ارشيف من :ترجمات ودراسات
هآرتس: "إسرائيل" سوف تبقى تتحدث... لكنها لن تهاجم ايران
المحرر العبري
تناول المعلقان السياسي والعسكري في صحيفة "هآرتس"، "الوف بن" و"عاموس هرئيل" امكانية ان تبادر "إسرائيل" إلى توجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووي الايراني وافترضا انه " قبل بضع سنوات كان يمكن، اغلب الظن، حل مشكلة البرنامج النووي الإيراني وإلحاق ضرر شديد به، مع بالحد الادنى من المخاطرة " مشيرين ضمنا إلى ان الوقت قد فات.
ولكنهما لفتا الى ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعد بفعل كل شيء لمنع الايرانيين من الحصول على قدرة نووية عسكرية. الا انهما عادا واردفا انه يملك خطا للتراجع "اذا ما فشل" لأنه يمكن له ان يلقي التهمة على سابقيه "الذين تخوفوا ولم يفعلوا شيئا"، وان هذا ما قصده مستشاره للأمن القومي، "عوزي اراد"، حين اتهم الحكومات السابقة بابقاء "ارض محروقة" لنتنياهو في التصدي للتهديد الايراني.
واضاف الكاتبان ايضا ان اشخاصا كونوا انطباعا، بعد حديثهم مع نتنياهو بعد الانتخابات (الاخيرة في 12 شباط الماضي) وقبل تسلمه مهام منصبه، بأنه مصمم على العمل ضد إيران وانه لهذا الغرض عاد إلى الحكم، مضيفين انه وصف البرنامج النووي الإيراني، في حينه، بأنه تهديد وجودي على "إسرائيل" وبكارثة ثانية للشعب اليهودي في ضوء اللامبالاة الدولية.
لكن "هرئيل" و"بن" شددا على ان نتنياهو أكثر في الأشهر الأخيرة من الثناء العلني على الرئيس الامريكي باراك اوباما، لخطواته الدبلوماسية لاحباط التهديد الايراني ويتحدث عن أهمية تشجيع معارضي النظام ومواقع الانترنت في ايران. وان حديث نتنياهو عن الكارثة اعتدلت حدته. ومن الواضح ان اشارتهما هذه تنطوي على تقدير بأن نتنياهو يبدو كمن تراجع عن خياره الذي طالما لوح به، والا لما اخذ يكثر في الفترة الاخيرة من الثناء على خيار اوباما وتصميمه على مواجهة البرنامج النووي الايراني.
وينقل الكاتبان ايضا عن خبراء عالميين كبار في الامن والاستراتيجية تقديرهم ان احتمال شن هجوم إسرائيلي ليس كبيرا. وأنهم يؤكدون على انه لا يمكن لـ"إسرائيل" ان تعمل، من دون ضوء أخضر من البيت الأبيض، ضد إيران، لأن أي فعل من هذا النوع سيعرض المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة للخطر، في ظل وجودها العسكري في العراق، إضافة إلى قضايا أخرى مثل التزود بالنفط، واستقرار الانظمة في الخليج، وعليه ستكون هناك حاجة إلى إذن إقلاع من اوباما. وانه من المشكوك به جدا أن يتمكن نتنياهو أو يرغب في العمل لوحده، فيما يترك "إسرائيل" مكشوفة أمام الرد الشديد من إيران من دون مظلة حماية عسكرية وسياسية من أمريكا.
ويضيفون ايضا انه حتى لو وافق اوباما على هجوم اسرائيلي، فإن المعضلة الحقيقية التي ستواجه نتنياهو وكل القيادة السياسية والمؤسستين الامنية والعسكرية، تتمثل بتقويم منافع أي هجوم مقابل الاضرار المترتبة عليه. ويستعرضون في هذا المجال الرد الصاروخي من ايران ولبنان، واسعار النفط، وتضرر الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج، والاسوأ هو بروز ايران كضحية للعدوان الامر الذي سيمكّنها من امتلاك شرعية دولية لاستئناف برنامجها النووي... اضافة إلى امكانية عدم نجاح العملية العسكرية وما يمكن ان يترتب على ذلك.
