في مجلس الأمن وهل من عقبات داخلية وخصوصا من الجيش التركي؟
رأى هوموزلو "أننا ننحى إلى تغليب الحوار وسلوك الطرق الدبلوماسية لحل النزاعات، نحن نرى حق كل دولة باستخدام كل الطاقات حتى لو كانت نووية لغرض سلمي وليس سرا أن تركيا لا توافق أن تكون المنطقة منطقة نووية وتحوز أسلحة الدمار الشامل في أي منطقة وبما في ذلك إسرائيل، علاقتنا مع إيران تختلف عن علاقة أمريكا مع إيران وهذا أمر يجب أن يعرفه الأمريكيون جيدا، لذلك نحن لسنا مع فرض عقوبات على إيران إذا لم تكن هناك أدلة ثابتة على امتلاكها أسلحة نووية، وإيران فتحت ملفاتها بموجب تعهداتها لأنها عضو منتمي للجنة الدولية للطاقة الذرية، نرى أن إيران تسعى لامتلاك الطاقة لأغراض سلمية، وهذا ما تفيده جميع الدلائل فلماذا نفترض أن هناك أمورا يجب معاقبة إيران عليها وتشديد العقوبات عليها".
"بالشأن الداخلي التركي والنخبة العسكرية فالأمور تحل بالطرق الديموقراطية وحسب الدستور التركي الذي يقيّم المؤسساتية، وهناك المجلس القومي التركي الذي يشترك فيه الجيش والحكومة، لكن النظام الديموقراطي الصحيح بترسخه في تركيا سيحل جميع المشاكل حتّى لو كانت هناك انحرافات في التفسيرات اللازمة لإيجاد الحلول الناجعة للبلد".