ارشيف من :ترجمات ودراسات

خاص الانتقاد.نت: "اسرائيل" مربكة حيال سجيل (2) وردودها هزيلة ضد ما يظهره من قدرات ايرانية

خاص الانتقاد.نت: "اسرائيل" مربكة حيال سجيل (2) وردودها هزيلة ضد ما يظهره من قدرات ايرانية
كتب المحرر العبري
إعتادت "اسرائيل" ان ترد على اي قدرة ايرانية عسكرية يعلن عنها، سواء مناورات او تجارب على وسائل قتالية جديدة تدخلها في منظومتها الدفاعية او الهجومية، وتحديدا فيما يتعلق بالقدرات الصاروخية التي تتطور يوما بعد يوم، من خلال اعلان تل ابيب عن تجربة ونجاح جديد لمنظومة "حيتس"، المعترضة للصواريخ البالستية البعيدة المدى.
كان يجتمع محللو الشؤون العسكرية في اعقاب التجارب الايرانية، ليحللوا هذه التجارب ويعطوا ارائهم المعدة سلفا، وكان خطابهم موجها في اتجاهين: الاول نحو الجمهور الاسرائيلي، مستهدفا التقليل من حدة التداعيات السلبية عليهم بعد الاعلان الايراني عن تطور ما يمس امنهم القومي؛ والثاني كان توجيه رسالة الى الايرانيين انفسهم، بان لدى "اسرائيل" رد على ما توصلوا اليه، اذ كانت تجربة حيتس جاهزة لاظهار مدى القدرة الاسرائيلية على صد اي هجوم صاروخي ايراني على "اسرائيل".
يبدو ان الارباك ساد موقف "اسرائي"ل بعيد اعلان ايران عن اطلاق صاروخ سجيل 2، وما ظهر من امكانات متطورة جدا لدى الايرانيين على هذا الصعيد. فالصاروخ يعمل بالوقود الصلب، ولديه قدرات على التملص من الردارات، ولديه قدرة تدميرية كبيرة جدا ناتجة عما يستطيع حمله، وعن سرعة دخوله من الغلاف الجوي باتجاه الهدف، كما انه قادر من ناحية عملية على الانطلاق من اي مكان في ايران باتجاه اي مكان في "اسرائيل"، وهذا يزيد من صعوبة التشخيص وصعوبة الاعتراض في وقت واحد.
جاءت التغطية الاعلامية الاسرائيلية على الشكل التالي: ايران تلعب بالنار؛ تعلن ايران عن صاروخ قادر على الوصول الى اوروبا وضرب القواعد الاميركية في المنطقة؛ وايران تتحدى الغرب وتعلن عن صاروخ متطور بعمل بالوقود الصلب.. الا ان اظرف رد اسرائيلي غير مباشر هو ما سربته الاستخبارات الاسرائيلية عن "قدرات" اسرائيلية خاصة في مواجهة الايرانيين، وهو "روبوت" بحري قامت "اسرائيل" بانتاجه حديثا من قبل الصناعات العسكرية الاسرائيلية، واستخدامه بالفعل في مياه الخليج بالقرب من الشواطيء الايرانية، وهو غير مأهول وخفي يؤدي مهام استخبارية ويقوم بمتابعة ومراقبة التحركات الايرانية العسكرية بالقرب من ايران بشكل مباشر.
يشبه هذا الروبوت ذراع ستيف اوستن التي اعلنت عنها "اسرائيل" في وقت سابق، وكان تستهدف اظهار القدرة الاسرائيلية ضد حزب الله في اطار الحرب النفسية ضد الحزب، وكانت هذه الذراع يحملها الجندي وقادرة على قلع الابواب الحديدية وحمل الاثقال وخرق الجدران لشدة قوتها.
يبدو ان تجربة حيتس جديدة غير قادرة على تأمين اجابة على التطور الصاروخي الايراني، فعمدت "اسرائيل" الى اظهار قدرة استخبارية مضادة، قد يرى الجمهور الاسرائيلي كفايته منها، لكن في نفس الوقت تثار اسئلة منطقية، لا تكون خافية عن الاسرائيليين انفسهم.... ما فائدة هذه الوسيطة البحرية الاستخبارية، على فرض وجودها، وما يمكنها ان تضيفه على صعيد التجسس والاستخبارات امام الشواطيء الايرانية، في ظل تواجد احدث ما لدى العالم من اجهزة وتكنولوجيا متمثلة في الوجود الاميركي المباشر في الخليج وفي مقابل المياه الاقليمية الايرانية في الخليج وفي المحيط الهاديء، بل وايضا على طول الحدود العراقية الايرانية التي يزيد طولها عن الالف كيلومتر؛ ما الجديد الذي تقدمه هذه الوسيطة الخفية وما هي قدرتها على مواجهة ايران إن قررت طهران، الرد على اي هجوم متصور نظريا ضدها، خاصة ان الصواريخ الايرانية قادرة بالفعل على الانطلاق من اي مكان في ايران، الشاسعة المساحة جغرافيا، والبعيدة عن هذه الالة الخفية التي تقول "اسرائيل" انها تشغلها بالقرب من الشواطيء الايرانية..
عندما تصل "اسرائيل" الى حد المأزومية في مواجهة اعدائها، يصدر منها ذلك، وربما في المستقبل سيصدر منها اكثر من ذلك، والايام ستكون حبلى بالمفاجآت الاسرائيلية، على شاكلة الروبوت البحري الخفي.
2009-12-17