ويتساءل الخبراء ايضا عما يمكن ان تربحه "إسرائيل" في ظل هذه الاضرار والمخاطر، سوى تأخير ثلاث إلى خمس سنوات وفق احسن التقديرات، وبالتالي هل يستحق هذا الثمن المؤكد والمخاطرة التي تنطوي عليها عملية جوية معقدة على مسافة بعيدة جدا؟ وهل نتنياهو وباراك مهيآن لاتخاذ مثل هذا القرار؟
يشكك هؤلاء الخبراء بذلك ويقولون ان "إسرائيل" ستتردد وستتحدث عن الهجوم ولكنها لن تفعل شيئا. وبنظرهم من المعقول أكثر أن تواصل أمريكا وإيران الحوار، مع أزمات مدروسة بين الحين والآخر. وانه طالما حرص اوباما على ألا تشعر "إسرائيل" بأنها معزولة ومباحة أمام التهديد الإيراني، فان نتنياهو لن يجرؤ على الهجوم.
ويلفت الكاتبان إلى مسألة اخرى ذات صلة عميقة بأي هجوم ايراني وهي استعدادات الجبهة الداخلية، ويكشفان عن ان الجيش قرر ان يسد الثغرات الحيوية في الجبهة الداخلية حتى صيف العام 2010، وانه بالرغم من التغطية الاعلامية الهائلة التي يحظى بها جهاز الدفاع المتعدد الطبقات في مواجهة الصواريخ، فإن معظم عناصره لا تزال اساسا على الورق. وفي كل سيناريو قتالي في السنوات القريبة القادمة، سينزل على الاراضي الاسرائيلية اعداد أكبر بكثير من الصواريخ التي لن تنجح المنظومات المضادة للصواريخ في اعتراضها.
تناول المعلقان السياسي والعسكري في صحيفة "هآرتس"، "الوف بن" و"عاموس هرئيل" امكانية ان تبادر "إسرائيل" إلى توجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووي الايراني وافترضا انه " قبل بضع سنوات كان يمكن، اغلب الظن، حل مشكلة البرنامج النووي الإيراني وإلحاق ضرر شديد به، مع بالحد الادنى من المخاطرة " مشيرين ضمنا إلى ان الوقت قد فات.
ولكنهما لفتا الى ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعد بفعل كل شيء لمنع الايرانيين من الحصول على قدرة نووية عسكرية. الا انهما عادا واردفا انه يملك خطا للتراجع "اذا ما فشل" لأنه يمكن له ان يلقي التهمة على سابقيه "الذين تخوفوا ولم يفعلوا شيئا"، وان هذا ما قصده مستشاره للأمن القومي، "عوزي اراد"، حين اتهم الحكومات السابقة بابقاء "ارض محروقة" لنتنياهو في التصدي للتهديد الايراني.
واضاف الكاتبان ايضا ان اشخاصا كونوا انطباعا، بعد حديثهم مع نتنياهو بعد الانتخابات (الاخيرة في 12 شباط الماضي) وقبل تسلمه مهام منصبه، بأنه مصمم على العمل ضد إيران وانه لهذا الغرض عاد إلى الحكم، مضيفين انه وصف البرنامج النووي الإيراني، في حينه، بأنه تهديد وجودي على "إسرائيل" وبكارثة ثانية للشعب اليهودي في ضوء اللامبالاة الدولية.
