ارشيف من :ترجمات ودراسات
عرض عضلات عسكري اسرائيلي جديد حيال ايران.. ضابط يتحدث عن انتاج عدد كبير من صواريخ "حيتس"
في تأخر غير معتاد، لكنه مفهوم، قال ضابط اسرائيلي رفيع المستوى لصحيفة "معاريف"، (05\01\2010) في اطار رد متأخر على اعلان ايران عن مناورة ناجحة لصاروخ سجيل (2)، ان مناورة "جنيبر كوبرا"، التي نفذها الجيش الاميركي في "اسرائيل" وشارك فيها الجيش الاسرائيلي قبل نحو شهرين، أثبتت ان لمنظومة صواريخ "حيتس" المعترضة للصواريخ البالستية، قدرة على الاتصال اللاسلكي بنجاح، الأمر الذي من شأنه ان يتيح للقوات الاسرائيلية امكانيات اكبر في مجال التصدي لهجوم صاروخي معادي.
والتطور الجديد الذي أشار اليه الضابط، دون ان يوضح كيف له ان يساهم في صد اي هجوم ايراني محتمل كرد على اعتداء اسرائيلي على الاراضي الايرانية، يتمثل في نجاح غرفة الرقابة بالتحكم اللاسلكي مع بطاريات صواريخ حيتس المعترضة. من دون ان يوضح او يشير الى كيف يمكن لذلك أن يسهم في زيادة القدرة الدفاعية الاسرائيلية لمواجهة صاروخ سجيل (2).
وحاول الضابط الاسرائيلي أن يشير أيضا، الى ان قدرة اسرائيل على انتاج صواريخ "حيتس" قد ارتفعت في الفترة الاخيرة، واصبحت تنتج كميات كبيرة من الصواريخ، علما ان مدار اسئلة العسكريين الاسرائيليين وغيرهم، يتعلق بالقدرة على التصدي واعتراض الصواريخ الايرانية، وتحديدا لجهة قدرة "حيتس" كنوع من الصواريخ الاعتراضية، وليس حجم او عدد هذه الصواريخ، خاصة ان آخر التجارب التي أجريت على "حيتس"، والتي اعلن عنها مؤخرا، أظهرت عجز هذه المنظومة عن اصابة صاروخ افتراضي جرى اطلاقه بهدف اعتراضه، وأغلب الظن انه يحاكي صواريخ أقل تطورا من صاروخ سجيل (2)، الذي لم يكن قد أعلن عن وجوده من قبل ايران، اذ في حينه قالت مصادر اسرائيلية واميركية ان الصاروخ الاعتراضي الاسرائيلي فشل في اعتراض صواريخ تحاكي صواريخ شهاب (3)، الأقل تطورا ودقة وتملّصا من صاروخ "سجيل".
واشار الضابط الاسرائيلي الى ان مناورة "جنيبر كوبرا"، التي نفذت قبل نحو شهرين، وحازت على غير عادة المناورات المشابهة السابقة بتغطية اعلامية بارزة خدمة للردع الاسرائيلي حيال ايران، ستتضح خلال الأشهر القادمة، لكنه في نفس الوقت شدد على ان "المناورة كانت الاكبر في العالم بسبب حجم المشاركين والمحاكاة والأنظمة التي استعملتها الوحدات العسكرية فيها".
يشار في هذا المجال الى ان "اسرائيل" سارعت فور الاعلان عن انتهاء "جنيبر كوبرا" الى التأكيد انها كانت ناجحة جدا، ونجحت في تقديم اجابات حقيقية وفعلية على قوس واسع من التهديد الصاروخي الماثل امام "اسرائيل" وتحديدا من قبل التهديد الصاروخي الايراني، وفي هذا الاطار، أشار في حينه مراسل صحيفة "معاريف" للشؤون العسكرية، "امير بوخبوط"، الى انه "يجب على اسرائيل ان تسارع في اعقاب اي مناورة للقول انها نجحت"، واضاف المراسل انه "على عكس الاميركيين فان المسألة تتطلب منهم اشهرا عديدة، او عام كامل، للوصول الى نتائج وتقدير حقيقي لما حصل خلال المناورة".
وفي هذا الاطار، فان كلام الضابط الاسرائيلي يعتبر كلاما يصب في خدمة الحرب النفسية ضد ايران، لكنها في الدرجة الاولى تتعلق بحرب نفسية لتعمية الحقائق امام الاسرائيليين انفسهم، الذي باتوا في امس الحاجة لرفع معنوياتهم من خلال رفع قدرات الجيش الاسرائيلي في نظرهم حيال ايران.. خاصة ان ليس في كلام الضابط الاسرائيلي مادة حقيقية يبنى عليها للاشارة الى وجود قدرة فعلية على مواجهة التطورات العسكرية الايرانية، ومن ضمنها وليس اخرها، صاروخ سجيل (2) الذي أصاب الاسرائيليين بصدمة، لدى الاعلان عنه ايرانيا، وهي صدمة تتأكد اليوم من خلال رد فعل تطميني للاسرائيليين، يقوم به احد ضباط جيشها الرفيعي المستوى، لكن بشكل جاء متأخرا جدا.
كتب علي حيدر