ارشيف من :ترجمات ودراسات

التهديدات الإسرائيلية تجاه المقاومة في لبنان وفلسطين: كلام إعلامي للإستهلاك الداخلي في الكيان الصهيوني

التهديدات الإسرائيلية تجاه المقاومة في لبنان وفلسطين:
كلام إعلامي للإستهلاك الداخلي في الكيان الصهيوني

الإنتقاد .نت - عبد الناصر فقيه

شهد العام المنصرم سلسلة تهديدات إسرائيلية وجهت إلى المقاومة في كل من لبنان وفلسطين، لا سيما حزب الله وحركة حماس، وقد كان منسوب التهديدات الصادرة عن الكيان الصهيوني شاملاً لكل المستويات السياسية والامنية والعسكرية، ولم يبقى مسؤول في هذا الكيان إلا وأصدر تهديده الخاص بدءاً من رئيس وزراء العدو إلى اعضاء حكومته مروراً باعضاء الكنيست وصولاً إلى كبار الضباط في قيادة الاركان والاجهزة الامنية.

وفي آخر التهديدات ما قاله وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك من أن حرباً مع حماس أو حزب الله أو كليهما معاً هي أمر وارد في العام المقبل معتبراً أن حزب الله "تجاوز كمية الـ40 ألف صاروخ التي يمتلكها"، ورأى باراك أن هذا الامر "يشكل تحدياً كبيراً" لـ"إسرائيل" التي تحاول مجابهته "بسحب حجج حزب الله" للحرب معها وعلى رأسها قضية بلدة الغجر ومزارع شبعا.

غير أن الكلام عن الحرب يبدو سهلاً لدى الساسة والحكام الصهاينة وموضة سائدة، خصوصاً مع صعود اليمين المتطرف في الكيان الصهيوني، بهدف شد عصب الناخبين وإظهار هؤلاء القادة أنفسهم بمظهر الاقوياء في مواجهة المقاومة الفلسطينية واللبنانية اللتان أخلتا بتوازن الرعب لمصلحتهما، غير أن الواقع يظهر تخبطاً محتملاً في مواجهة أي حرب مقبلة، وهذا الكلام أوردته صحيفة "هآرتس"، نقلاً عن مصادر عسكرية في الكيان أكدت أن "معضلة الحرب المقبلة" مع حزب الله أو حماس هي "سوء إدارة الحرب"، وتأرجح اهدافها في معركة قادمة بين ما يريده المستوى السياسي في "إسرائيل" من جهة، وما تستطيع القيام به قيادة الأركان العامة في الجيش الصهيوني من جهة ثانية، حيث يتراوح مدى الأهداف من "القضاء على حزب الله أو حماس" أو كليهما إلى قصر أهداف الحرب على "اصطياد الصواريخ ومطلقيها" من دون تقدم بري واسع.

التهديدات الإسرائيلية التي يرتفع منسوبها بين الحين والآخر، من المقدّر أن تتواصل في المرحلة المقبلة بشكل إعلامي مستهلك، وهي لا ترقى إلى مستوى التنفيذ بل أن أغلب وسائل الإعلام المعادية اعتبرت التصريحات التي يروج لها قادة العدو تصب في إطار موازنة التأثير الذي تطلقه المقاومة في لبنان وفلسطين في الحد من الهيبة الصهيونية التي كانت رائجة في الأزمنة الغابرة مع بدايات تأسيس الكيان وحتى اجتياح لبنان عام 1982 من جهة، ولمنع كل من حزب الله أو حماس من القيام بأية مبادرات هجومية والبقاء ضمن الاطر الدفاعية الحالية، كما قال بعض محللي "هآرتس" .

غير ان المشهد العام الذي يطغى على الكيان الصهيوني يظهر بشكل جلي أن هذا الكلام لم يعد ينطلي على أحد وخصوصاً في فلسطين ولبنان ويبدو أن هذا الكيان يعتمد ماقاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله : "في الماضي كانت "إسرائيل" تفعل أكثر ممّا تتكلم واليوم هي تتكلم اكثر ممّا تفعل لأنها لم تعد قادرة على الفعل كما كانت في الماضي".

2009-12-28