ارشيف من :ترجمات ودراسات
حقائق كشفتها مفاوضات تبادل الأسرى بين العدو وحماس
كتب المحرر العبري
بغض النظر عما ستؤول إليه مفاوضات تبادل الأسرى بين "إسرائيل" وحركة حماس، فقد كشفت المرحلة التي بلغتها عن مجموعة من الحقائق من الضروري تظهيرها والتوقف عندها، خاصة وان حكومة بنيامين نتنياهو وافقت، بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، على تحرير 450 أسيرا طالبت بهم حماس إضافة إلى نحو 550 اخرين اغلبهم من النساء والأطفال على أن تحدد "إسرائيل" أسماءهم
أبرز هذه الحقائق
يشكل الموقف الذي اتخذه نتنياهو تطورا بارزا نسبة إلى مواقفه السابقة التي اعتبر فيها صفقات تبادل الأسرى التي يجري فيها تحرير معتقلين شاركوا في قتل يهود ، سابقة "تعرقل مساعي إسرائيل لبلورة جبهة دولية ضد الإرهاب، فيما تخضع هي نفسها للإرهاب بهذا الشكل المخجل" وكان لنتنياهو نظرة محددة في هذا المجال اذ كان يعتبر ان تحرير معتقلين خطرين سيؤدي ايضا إلى "تصعيد مريع للعنف، لأن هؤلاء المخربين سيستقبلون كالأبطال ويشكلون نموذجا يحتذى به من قبل الشباب الفلسطيني".
بالقياس إلى موقف حكومة أولمرت... تجاوز نتنياهو السقف الذي حدده سلفه في رئاسة الحكومة الذي وافق على تحرير 325 معتقلا فلسطينيا في حين نجد ان نتنياهو الان يوافق، وفق التقارير الاعلامية الإسرائيلية، على تحرير 450 معتقلا. ومن الجدير الاشارة إلى ان نتنياهو كان يدرك محدودية الخيارات التي امام "إسرائيل" لاستعادة جنديها غلعاد شاليط من الاسر، ولهذا السبب اتفق، عندما كان رئيسا للمعارضة، مع رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت بأن لا يهاجم أو ينتقد الحكومة او يحاول تقويض الصفقة مع حماس حول شاليط... في محاولة لتسهيل الطريق أمام اولمرت ولتفادي الوقوع في المأزق الذي هو فيه الآن، لكن اولمرت تردد في الساعات الاخيرة في حكمه وامتنع عن المصادقة على الصفقة وتجنب ان يسجل على اسمه انه رضخ لحركة حماس في اخر حكمه ونقل الازمة إلى نتنياهو.
كما هي الحال مع كل عملية تفاوض حول تبادل الأسرى، يبرز في الداخل الإسرائيلي من يدعوا إلى ضرورة وضع قواعد ثابتة تحكم المفاوضات حول استعادة أسرى إسرائيليين، برز في هذه المرحلة وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك الذي يؤيد إجراء عملية التبادل مع حماس، وقال إن "إسرائيل" موجودة "في العشرين سنة ونيف الأخيرة في "منحدر سلس" من الصفقات، بدأت من صفقة جبريل وتواصلت حتى صفقة تننباوم وإعادة جثتي غولدفاسر وريغيف" مع حزب الله. ودعا باراك إلى انهاء هذا الوضع ورسم قواعد تغير الواقع الحالي من جذوره، مشيرا إلى "الحاجة الحيوية لتغيير النمط بكل ما يتعلق بالأسرى والمفقودين"، ومقتبسا فقرة من التلمود تقول أن "لا فداء للأسرى أكثر من دمائهم".
لكن رغم موقف باراك ومن يؤازره، ستبقى "إسرائيل" اسيرة دفع الاثمان الملائمة لاستعادة جنودها الاسرى بغض النظر عن القواعد والتعليمات النظرية التي ستحددها في هذا المجال لأن القضية مرتبطة ببظروف المجتمع الإسرائيلي النفسية والثقافية، التي تدعو اغلبيته إلى دفع كل الاثمان من اجل استعادة الاسرى، وبالتالي من الصعب على أي حكومة ان تتجاهل نبض المجتمع في هذا المجال الذي يتعاطف كثيرا مع عوائل الاسرى وتحركاتهم.
يبقى أن نشير إلى أن سماح نتنياهو لتغطية وسائل الإعلام الكثير من التفاصيل المرتبطة بمواقف القوى والشخصيات داخل الحكومة، هو جزء من التكتيك الذي يتبعه من اجل أن يقدم نفسه أمام الجمهور كقائد يتمزق بين عدة قيم متضاربة فمن جهة يريد استعادة شاليط، ومن جهة أخرى يحرص على الأمن الإسرائيلي ومن اجل ذلك يسعى إلى استنفاذ كل الأساليب التي تحاول الجمع بين هذه القيم قبل ان يتخذ قراره الذي لا بديل عنه.. وكل ذلك بهدف التمهيد لاتخاذ القرار لاحقا.
ولا يخفى ان نتنياهو يريد من ذلك ايضا توجيه رسالة إلى حماس مفادها أن إصرارها على الصيغة التي تطرحها لعملية التبادل سيؤدي إلى تأجيلها، بهدف الضغط عليها لتعديل موقفها لأن حماس في النهاية تريد اتمام عملية التبادل وتحرير اكبر عدد ممكن من الاسرى.
