ارشيف من :أخبار لبنانية
صحيفة تشرين السورية: لبنان ودع عاما حافلا وبدأ مسيرة الوفاق مع حكومة الحريري
رأت صحيفة تشرين السورية ضمن أحد مقالاتها تحت عنوان "استقبال العام الجديد ببدء ورشة الإصلاح ومواجهة التهديد الصهيوني"، أن لبنان ودّع عاماً حافلاً وخصوصاً في الربع الأخير منه بأحداث مهمة شكلت نقلة نوعية في مسيرته السياسية بعد سنوات من التعثّر نتيجة الانقسام الحاد بين أبنائه.
وأشارت الصحيفة الى أن اللبنانيين يستقبلون العام الجديد بأجواء يغلب عليها التفاؤل رغم سعي البعض إلى التحرك عكس السير نتيجة الشعور بانعدام الوزن لديهم بعد تشكيل حكومة التوافق والشراكة الحقيقية، مضيفة أن هذا لن يعيق إصرار القوى الفاعلة على بثّ الروح في عجلة الحكم وصولاً إلى إحداث انفراجات حقيقية على الساحة اللبنانية تنعكس إيجابا على المواطنين.
ولفتت الصحيفة الى أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان حرص خلال استقبال الوفود المهنئة بالأعياد المجيدة على تأكيد اهتمامه بثلاثة ملفات ستشكل محور تحركه في بداية العام الجديد هي:
ـ الاهتمام بتحريك ملفات الداخل وتسريع ورشة الإصلاح وإقرار التعيينات الأمنية والإدارية وتجديد هيئة الحوار الوطني مراعاة للمستجدات التي أفرزتها المرحلة الجديدة.
ـ الاستمرار بكشف طبيعة الاعتداءات الصهيونية وفضح التهديدات المستمرة للبنان والانتهاكات لكل القرارات الدولية.
ـ متابعة الجولات الخارجية تأكيداً لعودة لبنان إلى تأدية دوره الدبلوماسي والسياسي على الصعيدين العربي والدولي خصوصاً انه سيكون عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي مدة عامين كممثل للمجموعة العربية مع ما يلقيه هذا التمثيل من أعباء وتبعات وتحديداً على صعيد تجسيد الحق العربي في تحرير الأرض واستعادة الحقوق المغتصبة.
واعتبرت "تشرين" أن القناعة بدأت تترسخ لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين بوجود فرصة حقيقية يمكن الاستفادة منها وخصوصاً بعد الزيارة الناجحة التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري لدمشق والتي أسهمت بإزالة الكثير من العقبات التي كانت تعترض العلاقات اللبنانية-السورية لبدء مرحلة بناء الدولة على أسس سليمة توصل اللبنانيين إلى إقامة الدولة القوية والقادرة والعادلة والمطمئنة لجميع اللبنانيين، وهذا يتطلب الاستفادة من كل أوراق القوة التي نملكها والحفاظ عليها وحمايتها وتعزيز دورها وفي مقدمتها المقاومة التي أكدت قدرتها على تحرير الأرض ولجم العدو خصوصاً بعد تكاملها مع الجيش الذي يشكل تسليحه مهمة مركزية لكل من يؤمن بحرية لبنان وسيادته واستقلاله".
وقد جاء اللقاء الذي جرى بين الرئيسين سليمان والحريري ليضع اللمسات الضرورية لإقلاع السلطة التنفيذية مع بداية العام الجديد خصوصاً بعد أن تم التوقيع على مرسوم ترقية الضباط الذي جمّد في الأدراج فترة طويلة. كما أن مجلس النواب يشهد ورشة تشريعية نشطة نتيجة الاجتماعات المتواصلة التي تعقدها اللجان النيابية والتي يُنتظر أن تتسارع وتيرتها مع مطلع العام، على حدّ تعبير "تشرين" السورية .
وخلصت الصحيفة الى القول أن الحكومة تستعد لوضع اللمسات الأخيرة لموازنة 2010 بعد انقطاع دام خمسة أعوام مع ما يعنيه هذا من عودة الأمور إلى طبيعتها بعد أن فرملتها الانقسامات الحادة والتي جاءت حكومة الحريري لتشكل مدخلاً طبيعياً لبدء مسيرة الوفاق والاستقرار والإصلاح التي يتطلع إليها اللبنانيون على اختلاف توجهاتهم.
المحرر المحلي + صحيفة تشرين السورية