لكن "هرئيل" و"بن" شددا على ان نتنياهو أكثر في الأشهر الأخيرة من الثناء العلني على الرئيس الامريكي باراك اوباما، لخطواته الدبلوماسية لاحباط التهديد الايراني ويتحدث عن أهمية تشجيع معارضي النظام ومواقع الانترنت في ايران. وان حديث نتنياهو عن الكارثة اعتدلت حدته. ومن الواضح ان اشارتهما هذه تنطوي على تقدير بأن نتنياهو يبدو كمن تراجع عن خياره الذي طالما لوح به، والا لما اخذ يكثر في الفترة الاخيرة من الثناء على خيار اوباما وتصميمه على مواجهة البرنامج النووي الايراني.
وينقل الكاتبان ايضا عن خبراء عالميين كبار في الامن والاستراتيجية تقديرهم ان احتمال شن هجوم إسرائيلي ليس كبيرا. وأنهم يؤكدون على انه لا يمكن لـ"إسرائيل" ان تعمل، من دون ضوء أخضر من البيت الأبيض، ضد إيران، لأن أي فعل من هذا النوع سيعرض المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة للخطر، في ظل وجودها العسكري في العراق، إضافة إلى قضايا أخرى مثل التزود بالنفط، واستقرار الانظمة في الخليج، وعليه ستكون هناك حاجة إلى إذن إقلاع من اوباما. وانه من المشكوك به جدا أن يتمكن نتنياهو أو يرغب في العمل لوحده، فيما يترك "إسرائيل" مكشوفة أمام الرد الشديد من إيران من دون مظلة حماية عسكرية وسياسية من أمريكا.
ويضيفون ايضا انه حتى لو وافق اوباما على هجوم اسرائيلي، فإن المعضلة الحقيقية التي ستواجه نتنياهو وكل القيادة السياسية والمؤسستين الامنية والعسكرية، تتمثل بتقويم منافع أي هجوم مقابل الاضرار المترتبة عليه. ويستعرضون في هذا المجال الرد الصاروخي من ايران ولبنان، واسعار النفط، وتضرر الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج، والاسوأ هو بروز ايران كضحية للعدوان الامر الذي سيمكّنها من امتلاك شرعية دولية لاستئناف برنامجها النووي... اضافة إلى امكانية عدم نجاح العملية العسكرية وما يمكن ان يترتب على ذلك.
ويتساءل الخبراء ايضا عما يمكن ان تربحه "إسرائيل" في ظل هذه الاضرار والمخاطر، سوى تأخير ثلاث إلى خمس سنوات وفق احسن التقديرات، وبالتالي هل يستحق هذا الثمن المؤكد والمخاطرة التي تنطوي عليها عملية جوية معقدة على مسافة بعيدة جدا؟ وهل نتنياهو وباراك مهيآن لاتخاذ مثل هذا القرار؟
يشكك هؤلاء الخبراء بذلك ويقولون ان "إسرائيل" ستتردد وستتحدث عن الهجوم ولكنها لن تفعل شيئا. وبنظرهم من المعقول أكثر أن تواصل أمريكا وإيران الحوار، مع أزمات مدروسة بين الحين والآخر. وانه طالما حرص اوباما على ألا تشعر "إسرائيل" بأنها معزولة ومباحة أمام التهديد الإيراني، فان نتنياهو لن يجرؤ على الهجوم.
ويلفت الكاتبان إلى مسألة اخرى ذات صلة عميقة بأي هجوم ايراني وهي استعدادات الجبهة الداخلية، ويكشفان عن ان الجيش قرر ان يسد الثغرات الحيوية في الجبهة الداخلية حتى صيف العام 2010، وانه بالرغم من التغطية الاعلامية الهائلة التي يحظى بها جهاز الدفاع المتعدد الطبقات في مواجهة الصواريخ، فإن معظم عناصره لا تزال اساسا على الورق. وفي كل سيناريو قتالي في السنوات القريبة القادمة، سينزل على الاراضي الاسرائيلية اعداد أكبر بكثير من الصواريخ التي لن تنجح المنظومات المضادة للصواريخ في اعتراضها.