ارشيف من :ترجمات ودراسات
رغم فشله "محاولات نتنياهو لضم "كديما" لن تتوقف"
علي حيدر - "الانتقاد.نت"
فشل رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في شق حزب "كاديما"، وباقناعه في الانضمام إلى حكومته في هذه المرحلة، واتى ذلك بعد محاولة اقتنع فيها رئيس الوزراء بأنه بات قادرا على سحب سبعة اعضاء منه لتشكيل كتلة مستقلة والانضمام إلى حكومته، في حال أصر "كاديما" على موقفه.
ونتيجة لهذه الخيبة نقلت تقارير اعلامية اسرائيلية عن نتنياهو قوله في جلسات مغلقة أنه "ليس هناك احتمال في هذه المرحلة لتنفيذ الخطوة.. وبالتالي ينبغي تعليقها" وكما هي الحال في اعقاب كل محاولة فاشلة يتم خلالها تبادل تحميل المسؤولية عمّا حصل نشب توتر بين رئيس الوزراء وبين الوزير "إسرائيل كاتس" الذي كان يتولى مهمة تفكيك كاديما لأنه كان قد وعد نتنياهو بأن الأعضاء السبعة في كتلة كاديما باتوا جاهزين للانشقاق ولكن في ساعة الاختبار تبين ان ذلك لم يكن واقعيا.
يلاحظ أن نتنياهو اتبع أسلوب التهويل مع رئيسة حزب كديما تسيبي ليفني لإقناعها بالدخول إلى الحكومة عبر الإيحاء لها بأن "إسرائيل" تمر في مرحلة تشبه المرحلة التي سبقت حرب الأيام الستة في العام 1967، في تلميح يهدف إلى ان "إسرائيل" على ابواب اتخاذ قرار مصيري بخصوص البرنامج النووي الإيراني وهو ما يتطلب تشكيل حكومة وحدة تشارك فيها جميع القوى السياسية الأساسية في الحكومة.
يُذكِّر هذا الأسلوب الذي اتبعه نتنياهو، بالذي اعتمده عندما شكل حكومته بعد الانتخابات العامة قبل نحو 10 اشهر، عندما تحدث عن الخطر النووي الايراني وضرورة مشاركة كاديما في الحكومة ولكن ليفني اجابته في حينه بأن هناك ما يقرب من الاجماع في "إسرائيل" في الرؤية والموقف من تحول إلى ايران إلى دولة نووية وان كاديما ستدعم الحكومة من موقعها في المعارضة في أي خطوة تتخذها في هذا المجال.
وكما في المرة السابقة، لم ينجح نتنياهو في اقناع كاديما بالمشاركة، لانهم على اطلاع على حقيقة الوضع الاقليمي والدولي وبالخيارات المتاحة امام "إسرائيل"، ونتيجة لذلك من الصعب على نتنياهو تضليل قيادات سياسية على اطلاع تفصيلي على واقع "إسرائيل" وما يمكن أن تقدم، او لا تقدم، عليه خاصة وان كاديما كان يترأس الحكومة لسنوات عدة.
رغم ذلك لم يكن رفض كاديما لاقتراح نتنياهو بسبب عدم قناعته بحديثه عن الخطر النووي الإيراني، وانما بسبب عرضه المسيء له الذي تضمن مقاعد وزارية من دون حقائب رغم انه يشكل الكتلة الاكبر في الكنيست (29 عضو كنيست) بما فيه الليكود نفسه (28 عضو كنيست). ولكونه لم يقدم برنامجا سياسيا بخصوص عملية التسوية على المسار الفلسطيني، كما تطالب رئيسة الحزب تسيبي ليفني.
في كل الأحوال فإن فشل نتنياهو في هذه المرحلة في تفكيك أو ضم كاديما إلى حكومته لا يعني انه لن يحاول ذلك مجددا بل ان التطورات السياسية المقبلة، وتحديدا فيما يتعلق بعملية التسوية على المسار سيكون لها كلمة الفصل في هذا المجال.