بغض النظر عما ستؤول إليه مفاوضات تبادل الأسرى بين "إسرائيل" وحركة حماس، فقد كشفت المرحلة التي بلغتها عن مجموعة من الحقائق من الضروري تظهيرها والتوقف عندها، خاصة وان حكومة بنيامين نتنياهو وافقت، بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، على تحرير 450 أسيرا طالبت بهم حماس إضافة إلى نحو 550 اخرين اغلبهم من النساء والأطفال على أن تحدد "إسرائيل" أسماءهم
أبرز هذه الحقائق
يشكل الموقف الذي اتخذه نتنياهو تطورا بارزا نسبة إلى مواقفه السابقة التي اعتبر فيها صفقات تبادل الأسرى التي يجري فيها تحرير معتقلين شاركوا في قتل يهود ، سابقة "تعرقل مساعي إسرائيل لبلورة جبهة دولية ضد الإرهاب، فيما تخضع هي نفسها للإرهاب بهذا الشكل المخجل" وكان لنتنياهو نظرة محددة في هذا المجال اذ كان يعتبر ان تحرير معتقلين خطرين سيؤدي ايضا إلى "تصعيد مريع للعنف، لأن هؤلاء المخربين سيستقبلون كالأبطال ويشكلون نموذجا يحتذى به من قبل الشباب الفلسطيني".
بالقياس إلى موقف حكومة أولمرت... تجاوز نتنياهو السقف الذي حدده سلفه في رئاسة الحكومة الذي وافق على تحرير 325 معتقلا فلسطينيا في حين نجد ان نتنياهو الان يوافق، وفق التقارير الاعلامية الإسرائيلية، على تحرير 450 معتقلا. ومن الجدير الاشارة إلى ان نتنياهو كان يدرك محدودية الخيارات التي امام "إسرائيل" لاستعادة جنديها غلعاد شاليط من الاسر، ولهذا السبب اتفق، عندما كان رئيسا للمعارضة، مع رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت بأن لا يهاجم أو ينتقد الحكومة او يحاول تقويض الصفقة مع حماس حول شاليط... في محاولة لتسهيل الطريق أمام اولمرت ولتفادي الوقوع في المأزق الذي هو فيه الآن، لكن اولمرت تردد في الساعات الاخيرة في حكمه وامتنع عن المصادقة على الصفقة وتجنب ان يسجل على اسمه انه رضخ لحركة حماس في اخر حكمه ونقل الازمة إلى نتنياهو.
كما هي الحال مع كل عملية تفاوض حول تبادل الأسرى، يبرز في الداخل الإسرائيلي من يدعوا إلى ضرورة وضع قواعد ثابتة تحكم المفاوضات حول استعادة أسرى إسرائيليين، برز في هذه المرحلة وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك الذي يؤيد إجراء عملية التبادل مع حماس، وقال إن "إسرائيل" موجودة "في العشرين سنة ونيف الأخيرة في "منحدر سلس" من الصفقات، بدأت من صفقة جبريل وتواصلت حتى صفقة تننباوم وإعادة جثتي غولدفاسر وريغيف" مع حزب الله. ودعا باراك إلى انهاء هذا الوضع ورسم قواعد تغير الواقع الحالي من جذوره، مشيرا إلى "الحاجة الحيوية لتغيير النمط بكل ما يتعلق بالأسرى والمفقودين"، ومقتبسا فقرة من التلمود تقول أن "لا فداء للأسرى أكثر من دمائهم".
لكن رغم موقف باراك ومن يؤازره، ستبقى "إسرائيل" اسيرة دفع الاثمان الملائمة لاستعادة جنودها الاسرى بغض النظر عن القواعد والتعليمات النظرية التي ستحددها في هذا المجال لأن القضية مرتبطة ببظروف المجتمع الإسرائيلي النفسية والثقافية، التي تدعو اغلبيته إلى دفع كل الاثمان من اجل استعادة الاسرى، وبالتالي من الصعب على أي حكومة ان تتجاهل نبض المجتمع في هذا المجال الذي يتعاطف كثيرا مع عوائل الاسرى وتحركاتهم.
يبقى أن نشير إلى أن سماح نتنياهو لتغطية وسائل الإعلام الكثير من التفاصيل المرتبطة بمواقف القوى والشخصيات داخل الحكومة، هو جزء من التكتيك الذي يتبعه من اجل أن يقدم نفسه أمام الجمهور كقائد يتمزق بين عدة قيم متضاربة فمن جهة يريد استعادة شاليط، ومن جهة أخرى يحرص على الأمن الإسرائيلي ومن اجل ذلك يسعى إلى استنفاذ كل الأساليب التي تحاول الجمع بين هذه القيم قبل ان يتخذ قراره الذي لا بديل عنه.. وكل ذلك بهدف التمهيد لاتخاذ القرار لاحقا.
ولا يخفى ان نتنياهو يريد من ذلك ايضا توجيه رسالة إلى حماس مفادها أن إصرارها على الصيغة التي تطرحها لعملية التبادل سيؤدي إلى تأجيلها، بهدف الضغط عليها لتعديل موقفها لأن حماس في النهاية تريد اتمام عملية التبادل وتحرير اكبر عدد ممكن من الاسرى.