ارشيف من :ترجمات ودراسات

لماذا وصف باراك العام 2010 بعام "التهديدات والفرص"؟

لماذا وصف باراك العام 2010 بعام "التهديدات والفرص"؟

علي حيدر - "الانتقاد.نت"

في سياق عرض مفصّل تضمن رؤيته للواقع الإقليمي الذي تعيشه "إسرائيل"، تطرق وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك، بشكل مفصّل، إلى إمكانية استهداف المنشآت النووي الإيرانية عسكريا. ومن أبرز المواقف اللافتة التي أعلنها في هذا السياق وصفه للعام الجاري بأنه عام "التهديدات والفرص".

لماذا أطلق باراك هذا التوصيف وماذا يعني ذلك؟
أكد وزير الحرب الصهيوني، على ما سبق لرئيس الاستخبارات العسكرية اللواء عاموس يادلين خلال محاضرة له في مركز الأبحاث والأمن القومي، بأنه مع مطلع العام 2010 تكون إيران قد تحوّلت إلى دولة حافة نووية، موضحا ذلك بالقول أنها أصبحت تملك ما يكفي من الخبرة والمواد والانشطة لصناعة أسلحة نووية ولكنها تحتاج إلى مدة عام من ساعة اتخاذها للقرار. وانطلاقا من هذا التوصيف لم يعد هناك أي رهان إسرائيلي على وجود عقبات تكنولوجية تحول دون مواصلة إيران تقدمها في هذا المجال.

يضاف إلى ما تقدم، أن الجمهورية الإسلامية بلغت هذه المرحلة بعد فشل كل المحاولات السابقة، وما تضمنته من ضغوط سياسية وتهويل بشن الحروب وقرارات دولية بفرض العقوبات، التي هدفت إلى كبحها عن المضي في برنامجها النووي.

ونتيجة لذلك أصبح واضحا لإسرائيل أن المزيد من الوقت سوف يؤدي حكما إلى المزيد من اليورانيوم المخصّب.. إلى المزيد من رفع درجات التخصيب... إلى المزيد من التطور التكنولوجي النووي.. إلى امتلاك القدرة التامة على إنتاج الأسلحة النووية (كما تدعي إسرائيل) حتى لو لم تقم إيران بذلك.

في المقابل يشكل بلوغ إيران هذه المرحلة الحاسمة، دافعا للولايات المتحدة ولبقية الدول الغربية، كي تبادر إلى خطوات عملانية سواء عبر فرض عقوبات اقتصادية حقيقية... او أي خطوات اخرى بهدف الضغط على النظام الاسلامي.

وعليه فإن "إسرائيل" تقف على أبواب منعطف حاسم يمكن أن تتدحرج فيه التطورات: إما نحو ارتفاع درجة التهديد الإيراني، عبر استكمال تحوّلها إلى دولة نووية، أو نحو تبلور فرصة حقيقية باتخاذ المجتمع الدولي قرارات وإجراءات فاعلة ضد إيران.

لكن السؤال الكبير الذي يفرض نفسه هو انه كيف يمكن للولايات المتحدة ان تتخذ قرارات وخطوات عملانية ضد ايران، بالمستوى الذي تأمله "إسرائيل"، في الوقت الذي تغرق فيه قواتها داخل افغانستان والعراق... وهي أحوج ما تكون إلى عدم استفزاز الجمهورية الإسلامية.

وماذا الذي يمكن لإسرائيل أن تقوم به في حال امتنع المجتمع الدولي عن المبادرة إلى الخطوات التي تأملها، في الوقت الذي يقر فيه باراك امام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست بأن "منشأة قم النووية تقع داخل مخبأ في باطن الارض وهو محصّن وقادر على مواجهة عملية قصف عادية" والاهم من ذلك اشارته إلى أن "ما كُشف حتى الآن من قبل الايرانيين، كان بناء على قرار اتخذوه هم" مع ما يعنيه ذلك من إشارة إلى وجود برنامج نووي سري لا احد يعلم عنه شيئا وبالتالي من غير الممكن استهدافه؟.


2010-01-02